يعد ميلاد الطفل الأول الحدث الأكثر أهمية على الإطلاق في حياة كل أسرة. وفي غمرة مشاعر الفرحة والسعادة المصاحبة لهذا الأمر، فإن انضمام فرد جديد للأسرة من شأنه أن يثير الكثير من المخاوف لدى كلي الوالدين على السواء. إذ يرجع السبب الرئيسي في تلك المخاوف إلى ما يفرضه قدوم الطفل من تغييرات كبيرة في حياة الأب والأم. بجانب هذا يمتلك الرجال مخاوف إضافية مختلفة تتعلق بفكرة الأبوة وتحدياتها، حيث يعتبر العديد من الأباء الجدد أن الأبوة طريق مجهول بلا مرشد. لذا تتناول هذه المقالة خمسة من المخاوف الأكثر شيوعا عن الأبوة وسبل مواجهتها.
1- عدم الاستعداد للأبوة
يشعر العديد من الرجال قبل قدوم طفلهم الأول بأنهم غير مستعدين بعد للعب دور الأب، حيث يجدون فكرة تحولهم إلى آباء كنهاية لفترة شبابهم. إذ يعتقد العديدون بأن الأبوة تمثل قيدا على الحرية والشعور بالسعادة، وأنها مرادف لعدم القدرة على الاستمتاع بالحياة بالطريقة المعهودة.
وفي حين قد يبدو هذا الأمر صحيحا بشكل ظاهري، إلا أن حقيقة الأمر أن الأبوة تعني رؤية الحياة من منظور مختلف تماما. فوجود طفل في حياة الرجل يقوم بتغيير مفهومه عن الشعور بالسعادة، إذ يضيف إليها أبعادا جديدة لم تكن موجودة من قبل. كما أن وجود طفل لا يعني انتهاء الحياة المعتادة، كل ما في الأمر أنه ينبغي بذل مزيد من المجهود وإعادة ترتيب للأولويات. وبذلك يمكن الجمع بين الحسنيين والاستمتاع بالحياة كأب ورب للأسرة، وكرجل يمارس حياته الاجتماعية السعيدة المعهودة.
2- الشعور بقلة الحيلة أثناء الولادة
يواجه العديد من الرجال الشعور بالعجز وقلة الحيلة أثناء ولادة الطفل الأول، حيث يستشعرون أنه لا دور لهم في الأمر وأنه يتعلق بشكل كامل بالزوجة. كما أن غالبيتهم لا يعرفون كيفية التصرف أو المساعدة حين تجابه الزوجة آلام المخاض والولادة، وهو ما يفاقم الشعور بقلة الحيلة والخوف من الأمر أيضا.
لذا ينصح المتخصصون بضرورة إشراك الزوج في الولادة بحيث يكون له دور فعال. الأمر الذي يمكن تحقيقه عبر قيام الزوج بحضور محاضرات وتدريبات عن الولادة، والتي عادة ما تنظمها المستشفيات والهيئات المعنية بالصحة في العديد من الدول. بالإضافة إلى هذا يجب أن يتحدث الزوج مع الطبيبة المسؤولة عن الولادة حول كيفية إشراكه في الأمر والدور الذي ينبغي عليه القيام به لدعم زوجته أثناء تجربة الولادة.
3- انعدام القدرة على رعاية الطفل والعناية به
يجد غالبية الرجال أن رعاية الطفل والعناية به من أكبر المخاوف التي يواجهونها حول الأبوة، ويرجع ذلك الأمر إلى اعتقادهم بعدم قدرتهم أو كفاءتهم على القيام بالأمر كما ينبغي. وقد ساهم في ذلك السياق المجتمعي الذي يرسخ فكرة أن الرعاية والعناية بالطفل أمر خاص بالمرأة فقط، وأن الرجال لا يعرفون كيفية تأدية تلك الأمور أو لا يجب عليهم ذلك. لكن في حقيقة الأمر فإن رعاية الطفل والعناية به ليست بهذا التعقيد وفي كثير من الأحيان قد تكون بسيطة، وهو ما يعني قدرة الرجل على الاضطلاع بها خاصة في وجود العديد من وسائل المساعدة والإرشاد.
لذا ينصح الآباء الجدد بضرورة الانخراط والمساعدة في كل ما يتعلق بالعناية بالمولود من أنشطة، كتغيير الحفاظات، وإطعامه باستخدام الزجاجة، واستحمام الطفل وتغيير ملابسه، وحمله واصطحابه لجولات خارج المنزل، وزيارة الطبيب للاطمئنان على صحته، وخلافه. كما ينصح أيضا بقراءة الكتب حول رعاية الطفل أو حضور التدريبات وورش العمل، وذلك لزيادة المعرفة والثقة للقيام بالأمر دون خوف.
4- تغير الحياة الزوجية بعد الإنجاب
إن انضمام طفل للأسرة من شأنه أن يحدث العديد من التغييرات الجذرية في طبيعة العلاقة بين الزوجين. حيث ينصب اهتمام كل من الأب والأم الجديدين على العناية بالمولود من كافة النواحي، ما يشكل عبئا نفسيا على كليهما ويؤدي للشعور بتوقف الحياة الزوجية المعهودة. وبالنسبة للرجل فإنه قد يشعر بأنه قد أصبح مُهملا أو تم تجاهله، الأمر الذي قد يتطور وصولا للشعور بالغيرة من الطفل.
لذا يجب على الزوجين معا مجابهة ذلك الأمر عبر تخصيص وقت خاص بهما فقط – دون الطفل – للقيام ببعض الأنشطة التي اعتادوا عليها قبل الإنجاب. وفي حين قد يبدو هذا الأمر صعبا بعض الشيء، إلا أنه ضروري للغاية للحصول على حياة زوجية سعيدة بعد الإنجاب.
5- القلق المتعلق بالمال
بالطبع فإن المال يمثل هاجسا كبيرا للعديد من الرجال قبل الإنجاب، ما ينعكس على خوفهم من فكرة الأبوة. حيث إن قدوم الطفل يعني مصاريف طائلة لا تنتهي بدءا بمتابعة الأم خلال الحمل، ومرورا بتكاليف الولادة، ثم ما يلي ذلك من الحفاظات والطعام والملابس والمدارس إلى آخره. لذا ينصح الخبراء بضرورة التحكم في موازنة المنزل بشكل صحيح وكامل لمجابهة ذلك القلق المتعلق بالأموال.
حيث يجب معرفة ماهية مصادر دخل الأسرة وحصرها، بالإضافة إلى مختلف قنوات الإنفاق وترتيبها وفقا للأولوية. ومن خلال ذلك الأمر يمكن تحديد ما هي الأشياء غير الضرورية والتي يمكن الاستغناء عنها لتوفير مزيد من الأموال. كما يجب أيضا العمل على إنشاء خطة للادخار طويل الأجل من أجل المصروفات المستقبلية الكبيرة كالجامعة أو زواج الأبناء.
* المصدر
5 Common Fears About Fatherhood