وتتعرض الحامل خلال مسيرة حملها التي تقارب 9 أشهر إلى بعض المضايقات الصحية الخفيفة والشائعة التي تكون جزءاً طبيعياً من الحمل، وبالتالي، فهي لا تستدعي القلق بشأنها، مثل الغثيان، وحرقة المعدة، وكثرة التبول، وآلام الظهر، وتورم الثدي، واحتقان الثدي المؤلم، والتعب، والميل الشديد للنوم، والبواسير، والدوخة الخفيفة، وضيق التنفس، ونزف اللثة وغيرها.
في المقابل، هناك بعض
الأعراض والعلامات التي قد تظهر في مراحل مختلفة من الحمل، ربما تكون بمثابة ناقوس خطر يشير إلى أن الأمور قد لا تسير على ما يرام بالنسبة للحامل أو لجنينها أو لكليهما معاً، من هنا ضرورة الاتصال بالطبيب أو القابلة أو المستشفى لكشف الملابسات وتفادي الوقوع في مطبات لا لزوم لها.
علامات خطيرة أثناء الحمل
نستعرض في هذا المقال أشهر الأعراض والعلامات التحذيرية التي يجب على الحامل أخذها على محمل الجد، وأن تتصل فوراً بمقدمي الرعاية الصحية لطلب المساعدة.
الغثيان والتقيؤات الشديدة والمتكررة
إن معظم الحوامل يشكون خلال
الأشهر الأولى للحمل من الغثيان والتقيؤات التي تكون بسيطة لا تؤثر على صحة الحامل بشكل عام، ولكن قد تكون التقيؤات والغثيان متكررة وعنيفة للغاية، لدرجة أن الحامل لا تستطيع أن تتناول أو تشرب أي شيء، ما يعرضها إلى شبح الجفاف الذي يترافق مع شح في البول، والإمساك، والضعف، والهزال، وتسارع النبض، وهبوط الضغط الشرياني، والتشنجات العضلية، والخدر والتنميل في الأطراف، وربما فقدان الوعي.
كيف تتصرفين؟
اتصلي بمقدمي الرعاية الصحية الخاص بك، فقد يصف لك الطبيب دواء أو قد يوصي بتغيير النظام الغذائي.
النزف من المهبل
إن أي نزف تناسلي يحصل في أي شهر من أشهر الحمل يجب أن ينظر إليه بعين الشبهة حتى يثبت العكس، وإذا كنت تعانين من نزف حاد مع التشنجات البطنية في الثلث الأول من الحمل، فليس مستبعداً أن تكوني معرضة للإجهاض، وإذا كنت تشتكين من نزف كثيف وتعانين من آلام شديدة في البطن، ومن مغص يشبه تشنجات الدورة الشهرية، أو تشعرين بأنه سيغمى عليك، فقد يكون حملك يقع خارج الرحم، أما إذا كنت تشتكين من
النزف الحاد والتشنجات في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، فهذا قد يكون من علامات انفكاك المشيمة.
كيف تتصرفين؟
بادري فوراً للذهاب إلى أقرب مركز طبي لإجراء التحريات الضرورية لرصد سبب النزف وعلاجه، للحفاظ على صحتك وصحة من في بطنك.
انخفاض معدل حركات الجنين
يتحرك الجنين بكثرة في بطن أمه في الأشهر الأخيرة من الحمل؛ إذ تشعر الأم بركلاته على مدار الساعة، وتدل
حركات الجنين على أنه ينمو ويتطور بشكل سليم، ولكن قد يصدف أن تشعر الحامل بأن عدد ركلات جنينها أقل من ذي قبل؛ الأمر الذي يجب أن يدعو إلى القلق.
كيف تتصرفين؟
إن حدس الحامل في ما يتعلق بركلات جنينها قوي للغاية، وفي هذا الإطار، تقول نيكول رودوك، أستاذة طب الأم والجنين في كلية طب جامعة تكساس، ما مفاده: إن عدد ركلات الجنين يصل إلى 10 ركلات أو أكثر في غضون ساعتين، فإذا كان العدد أقل من هذا، فإنه يجب على الأم التواصل مع طبيبها في أسرع وقت ممكن، فلديه من المعدات ما يسمح له بمعرفة ما إذا كان الجنين يتحرك وينمو على نحو مناسب.
تقلصات الرحم الشديدة والمتواصلة في الثلث الثالث
إن
التقلصات الرحمية الشديدة والمتواصلة شائعة في الثلث الثالث من الحمل، ومن يدري، فقد تكون علامة من علامات الولادة المبكرة، أو بكل بساطة قد تكون إشارة إلى طلق كاذب أو ما يطلق عليه في الأوساط الطبية اسم "تقلصات براكستون هيكس"، نسبة إلى جون براكستون الطبيب الإنكليزي الذي كان أول من اكتشفها، وتأتي تقلصات براكستون هيكس على هيئة انقباضات في الرحم وأسفل البطن والفخذ، تليها فترات استرخاء، وتكون التقلصات عادة غير مؤلمة، ولكنها قد تكون غير مريحة، وقوية ومؤلمة في بعض الأحيان.
كيف تتصرفين؟
إن أية تقلصات تحدث في الرحم وأسفل البطن يجب أن يتم أخذ مشورة الطبيب في أمرها من أجل الكشف عن وجود خطب ما، أو ولادة قبل الأوان، أو بكل بساطة عن مخاض كاذب يمكن للطبيب أن يفعل شيئاً من أجل إيقافه ريثما تحين ساعة الولادة.
انفجار جيب المياه الخاص بالجنين
خلال فترة الحمل يكون الجنين محاطاً ومحمياً بكيس مليء بالسائل الأمنيوسي، وفي الأحوال الطبيعية، ينفجر الكيس لدى الغالبية العظمى من النساء في نهاية المرحلة الأولى للمخاض بعد اكتمال الحمل، ولكن لدى بعض النسوة قد ينفجر الكيس قبل الموعد، أي قبل أن يصل الحمل إلى خاتمته، فتصاب الحامل بالهلع.
كيف تتصرفين؟
قد تخلط بعض النسوة بين حدوث تمزق حقيقي في كيس الجنين والسائل البولي، وفي هذه الحال تنصح الحامل بالذهاب إلى المرحاض لتفرغ مثانتها، وإذا استمر السائل في الجريان، فهذا يشير إلى انفجار كيس مياه الجنين، وفي هذه الحال، يجب الاتصال بمقدمي الرعاية الصحية أو التوجه إلى المستشفى في الحال.
الصداع الشديد، ألم البطن، اضطرابات بصرية، تورم الوجه والأطراف في الأشهر الأخيرة للحمل
إن الأعراض والعلامات سالفة الذكر هي مؤشرات على الإصابة
بمرحلة ما قبل التسمم الحملي، وهو مرض خطير للغاية قد يقود صاحبته وجنينها إلى الهاوية، ويمتاز التسمم الحملي بمظاهر أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم، والزلال البولي، وشح البول، وضيق التنفس، وقصور في وظائف الكبد، وتدهور عدد الصفيحات الدموية.
كيف تتصرفين؟
اتصلي بطبيبك فوراً، وراقبي عن كثب مستويات ضغط الدم، إن العلاج المبكر لمرحلة ما قبل التسمم الحملي يعطي نتائج طيبة للغاية.
وجود أعراض تثير الشبهات بالإنفلونزا
إن الحمى والقشعريرة والسعال والتهاب الحلق وسيلان أو انسداد الأنف والإرهاق العام والآلام العضلية قد تكون دليلاً على الإصابة بمرض الإنفلونزا، الذي يمكن أن يترك عواقب محفوفة بالمخاطر لدى النساء الحوامل.
كيف تتصرفين؟
إن أخذ اللقاح هو الوسيلة الوحيدة التي تؤمن الحماية من
مرض الإنفلونزا؛ فعلى كل حامل أن تأخذه في بداية الخريف، وإذا كانت هناك شكوك قوية بإصابتك بالأنفلونزا أو كنت على اتصال مع شخص آخر مصاب بالمرض، فلا تستعجلي الذهاب إلى عيادة الطبيب أو المستشفى، لمنع انتشار العدوى إلى حوامل أخريات، لذا أنصحك بالتواصل مع طبيبك أولا، ففي جعبته النصائح الضرورية.
تورم الساق والألم
إن التبدلات الطارئة خلال الحمل تجعل المرأة أكثر عرضة لخطر الإصابة بجلطات الدم، خاصة جلطة الساق العميقة التي تعطي تورماً وألماً في سمانة الساق، وقد ترحل الجلطة أو أجزاء منها لتحط رحالها في الرئة مسببة الصمامة الرئوية المهددة للحياة.
كيف تتصرفين؟
اتصلي بطبيبك على وجه السرعة في حال المعاناة من وجع وتورم في سمانة إحدى الساقين.
ألم عند التبول أو ألم في أسفل الظهر من جانب واحد
إن كثرة التبول أمر شائع خلال الحمل، ولكن إذا تزامنت كثرة التبول المؤلم مع أوجاع في أسفل الظهر في أحد الجانبين، فقد يدل هذا على الإصابة بالتهاب في المثانة أو في الكلية، ربما يترك آثاراً سلبية أبرزها الولادة قبل الأوان.
كيف تتصرفين؟
يجب الاتصال بالطبيب لعمل التحريات اللازمة للكشف عن وجود التهابات في الكلى أو في المجاري البولية، وفي حال جاءت النتائج إيجابية، فإن العلاج يصبح ضرورة للتخلص من الالتهاب وتجنب مضاعفاته.
الضغط على الحوض
مع نمو الجنين، ستتعرض الحامل لإحساس
بالضغط والألم في الحوض نتيجة تمدد الرحم وتوسعه لاستيعاب الجنين الضيف، وقد يترافق الإحساس بالضغط في الحوض مع خروج بعض الإفرازات المهبلية، وهذا شيء عادي.
كيف تتصرفين؟
إذا لم تكن الإفرزات المهبلية مضرجة بالدم فلا داعي للقلق، وفي المقابل، إذا تزامن الإحساس بالضغط في الحوض مع إفرزات مدممة، أو مع الدم الصريح، وآلام قوية، فهنا يجب التوجه إلى الطبيب مباشرة.