إصابة الرأس في الأطفال تمثل عدداً كبيراً من زيارات قسم الطوارئ والاستقبال في المستشفيات كل عام، ولا تزال سبباً رئيساً للوفاة والعجز لدى الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن سنة واحدة.
* أسباب إصابات الرأس وأضرارها
السقوط هو السبب الأكثر شيوعاً لإصابات الرأس تليها الحوادث ذات الصلة بالسير والسيارات، وعلاوة على ذلك لا تزال إساءة معاملة الأطفال سببا رئيسيا لصدمات الرأس لدى الأطفال دون سن الثانية.
وقد تكون صدمة الرأس مسؤولة عن تلف الدماغ الأولي والثانوي، وإصابات الدماغ الأولية تنتج عن الأضرار الميكانيكية مباشرة في وقت الإصابة، في حين أن الإصابة الثانوية سببها تلف خلوي يظهر بعد ساعات أو أيام من الإصابة.
اقــرأ أيضاً
* إصابات الرأس في الأطفال والبالغين
على الرغم من أن صدمة الرأس لدى الأطفال والبالغين لها أوجه تشابه عدة؛ إلا أنه لا ينبغي اعتبار الأطفال كالبالغين نظراً إلى أن الأطفال المصابين لديهم جمجمة أكثر عرضة للإصابة بسبب عظامهم الأكثر رقة، والتطور المتأخر في الجيوب الهوائية، والاختلافات في الجهاز المناعي، وقدرتهم على الحفاظ على حرارة الجسم. وعلاوة على ذلك فإن صدمة الرأس الحادة عند الأطفال أقل حدوثاً منها عند البالغين، ومعدل الوفيات أيضا أقل.
* أولاً: كيف يمكن تحديد شدة الإصابة؟
هناك عدة إجراءات تساعد على تحديد شدة إصابة الرأس عند الأطفال:
- يجب الحصول على تاريخ مفصل حول آلية الإصابة، وهل حدث فقدان للوعي أو تشنجات أو فقدان ذاكرة أو غير ذلك من الأعراض.
- الفحص الفيزيائي الجسدي يجب أن يتضمن التأكد من سلامة مجرى الهواء والتنفس، والدورة الدموية، والفحص العصبي الكامل، وتقييم إصابة الدماغ حسب مقياس الغيبوبة غلاسكو (Glasgow coma score (GCS وهو مقياس يقيس عمق الغيبوبة وفقاً لبعض المؤشرات الحيوية، وحجم بؤبؤ العين، وفحص الرأس والعمود الفقري وتقييم الأذن، وبالإضافة إلى ذلك فإن فحص اليافوخ الأمامي عند الرضع له أهمية قصوى.
- علاوة على ذلك يختلف التعامل مع المريض وفقاً لدرجة الشكوى الصادرة عنه؛ وبشكل عام يجب أن يكون الهدف هو تحديد العرض الذي يهدد حياة المريض والتعامل معه، والوقاية من إصابات الدماغ الثانوية.
- تجرى الأشعة السينية للجمجمة لتحديد الكسر في عظام الجمجمة، أما التصوير المقطعي (CT) فإنه يساعد في التعرف على ماهية الإصابة المريض وكيفية التعامل معها، وعلى الرغم من أن التصوير المقطعي للرأس يعد إجراء روتينياً في حالات إصابة الرأس الحادة أو المتوسطة في البالغين.
إلا أنه لا يفضل تعريض الأطفال الذين تعرضوا لحادث أو صدمة صغيرة في الرأس للتصوير المقطعي؛ وذلك لأن أقل من 10% من هؤلاء الأطفال قد يعانون من إصابات في الرأس، كما أن التصوير المقطعي يحمل في طياته مخاطر التعرض للإشعاع، إذ أثبتت إحدى الدراسات حدوث حالة واحدة من السرطان لكل 1000 حالة من الأطفال الذين أجريت لهم أشعة مقطعية.
اقــرأ أيضاً
ومن ثم ينبغي تحديد الأطفال الذين يعانون من خطر منخفض بعد إصابة الرأس حتى لا يجرى لهم الفحص، وحتى نجنبهم مخاطر التعرض لأشعة قد تكون ضارة على المدى المتوسط والبعيد.
وفي كل الأحوال فإن الاحتياج للأشعة المقطعية بعد إصابات الرأس في الأطفال يعتبر قليلاً، حيث وجدت نتيجة الأشعة المقطعية الإيجابية في 65 طفلاً من بين 1000 طفل يعانون من صدمة غير حادة في الرأس، واحتاج 6 فقط من هؤلاء الـ 65 إلى تدخل جراحي.
وبالتالي فإن التوصيات الطبية تشير إلى أن يقتصر فحص الأشعة المقطعية للأطفال الذين يعانون من مخاطر عالية، وهؤلاء يندرجون تحت أي من الفئات الآتية:
1. الذين فشلوا في الوصول إلى درجة 15 في مقياس غلاسكو للغيبوبة في غضون ساعتين.
2. الاشتباه في كسر الجمجمة المفتوح.
3. تفاقم الصداع وفرط التهيج.
وفي حالة وجود ورم دموي في فروة الرأس، أو وجود علامات كسر قاع الجمجمة، أو أي إصابات أخرى، فإنها تعتبر درجة خطورة متوسطة، ولا تستدعي إجراء فحص الأشعة المقطعية.
* ثانياً: أنواع إصابات الرأس وعلاماتها
1. تلف المخ وعلاماته
تم تحديد عدة علامات مختلفة لتشخيص تلف الدماغ عند الأطفال، ومنها:
- يعد S100 البروتين المرتبط بالكالسيوم B، أو S100B، هو علامة بيولوجية تدل على وجود اضطراب عصبي حاد.
وغالبا ما يكون S100B مرتفعا عند الأطفال بعد إصابات الدماغ، حيث أثبتت الدراسات أنه يرتفع في غضون 6 ساعات بعد صدمة الرأس في المرضى الذين يعانون من أمراض داخل الجمجمة، ما يدل أن هذه العلامة يمكن أن تكون بمثابة أداة تشخيصية.
ومع ذلك فإن S100B لا يمكن أن يحل محل الفحص السريري أو صورة CT، ولكن قد يدعم اختيار المرضى الذين يحتاجون CT، بالإضافة إلى أنه في حالة وجود عدة إصابات في الرأس يكون S100B أقل موثوقية.
- إينولاز الخلايا العصبية (neuron specific enolase (NSE هو إنزيم موجود في الخلايا العصبية وخلايا الغدد الصماء العصبية، ويرتبط أيضا بإصابات الدماغ، وأثبتت إحدى الدراسات والتي أجريت على 50 طفلاً ممن يعانون من إصابة رأس حادة أن مستويات (NES) أكثر من 15.3 نانوغرام/ مل تنبئ بوجود إصابة داخل الجمجمة.
- تهيئ إصابة الرأس الحادة لحدوث تجلط دموي، ويعتبر هذا مظهراً من مظاهر متلازمة تخثر الدم داخل الأوعية الدموية (disseminated intravascular coagulation (DIC) syndrome، وفيها تحدث خثرات دموية داخل الشعيرات الدموية، ما يؤدي لموت الخلايا العصبية.
- وجد الباحثون أنه عندما كانت نتيجة GCS أقل من 9 كان 81% من الأطفال لديهم تخثرات دموية، كما أن الأطفال الذين يعانون من تخثرات دموية هم الأسوأ في التماثل للشفاء.
وتراوح نسبة حدوث الإصابة بالتخثرات الدموية في الأطفال الذين لديهم إصابة حادة في الرأس بين 14% و25%.
- ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد إصابات الدماغ لها أيضا علاقة بتقييم حالة المريض، وأثبتت بعض الدراسات أن نسبة الغلوكوز في الدم يمكنها أن تتنبأ بالوفيات مثلها مثل مقياس غلاسكو للغيبوية، وأوضحت الدراسات أن مستوى غلوكوز الدم أكبر من أو يساوي 300mg/dl عند الدخول إلى المشفى يرتبط بنسب وفاة أعلى، كما أن الفشل في تعديل مستويات الغلوكوز في غضون 48 ساعة كان مرتبطا أيضا بالتوقعات السيئة للحالة.
2. تهتك فروة الرأس
يمكن أن يسبب تهتك فروة الرأس الكبير نقصاً حاداً في حجم الدم، خاصة عند الأطفال الرضع الصغار، وتهتك فروة الرأس يمكن أن يؤدي إلى نوعين من التجمعات الدموية، وهما:
أ. التجمع الدموي تحت الشبكي Subgaleal hematoma، ويحدث تجمع الدم بين السمحاق (الغشاء المغطي للعظم Periosteum) وجلد فروة الرأس، وغالبا ما تحدث بسبب صدمات الرأس، ويمكن أن تحدث في الحالات التي تعاني من مشاكل في التجلط، وفي العادة يكبر الورم الدموي تدريجيا، والتشخيص الفوري له مهم جداً لأن كمية الدم من الممكن أن تصبح كبيرة جدا، ما يؤدي لتعرض الطفل لصدمة، ومن العلامات المميزة له أنه لا يحترم الشقوق الطبيعية الموجودة في عظام الجمجمة بعكس النوع التالي الأقل خطورة.
اقــرأ أيضاً
ب. التجمع الدموي الرأسي Cephalhematomas، هو نادر الحدوث، ويكون على هيئة مجموعات نزفية حميدة تحت السمحاق، وكونه يحدث بين السمحاق وبين العظم يجعله لا يعبر الشقوق الطبيعية الموجودة في الجمجمة (Skull sutures)، ما يساعد في التفرقة بينه وبين النوع السابق الأكثر خطورة. ولأن هذا النوع لا ينطوي على مخاطر، ولأنه يتلاشي تدريجياً، فإن العلاج في العادة تحفظي، إلا في حالات حدوث تكلسات، وفي هذه الحالة يمكن إجراء جراحة تجميلية.
3. كسر الجمجمة
وجد كسر الجمجمة في نسبة 2% إلى 20% من الأطفال الذين تعرضوا لصدمة في الرأس، ووجد أن التقييم السريري للمريض يعتمد على عمره، وحجم الورم الدموي في فروة الرأس، وموقع الورم الدموي، وبناء على ذلك يمكن التوقع بوجود كسر في الجمجمة، و90% من الأطفال الذين حصلوا على درجة 4 أو أكثر كان لديهم كسر في الجمجمة.
وهناك أربعة أنواع أساسية من كسر الجمجمة: الخطي linear، المضغوط depressed، دياستاتيك diastatic، وكسر قاعدة الجمجمة skull base.
- كسر الجمجمة الخطي هو الأكثر شيوعاً، ويجب متابعته لتجنب حدوث ورم دموي فوق الجافية epidural hematoma خاصة لو مر الكسر خلال وعاء دموي كبير.
وقد تكون صدمة الرأس مسؤولة عن تلف الدماغ الأولي والثانوي، وإصابات الدماغ الأولية تنتج عن الأضرار الميكانيكية مباشرة في وقت الإصابة، في حين أن الإصابة الثانوية سببها تلف خلوي يظهر بعد ساعات أو أيام من الإصابة.
* إصابات الرأس في الأطفال والبالغين
* أولاً: كيف يمكن تحديد شدة الإصابة؟
هناك عدة إجراءات تساعد على تحديد شدة إصابة الرأس عند الأطفال:
- يجب الحصول على تاريخ مفصل حول آلية الإصابة، وهل حدث فقدان للوعي أو تشنجات أو فقدان ذاكرة أو غير ذلك من الأعراض.
- الفحص الفيزيائي الجسدي يجب أن يتضمن التأكد من سلامة مجرى الهواء والتنفس، والدورة الدموية، والفحص العصبي الكامل، وتقييم إصابة الدماغ حسب مقياس الغيبوبة غلاسكو (Glasgow coma score (GCS وهو مقياس يقيس عمق الغيبوبة وفقاً لبعض المؤشرات الحيوية، وحجم بؤبؤ العين، وفحص الرأس والعمود الفقري وتقييم الأذن، وبالإضافة إلى ذلك فإن فحص اليافوخ الأمامي عند الرضع له أهمية قصوى.
- علاوة على ذلك يختلف التعامل مع المريض وفقاً لدرجة الشكوى الصادرة عنه؛ وبشكل عام يجب أن يكون الهدف هو تحديد العرض الذي يهدد حياة المريض والتعامل معه، والوقاية من إصابات الدماغ الثانوية.
- تجرى الأشعة السينية للجمجمة لتحديد الكسر في عظام الجمجمة، أما التصوير المقطعي (CT) فإنه يساعد في التعرف على ماهية الإصابة المريض وكيفية التعامل معها، وعلى الرغم من أن التصوير المقطعي للرأس يعد إجراء روتينياً في حالات إصابة الرأس الحادة أو المتوسطة في البالغين.
إلا أنه لا يفضل تعريض الأطفال الذين تعرضوا لحادث أو صدمة صغيرة في الرأس للتصوير المقطعي؛ وذلك لأن أقل من 10% من هؤلاء الأطفال قد يعانون من إصابات في الرأس، كما أن التصوير المقطعي يحمل في طياته مخاطر التعرض للإشعاع، إذ أثبتت إحدى الدراسات حدوث حالة واحدة من السرطان لكل 1000 حالة من الأطفال الذين أجريت لهم أشعة مقطعية.
ومن ثم ينبغي تحديد الأطفال الذين يعانون من خطر منخفض بعد إصابة الرأس حتى لا يجرى لهم الفحص، وحتى نجنبهم مخاطر التعرض لأشعة قد تكون ضارة على المدى المتوسط والبعيد.
وفي كل الأحوال فإن الاحتياج للأشعة المقطعية بعد إصابات الرأس في الأطفال يعتبر قليلاً، حيث وجدت نتيجة الأشعة المقطعية الإيجابية في 65 طفلاً من بين 1000 طفل يعانون من صدمة غير حادة في الرأس، واحتاج 6 فقط من هؤلاء الـ 65 إلى تدخل جراحي.
وبالتالي فإن التوصيات الطبية تشير إلى أن يقتصر فحص الأشعة المقطعية للأطفال الذين يعانون من مخاطر عالية، وهؤلاء يندرجون تحت أي من الفئات الآتية:
1. الذين فشلوا في الوصول إلى درجة 15 في مقياس غلاسكو للغيبوبة في غضون ساعتين.
2. الاشتباه في كسر الجمجمة المفتوح.
3. تفاقم الصداع وفرط التهيج.
وفي حالة وجود ورم دموي في فروة الرأس، أو وجود علامات كسر قاع الجمجمة، أو أي إصابات أخرى، فإنها تعتبر درجة خطورة متوسطة، ولا تستدعي إجراء فحص الأشعة المقطعية.
* ثانياً: أنواع إصابات الرأس وعلاماتها
1. تلف المخ وعلاماته
تم تحديد عدة علامات مختلفة لتشخيص تلف الدماغ عند الأطفال، ومنها:
- يعد S100 البروتين المرتبط بالكالسيوم B، أو S100B، هو علامة بيولوجية تدل على وجود اضطراب عصبي حاد.
وغالبا ما يكون S100B مرتفعا عند الأطفال بعد إصابات الدماغ، حيث أثبتت الدراسات أنه يرتفع في غضون 6 ساعات بعد صدمة الرأس في المرضى الذين يعانون من أمراض داخل الجمجمة، ما يدل أن هذه العلامة يمكن أن تكون بمثابة أداة تشخيصية.
ومع ذلك فإن S100B لا يمكن أن يحل محل الفحص السريري أو صورة CT، ولكن قد يدعم اختيار المرضى الذين يحتاجون CT، بالإضافة إلى أنه في حالة وجود عدة إصابات في الرأس يكون S100B أقل موثوقية.
- إينولاز الخلايا العصبية (neuron specific enolase (NSE هو إنزيم موجود في الخلايا العصبية وخلايا الغدد الصماء العصبية، ويرتبط أيضا بإصابات الدماغ، وأثبتت إحدى الدراسات والتي أجريت على 50 طفلاً ممن يعانون من إصابة رأس حادة أن مستويات (NES) أكثر من 15.3 نانوغرام/ مل تنبئ بوجود إصابة داخل الجمجمة.
- تهيئ إصابة الرأس الحادة لحدوث تجلط دموي، ويعتبر هذا مظهراً من مظاهر متلازمة تخثر الدم داخل الأوعية الدموية (disseminated intravascular coagulation (DIC) syndrome، وفيها تحدث خثرات دموية داخل الشعيرات الدموية، ما يؤدي لموت الخلايا العصبية.
- وجد الباحثون أنه عندما كانت نتيجة GCS أقل من 9 كان 81% من الأطفال لديهم تخثرات دموية، كما أن الأطفال الذين يعانون من تخثرات دموية هم الأسوأ في التماثل للشفاء.
وتراوح نسبة حدوث الإصابة بالتخثرات الدموية في الأطفال الذين لديهم إصابة حادة في الرأس بين 14% و25%.
- ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد إصابات الدماغ لها أيضا علاقة بتقييم حالة المريض، وأثبتت بعض الدراسات أن نسبة الغلوكوز في الدم يمكنها أن تتنبأ بالوفيات مثلها مثل مقياس غلاسكو للغيبوية، وأوضحت الدراسات أن مستوى غلوكوز الدم أكبر من أو يساوي 300mg/dl عند الدخول إلى المشفى يرتبط بنسب وفاة أعلى، كما أن الفشل في تعديل مستويات الغلوكوز في غضون 48 ساعة كان مرتبطا أيضا بالتوقعات السيئة للحالة.
2. تهتك فروة الرأس
يمكن أن يسبب تهتك فروة الرأس الكبير نقصاً حاداً في حجم الدم، خاصة عند الأطفال الرضع الصغار، وتهتك فروة الرأس يمكن أن يؤدي إلى نوعين من التجمعات الدموية، وهما:
أ. التجمع الدموي تحت الشبكي Subgaleal hematoma، ويحدث تجمع الدم بين السمحاق (الغشاء المغطي للعظم Periosteum) وجلد فروة الرأس، وغالبا ما تحدث بسبب صدمات الرأس، ويمكن أن تحدث في الحالات التي تعاني من مشاكل في التجلط، وفي العادة يكبر الورم الدموي تدريجيا، والتشخيص الفوري له مهم جداً لأن كمية الدم من الممكن أن تصبح كبيرة جدا، ما يؤدي لتعرض الطفل لصدمة، ومن العلامات المميزة له أنه لا يحترم الشقوق الطبيعية الموجودة في عظام الجمجمة بعكس النوع التالي الأقل خطورة.
ب. التجمع الدموي الرأسي Cephalhematomas، هو نادر الحدوث، ويكون على هيئة مجموعات نزفية حميدة تحت السمحاق، وكونه يحدث بين السمحاق وبين العظم يجعله لا يعبر الشقوق الطبيعية الموجودة في الجمجمة (Skull sutures)، ما يساعد في التفرقة بينه وبين النوع السابق الأكثر خطورة. ولأن هذا النوع لا ينطوي على مخاطر، ولأنه يتلاشي تدريجياً، فإن العلاج في العادة تحفظي، إلا في حالات حدوث تكلسات، وفي هذه الحالة يمكن إجراء جراحة تجميلية.
3. كسر الجمجمة
وجد كسر الجمجمة في نسبة 2% إلى 20% من الأطفال الذين تعرضوا لصدمة في الرأس، ووجد أن التقييم السريري للمريض يعتمد على عمره، وحجم الورم الدموي في فروة الرأس، وموقع الورم الدموي، وبناء على ذلك يمكن التوقع بوجود كسر في الجمجمة، و90% من الأطفال الذين حصلوا على درجة 4 أو أكثر كان لديهم كسر في الجمجمة.
وهناك أربعة أنواع أساسية من كسر الجمجمة: الخطي linear، المضغوط depressed، دياستاتيك diastatic، وكسر قاعدة الجمجمة skull base.
- كسر الجمجمة الخطي هو الأكثر شيوعاً، ويجب متابعته لتجنب حدوث ورم دموي فوق الجافية epidural hematoma خاصة لو مر الكسر خلال وعاء دموي كبير.
- وكسر الجمجمة المضغوط قد يكون مفتوحاً أو مغلقاً، وكلما كانت العظام المضغوطة أكثر عمقا زاد خطر تهتك الطبقة الجافية وقشرة المخ، وكان مسار المريض أسوأ.
- أما كسور قاع الجمجمة فهي نادرة في الأطفال، ويشتبه في وجود كسر في قاع الجمجمة عن طريق وجود علامات محددة مثل كدمات حول العين أو نزف من الأنف، والفحص الجسدي يظهر وجود دم على طبلة الأذن ونزف في قنوات الأذن.
- وقد يحدث تسرب للسائل النخاعي (CSF) عن طريق قاعدة الجمجمة الأمامية من خلال الأنف أو الأذن، وعادة ما يتوقف التسرب النخاعي تلقائياً عند معظم الأطفال.
4. التجمع الدموي فوق الجافية Epidural hematoma
الورم الدموي فوق الجافية هو عبارة عن تجمع دموي بين الطبقة الداخلية لعظام الجمجمة والأم الجافية، وينشأ عادة من الشريان السحائي الأوسط أو الجيوب الأنفية الوريدية أو الأوعية الدموية التي تغذي الجمجمة.
وفي معظم الحالات يكون هناك كسر في الجمجمة، ويأتي النزيف من الأوعية الدموية المجاورة والقريبة من الكسر. وتعد الفترة الأكثر خطورة هنا هي الأربع ساعات الأولى بعد التعرض لصدمة الرأس، والتشخيص المبكر والتدخل الجراحي لسحب الدم المتجمع فوق الجافية هو العلاج المناسب، وترتبط نتائج المريض مباشرة بالوضع العصبي للمريض قبل إجراء العملية أو بالإصابات وأمراض الرأس الأخرى.
وبسبب خطورة تدهور السريع فإن الجراحة في الوقت المناسب قد تكون منقذة للحياة.
وهذا النوع من التجمعات الدموية نادر الحدوث عند الرضع بسبب قوة الترابط بين غشاء الجافية والسمحاق (السمحاق هو غشاء ليفي يغطي الطبقة الخارجية للعظام)، ويمكن أن يحدث بسبب صدمة بعد الولادة، ولكن يصعب تشخيصه في هذه الفئة العمرية.
5. الورم الدموي تحت الجافية Subdural hematoma
يحدث هذا النوع من التجمع الدموي بسبب إصابة أوردة المخ، ويحدث في 20 - 25 حالة من كل مائة ألف طفل تحت سن السنة، ويقسم إلى حاد وتحت الحاد ومزمن، وعادة تكوت إصابة المخ أخطر من إصابات المخ في النزيف فوق الجافية. ويختلف هذا النوع تماما في الأطفال، حيث يحدث عادة مع متلازمة هز الرضيع (بعد هز الرضيع هزاً عنيفاً)، وأقل حدوثاً مع السقوط، وفي حالة الشك في حدوث هذا النوع من النزيف في الرضيع مع عدم وجود حادث سقوط يتم فحص الرضيع سريريا وإجراء فحص قاع عين، ويتم التشخيص عادة باستخدام الأشعة المقطعية، ويعتمد العلاج على شدة الأعراض.
أما بالنسبة للنزيف تحت الجافية المزمن فإنه يحدث في الأطفال بعد نزيف حاد لم يشخص أو عولج تحفظيا، وتكون الأعراض غير محددة، والعلاج يتم من خلال تفريغ النزيف عن طريق الجراحة.
6. الورم الدموي داخل المخ Intracerebral hematoma
الورم الدموي داخل الدماغ غير شائع بين الأطفال، وقد يكون نتيجة إصابة بؤرية في المخ أو صدمة اختراقية (اختراق شيء أو أداة الدماغ)، وفي معظم الأحيان تكون الإصابة في الفص الصدغي والجبهي، ويمكن علاج كثير من الأورام الدموية داخل المخ بشكل حذر ومتحفظ، أما إذا كانت الكتلة الدموية كبيرة، ولها تأثير خطير، فقد يتطلب ذلك سحبها من الدماغ، وفي الحالات عالية الخطورة يفضل تكرار الصور المقطعية والمتابعة.
7. صدمة الرأس الاختراقية Penetrating head trauma
تشكل إصابات الرأس الاختراقية جزءاً صغيراً فقط من العدد الإجمالي للإصابات الناجمة عن الصدمات، ولكنها تنتمي إلى فئة الإصابات الشديدة في الدماغ، وفي هذه الحالات ينشأ اتصال مباشر بين تجويف داخل الجمجمة والبيئة المحيطة بها، وجروح الرأس الاختراقية الناتجة عن الطلقات النارية هي الأكثر شيوعا، والأقل شيوعا هي الإصابات من السكين، والأظافر، وأقلام الرصاص، والعيدان والمقص.
ويمكن أن توضح الأشعة المقطعية للجمجمة مدى شدة الجرح، وينبغي إجراء الجراحة في أقرب وقت ممكن مع إزالة الأجسام الغريبة والأنسجة الميتة وإغلاق الجرح بشكل مناسب،
وتشمل المضاعفات تسرب السائل النخاعي، والتشنج، وخراجاً داخل المخ، واستسقاء الدماغ.
المصادر:
Pediatric head trauma