أن تكون أبا أو تكوني أما فهذا يعني أنك تقوم بعمل من أكثر الأعمال تحديا على الإطلاق، وبالرغم من أن بعض الآباء يولدون بمميزات فطرية وطبيعية تساعدهم في التعامل مع الأطفال إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود مهارات وخبرات أخرى - وخاصة مع سلوك غير مرغوب به يكتسبه الطفل - نحتاج لتعلمها واكتسابها.
* مشكلات سلوكية يواجهها الأهل
"طفلي أصبح عنيفا"، "ابني تلفظ بألفاظ غير جيدة"، "ابنتي كثيرة البكاء والصراخ"، "ابني يرفض المذاكرة"، "ابنتي أصبحت منطوية" كل هذه أمثلة لقائمة لا نهائية من شكاوى الوالدين لبعض السلوكيات التي بدأت تظهر على أبنائهم، وبالرغم من محاولاتهم المتكررة لاحتواء هذه السلوكيات إلا أنها تزداد ولا تقل، وهنا يقف الوالدان في حيرة مكتوفي الأيدي يبحثان عن سبب لهذا السلوك أملا في تغييره.
اقــرأ أيضاً
* ماذا نقصد بالسلوك؟
كل قول أو فعل يصدر من الطفل يعتبر سلوكا، ومن هذه السلوكيات ما هو مرغوب فيه كتفاعل الطفل الجيد مع باقي الأطفال، وهذا يحتاج لتعزيز ومنها ما يستدعي تدخلاً وتقويماً كالسلوك العنيف.
* كيف نقيم السلوك؟
تعتبر خطوة تقييم السلوك أولى مراحل فهم وتعديل السلوك، وهناك ثلاثة معايير قد تساعد في هذه العملية:
- المعيار الأول هو درجة الخطورة
تحديد درجة الخطورة يفيد في نوع وسرعة التدخل المطلوب من الوالدين حتى قبل زيارة المتخصصين؛ فعلى سبيل المثال هناك:
1. سلوكيات خطرة على حياة الطفل؛ كطفل يلعب بأسلاك الكهرباء، وهذا يستدعي تدخلا عاجلا بإزالة مصدر الخطر كالأسلاك الكهربائية في المثال المذكور.
2. بينما السلوك الأقل خطرا قد يندرج تحت وصف السلوك المدمر كطفل يكسر التلفاز عند الغضب، وهذا أيضا يستدعي تدخلاً سريعاً للحفاظ علي الممتلكات.
3. وهناك درجة أقل من ذلك وهي أن يكون السلوك مزعجاً كطفل كثير الزن والبكاء.
4. والأقل خطورة من ذلك أن يكون سلوكاً مقززاً كرفض الاستحمام لفترات طويلة، أو أن يكون السلوك غير ملائم لسنه كالتبول اللا إرادي بعد بلوغ الخمس سنين.
اقــرأ أيضاً
- المعيار الثاني هو التكرارية
فلا يلجأ للتفكير في تعديل السلوك إلا حينما يلاحظ تكراراً في السلوك، فالطفل الذي تلفظ بسباب أو شتيمة عادة ما نلجأ إلي التجاهل عند ملاحظة سلوكه ذلك لأول مرة، ولكن مع التكرار فقط نبدأ التفكير في التدخل المطلوب.
- المعيار الثالث ثقافة الاسرة
ماذ يفعل الطفل حينما يعتدي عليه زميله؟ تختلف مناهج الأسر في التعامل مثلاً مع هذه القضية اختلافا بيناً؛ فلو أطاع الطفل أباه الذي علمه أن يضرب من اعتدى عليه فحينها لا يستقيم أن نصف الطفل بالعنيف، بل يتحمل الأهل مسؤولية هذا السلوك ومسؤولية تغييره، وليس الطفل.
اقــرأ أيضاً
* نظريات عن طرق اكتساب السلوك
1. نظرية الإشراط الكلاسيكي
وفيها يكتسب الطفل السلوك من خلال اقترانه بشيء آخر مثل ارتباط الخوف من الأطباء أو المستشفى أو الصيدلية لارتباط هؤلاء الأشخاص أو الأماكن بالحقن المؤلمة، وبالرغم من أن الطبيب لا يؤلم إلا أنه ارتبط ذهنيا وشرطيا بالألم المصاحب للإبرة.
2. نظرية الإشراط الإجرائي
وفيها يرتبط السلوك بالثواب والعقاب الذي يناله الطفل بعد كل سلوك؛ فالسلوك الذي يكافأ يزيد ويستمر، والسلوك الذي يعاقب عليه يقل.
وهنا ينبغي أن نفهم الثواب والعقاب بمعناه الواسع؛ فهو لا يعني فقط الحلوى التي ينالها الطفل عند قيامه بمساعدة أمه مثلاً، أو الحرمان من اللعب عند ارتكابه خطً ما، بل يشمل أمثلة أخرى قد لا نلتفت إليها كثيراً.
فالطفل الذي يبكي كثيراً طلبا للحصول على الحلوى حتى تشتريها له الأم يتعلم أن البكاء الكثير هو السبيل للحصول على الحلوى، ومن ثم يتكرر البكاء في كل مرة يريد فيها الحلوى.
اقــرأ أيضاً
3. التقليد والمحاكاة
كم عدد المرات التي تشتكي فيها الأم من صراخ الابن، وهي أول من علمه ذلك بصراخها، وكم مرة يشتكي الأب من كذب ابنه وهو أول من كذب عليه.. الآباء والأمهات هم أول معلم للأبناء، والأبناء في الحقيقة يتعلمون جيداً من سلوك الآباء أكثر من نصائحهم.
* كيف نفهم السلوك؟
الإجابة على الثلاثة أسئلة التالية تساعد كثيرا في فهم وتقييم أي سلوك غير مرغوب به؛
1. ما هو السلوك غير المرغوب فيه؟ وهل علمت ابني سلوكا بديلاً؟
البعض يشتكي سلوك ابنه عندما يغضب، فهو قد يسب أو يشتم أو يضرب، وهذه بالفعل سلوكيات غير مرغوبة، وطالما وجه الأهل أبناءهم إلى عدم تكرار ذلك، ولكنهم يفاجأون بتكرار نفس السلوك، وينسون أنهم لم يعلموا أبناءهم ماذا يفعلون عندما يغضبون.
فنحن علمناهم أن السب والشتم سلوكيات غير مرغوب بها، ونسينا أن نعلمهم السلوك المقبول عند الغضب، فبدلا من تعليمهم ما لا ينبغي فعله، فلنعلمهم ما ينبغي فعله عند الغضب مثلاً.
اقــرأ أيضاً
2. ما الذي حدث ويحدث قبل السلوك؟
إن ملاحظة المرحلة السابقة لسلوك الطفل غير المرغوب به قد تساعدك كثيراً في فهم سلوك ابنك ومن ثم التحكم به، وربما مع الملاحظة ندرك ارتباط سلوك ما "كالبكاء والزن" بتأخر موعد النوم مثلأ، أو ارتباط سلوك كالسب والشتم باللعب مع أطفال آخرين.
حينما ندرك ما يسبق السلوك، ويساعد علي حدوثه يساعدنا ذلك في تهيئة البيئة المحيطة لمنع تكرار السلوك.. ففي المثال الأول حين ندرك ارتباط البكاء بموعد النوم قد نفكر فيما نطلبه من الأطفال في ذلك الوقت، وفي المثال الثاني قد نسعى إلى إيجاد صحبة أخرى لأطفالنا بدلاً من تلك المرتبطة بسلوك السب والشتم.
3. ما الذي يحدث بعد السلوك؟ ماذا يكسب الطفل أو ماذا يتجنب بسلوكه؟
يبكي الطفل في المساء حتى يستجيب الأبوان لطلبه ويسمحا له بالنوم بجوارهما بالرغم من سنه التي تسمح له بالنوم وحده، وفي هذا المثال يكسب الطفل الإحساس بالأمان والحنان من الوالدين، أو يبكي في الصباح قبل الذهاب للمدرسة، ويدعي ألما في بطنه حتى يتجنب الذهاب للمدرسة.
إن إدراك ما يكسبه أو يتجنبه الطفل بسلوكه يساعدنا كثيرا في إيجاد السلوك البديل المناسب، فعدم إحساسه بالأمان في المثال الأول هو السبب وراء سلوكه، ومن ثم يمكننا التفكير كيف نجعله يشعر بالأمان وهو نائم في سريره، وفي المثال الثاني حينما يرتبط سلوك التمارض بأيام محددة في المدرسة كالإثنين والخميس مثلا؛ فعندها نفكر ما الذي يحدث في هذين اليومين يسبب هذا السلوك فربما يكون خائفا من شيء ما.
اقــرأ أيضاً
* مميزات طفلك
أخيراً وقبل أن تغادر هذا المقال أود أن أطلب منك أن تمسك بورقة وقلم، وتكتب مميزات ابنك/ أبنائك، وربما يساعدك أن تقسم مهمة الكتابة خلال الأيام القليلة القادمة بحيث تسأل الأشخاص المحيطين بطفلك هذا السؤال.. ما هي مميزات ابني؟ وراقب كيف يؤثر ذلك على مشاعرك تجاههم.
* مشكلات سلوكية يواجهها الأهل
"طفلي أصبح عنيفا"، "ابني تلفظ بألفاظ غير جيدة"، "ابنتي كثيرة البكاء والصراخ"، "ابني يرفض المذاكرة"، "ابنتي أصبحت منطوية" كل هذه أمثلة لقائمة لا نهائية من شكاوى الوالدين لبعض السلوكيات التي بدأت تظهر على أبنائهم، وبالرغم من محاولاتهم المتكررة لاحتواء هذه السلوكيات إلا أنها تزداد ولا تقل، وهنا يقف الوالدان في حيرة مكتوفي الأيدي يبحثان عن سبب لهذا السلوك أملا في تغييره.
* ماذا نقصد بالسلوك؟
كل قول أو فعل يصدر من الطفل يعتبر سلوكا، ومن هذه السلوكيات ما هو مرغوب فيه كتفاعل الطفل الجيد مع باقي الأطفال، وهذا يحتاج لتعزيز ومنها ما يستدعي تدخلاً وتقويماً كالسلوك العنيف.
* كيف نقيم السلوك؟
تعتبر خطوة تقييم السلوك أولى مراحل فهم وتعديل السلوك، وهناك ثلاثة معايير قد تساعد في هذه العملية:
- المعيار الأول هو درجة الخطورة
تحديد درجة الخطورة يفيد في نوع وسرعة التدخل المطلوب من الوالدين حتى قبل زيارة المتخصصين؛ فعلى سبيل المثال هناك:
1. سلوكيات خطرة على حياة الطفل؛ كطفل يلعب بأسلاك الكهرباء، وهذا يستدعي تدخلا عاجلا بإزالة مصدر الخطر كالأسلاك الكهربائية في المثال المذكور.
2. بينما السلوك الأقل خطرا قد يندرج تحت وصف السلوك المدمر كطفل يكسر التلفاز عند الغضب، وهذا أيضا يستدعي تدخلاً سريعاً للحفاظ علي الممتلكات.
3. وهناك درجة أقل من ذلك وهي أن يكون السلوك مزعجاً كطفل كثير الزن والبكاء.
4. والأقل خطورة من ذلك أن يكون سلوكاً مقززاً كرفض الاستحمام لفترات طويلة، أو أن يكون السلوك غير ملائم لسنه كالتبول اللا إرادي بعد بلوغ الخمس سنين.
- المعيار الثاني هو التكرارية
فلا يلجأ للتفكير في تعديل السلوك إلا حينما يلاحظ تكراراً في السلوك، فالطفل الذي تلفظ بسباب أو شتيمة عادة ما نلجأ إلي التجاهل عند ملاحظة سلوكه ذلك لأول مرة، ولكن مع التكرار فقط نبدأ التفكير في التدخل المطلوب.
- المعيار الثالث ثقافة الاسرة
ماذ يفعل الطفل حينما يعتدي عليه زميله؟ تختلف مناهج الأسر في التعامل مثلاً مع هذه القضية اختلافا بيناً؛ فلو أطاع الطفل أباه الذي علمه أن يضرب من اعتدى عليه فحينها لا يستقيم أن نصف الطفل بالعنيف، بل يتحمل الأهل مسؤولية هذا السلوك ومسؤولية تغييره، وليس الطفل.
* نظريات عن طرق اكتساب السلوك
1. نظرية الإشراط الكلاسيكي
وفيها يكتسب الطفل السلوك من خلال اقترانه بشيء آخر مثل ارتباط الخوف من الأطباء أو المستشفى أو الصيدلية لارتباط هؤلاء الأشخاص أو الأماكن بالحقن المؤلمة، وبالرغم من أن الطبيب لا يؤلم إلا أنه ارتبط ذهنيا وشرطيا بالألم المصاحب للإبرة.
2. نظرية الإشراط الإجرائي
وفيها يرتبط السلوك بالثواب والعقاب الذي يناله الطفل بعد كل سلوك؛ فالسلوك الذي يكافأ يزيد ويستمر، والسلوك الذي يعاقب عليه يقل.
وهنا ينبغي أن نفهم الثواب والعقاب بمعناه الواسع؛ فهو لا يعني فقط الحلوى التي ينالها الطفل عند قيامه بمساعدة أمه مثلاً، أو الحرمان من اللعب عند ارتكابه خطً ما، بل يشمل أمثلة أخرى قد لا نلتفت إليها كثيراً.
فالطفل الذي يبكي كثيراً طلبا للحصول على الحلوى حتى تشتريها له الأم يتعلم أن البكاء الكثير هو السبيل للحصول على الحلوى، ومن ثم يتكرر البكاء في كل مرة يريد فيها الحلوى.
3. التقليد والمحاكاة
كم عدد المرات التي تشتكي فيها الأم من صراخ الابن، وهي أول من علمه ذلك بصراخها، وكم مرة يشتكي الأب من كذب ابنه وهو أول من كذب عليه.. الآباء والأمهات هم أول معلم للأبناء، والأبناء في الحقيقة يتعلمون جيداً من سلوك الآباء أكثر من نصائحهم.
* كيف نفهم السلوك؟
الإجابة على الثلاثة أسئلة التالية تساعد كثيرا في فهم وتقييم أي سلوك غير مرغوب به؛
1. ما هو السلوك غير المرغوب فيه؟ وهل علمت ابني سلوكا بديلاً؟
البعض يشتكي سلوك ابنه عندما يغضب، فهو قد يسب أو يشتم أو يضرب، وهذه بالفعل سلوكيات غير مرغوبة، وطالما وجه الأهل أبناءهم إلى عدم تكرار ذلك، ولكنهم يفاجأون بتكرار نفس السلوك، وينسون أنهم لم يعلموا أبناءهم ماذا يفعلون عندما يغضبون.
فنحن علمناهم أن السب والشتم سلوكيات غير مرغوب بها، ونسينا أن نعلمهم السلوك المقبول عند الغضب، فبدلا من تعليمهم ما لا ينبغي فعله، فلنعلمهم ما ينبغي فعله عند الغضب مثلاً.
2. ما الذي حدث ويحدث قبل السلوك؟
إن ملاحظة المرحلة السابقة لسلوك الطفل غير المرغوب به قد تساعدك كثيراً في فهم سلوك ابنك ومن ثم التحكم به، وربما مع الملاحظة ندرك ارتباط سلوك ما "كالبكاء والزن" بتأخر موعد النوم مثلأ، أو ارتباط سلوك كالسب والشتم باللعب مع أطفال آخرين.
حينما ندرك ما يسبق السلوك، ويساعد علي حدوثه يساعدنا ذلك في تهيئة البيئة المحيطة لمنع تكرار السلوك.. ففي المثال الأول حين ندرك ارتباط البكاء بموعد النوم قد نفكر فيما نطلبه من الأطفال في ذلك الوقت، وفي المثال الثاني قد نسعى إلى إيجاد صحبة أخرى لأطفالنا بدلاً من تلك المرتبطة بسلوك السب والشتم.
3. ما الذي يحدث بعد السلوك؟ ماذا يكسب الطفل أو ماذا يتجنب بسلوكه؟
يبكي الطفل في المساء حتى يستجيب الأبوان لطلبه ويسمحا له بالنوم بجوارهما بالرغم من سنه التي تسمح له بالنوم وحده، وفي هذا المثال يكسب الطفل الإحساس بالأمان والحنان من الوالدين، أو يبكي في الصباح قبل الذهاب للمدرسة، ويدعي ألما في بطنه حتى يتجنب الذهاب للمدرسة.
إن إدراك ما يكسبه أو يتجنبه الطفل بسلوكه يساعدنا كثيرا في إيجاد السلوك البديل المناسب، فعدم إحساسه بالأمان في المثال الأول هو السبب وراء سلوكه، ومن ثم يمكننا التفكير كيف نجعله يشعر بالأمان وهو نائم في سريره، وفي المثال الثاني حينما يرتبط سلوك التمارض بأيام محددة في المدرسة كالإثنين والخميس مثلا؛ فعندها نفكر ما الذي يحدث في هذين اليومين يسبب هذا السلوك فربما يكون خائفا من شيء ما.
* مميزات طفلك
أخيراً وقبل أن تغادر هذا المقال أود أن أطلب منك أن تمسك بورقة وقلم، وتكتب مميزات ابنك/ أبنائك، وربما يساعدك أن تقسم مهمة الكتابة خلال الأيام القليلة القادمة بحيث تسأل الأشخاص المحيطين بطفلك هذا السؤال.. ما هي مميزات ابني؟ وراقب كيف يؤثر ذلك على مشاعرك تجاههم.