العناية بالطفل من أهم المهمات التي تقوم بها الأم، إذ يحتاج هذا المخلوق الرقيق إلى الاهتمام والرعاية والانتباه إلى مشاعره أيضًا، ولعل هذه المهمة تزداد صعوبة في السنوات الأولى من عمره، إذ لا يستطيع في هذا العمر أن يعبر عما يحتاج له أو يؤذيه، لذلك يجب أن تتنبه الأم لأي تغيير في مزاج أو طباع الطفل. ومن المشكلات المتكررة للطفل في السنوات الأولى هي مشكلة الحفاض والطفح الجلدي الذي قد يصيبه، إذ غالبًا ما يصعب على الأمهات التعامل مع هذه المشكلة، وخاصة مع الطفل الأول أو الثاني. يحتاج الطفل إلى عناية خاصة للتخلص من هذا الطفح، وكذلك لتهدئة الآلام التي قد يشعر بها. وفي هذا المقال سنتناول بعض النصائح التي تساعد على التخلص من مشكلة الحفاض والطفح الجلدي ، وعند عدم فائدة هذه النصائح، يجب مراجعة طبيب الأطفال، إذ قد تكون هناك عدوى بكتيرية أو فطرية تحتاج إلى رعاية طبية للتخلص منها.
أعراض طفح الحفاض
تتضمن أعراض الحفاض والطفح الجلدي عند الأطفال ( طفح الحفاضات ) ما يلي:
- التهاب الجلد في منطقة الحفاضات، المنطقة أسفل الحوض والأرداف والفخذين والأعضاء التناسلية.
- حكة وحساسية الجلد في منطقة الحفاضات.
- تقرحات في منطقة الحفاضات.
- انزعاج أو بكاء، خاصة أثناء تغيير الحفاضات.
نصائح للتعامل مع الحفاض والطفح الجلدي للأطفال
فيما يلي نصائح وقائية ونصائح للتعامل مع الحفاض والطفح الجلدي عند الأطفال، لذا في حال كنت قلقة بشأن إصابة طفلك بطفح الحفاض ننصحك بالآتي:
1. حمِّمي طفلك
قد تبدو هذه النصيحة مخالفة لما نَعتَقِده، إذ إن الكثير منا يعتقد أن الاستحمام مضر للطفل في هذه الحالات، خاصة أن الرطوبة والماء هي من العوامل المسببة للطفح الجلدي عند الأطفال. إن إعطاء الطفل حمّاماً بماء دافئ أقل حرارة من الماء الذي اعتاد الاستحمام به يساعد على ترطيب الجلد، وتشتيت انتباه الطفل عن الألم الناتج مما أصابه من طفح، ويفضل إضافة القليل من بيكربونات الصوديوم إلى ماء الحمام للتخلص من الأحماض الموجودة على سطح الجلد، والتي تؤثر سلباً على الطفح الجلدي.
2. احرصي على بقائه جافاً
يجب إبقاء الجلد الموجود في منطقة الحوض جافاً قدر الإمكان في جميع الأوقات، عدا أثناء استحمام الطفل أو عند تنظيفه. يفضل تجفيف الجلد بواسطة منشفة ناعمة، وترك الجلد يتعرض للهواء، الدافئ أثناء الشتاء والمعتدل أثناء الصيف، قبل أن يتم إلباس الطفل الحفاض مرة ثانية.
3. لا تستخدمي المناديل الرطبة العادية لتنظيف مؤخرة الطفل
إذ تحتوي أغلب هذه المناديل على الكحول المؤلم الذي يعتبر عذابًا للطفل الذي يعاني من الطفح الجلدي في مؤخرته إذا ما تم تنظيفه به، وهنا يفضل استخدام مناديل رطبة بيتية الصنع، إذ يُنصح بترطيب مناديل جافة بواسطة الماء واستخدامها لتنظيف الطفل.
4. احصري على إبقاء الطفل في البيت قدر الإمكان
يجب الحرص على إبقاء الطفل في البيت قدر الإمكان، وتجنب الخروج معه أثناء فترة إصابته بالطفح الجلدي، إذ يفضل إبقاء الطفل من دون حفاضات، ومرتاحاً في بيته في هذه الفترة لتسريع تعافيه من هذا الطفح، وكذلك فان إخراج الطفل وهو يعاني من الطفح الجلدي في مؤخرته وهو مرتدٍ للحفاض لفترة طويلة يزيد من هذا الطفح، ويجعل الطفل عصبياً بسبب الألم الذي يسببه هذا الطفح.
5. اعتني به في المنزل
أثناء فترة إصابة الطفل بالطفح الجلدي في مؤخرته، يفضل إبقاؤه من دون حفاضات، وفرش الأرض ببطانية ناعمة لكي يلعب عليها، ووضع منشفة ناعمة على كرسيه مما يجعل الطفل مرتاحًا، ويهدئ من الألم المصاحب لذلك الطفح ويزيد من سرعة تعافيه. إن إبقاء الطفل بدون حفاضات يعني إمكانية تبوله على الأرض، إلا أن تعافيه أهم بكثير من تبوله، لذلك فإن صبركِ على الطفل مطلوب في هذه المرحلة.
6. غيِّري حجم الحفاضات
عند تكرر إصابة الطفل بالطفح الجلدي في مؤخرته، فإنه قد يكون مؤشرًا إلى الحاجة إلى تغيير حجم الحفاضات التي يستخدمها إلى أخرى بحجم أكبر، إذ إن الحفاضات تضيق على الطفل مع نموه، مما يزيد من احتكاك الجلد بها، ويزيد من احتمالية إصابته بالطفح الجلدي.
7. عالجي الطفح بالمراهم ليلاً
في النهار يفضل إبقاء الطفل بدون حفاضات، أما في الليل فيتم إلباسه إياها، لذلك فان فترة الليل تعتبر من أصعب الفترات للطفل الذي يعاني من الطفح الجلدي بسببها، والتي يحتاج إلى عناية خاصة أثناءها، وهناك العديد من المنتجات التي تستخدم لعلاج الطفح الجلدي عند الأطفال، والتي يعد الزنك أحد أهم مكوناتها، لذلك يفضل دهن الطفل بأحدها ليلًا لإراحته.
في الختام، يُعد التعامل مع الطفح الجلدي الناتج عن استخدام الحفاضات أمرًا بالغ الأهمية لضمان راحة وسلامة الطفل. يجب على الآباء الانتباه إلى نظافة وجفاف منطقة الحفاض وتغييرها بانتظام لتجنب الرطوبة التي تُعتبر البيئة المثالية لنمو الطفح الجلدي. يمكن أن تساهم الكريمات والمراهم المخصصة في تهدئة الجلد وحمايته من التهيج. إذا استمر الطفح الجلدي أو تفاقم، ينبغي استشارة الطبيب للحصول على علاج مناسب، ولتجنب المضاعفات التي قد تنشأ عن وجود عدى بكتيرية أو فطرية.