صحــــتك

العلاج الهرموني أو العلاج ببدائل الهرمونات

الصورة
ذكرى القيسي
العلاج الهرموني أو العلاج ببدائل الهرمونات
الهرمونات هي مواد كيميائية تنتقل في الدم وتتحكم في كيفية عمل ونمو بعض الخلايا والأعضاء. وتنتج الهرمونات الطبيعية عن طريق الغدد أو الأعضاء في الجسم، كما يمكن صنع هرمونات اصطناعية. على سبيل المثال، ينتج المبيضان هرموني الإستروجين والبروجسترون الأنثوي اللذين يشاركان في التكاثر ويقومان بالكثير من الأوظائف الحيوية للمرأة.

لكن، مع انقطاع الطمث، ينعدم كل من تلك الهرمونات، ما يعرض المرأة لمشاكل كثيرة. وقد جرت العادة على استخدام العلاج بالهرمونات البديلة للنساء اللائي يعانين من هبات ساخنة وغيرها من أعراض انقطاع الطمث. والهرمونات البديلة عبارة عن أدوية تحتوي على هرمونات أنثوية تحل محل الهرمونات التي لم يعد الجسم يفرزها بعد انقطاع الطمث. 

لكن، مع تزايد استخدام العلاج الهرموني، ظهرت العديد من الدراسات التي أثبتت خطورته على المدى البعيد، خاصة إذا أعطي لنساء كبيرات في السن بعد انقطاع الطمث. ونظرًا لتزايد القلق إزاء المخاطر الصحية التي ترجع لاستخدام العلاج الهرموني، قلل الأطباء وصفه، ولم يعد يوصى به للوقاية من الأمراض، مثل أمراض القلب أو فقدان الذاكرة. 

* ما أنواع العلاج الهرموني؟

1- العلاج الهرموني الشامل

وتتوفر على شكل أقراص أو لاصقات جلدية أو هلام أو كريمات أو رذاذ، وهي الطريقة العلاجية الأكثر فاعلية لتخفيف الهبات الساخنة والتعرق الليلي التي تعاني منها النساء بعد انقطاع الطمث. ويمكن أن يخفف الإستروجين أيضًا من الأعراض المهبلية لانقطاع الطمث، مثل الجفاف والحكة والحرقة والإحساس بعدم الراحة أثناء الجماع.

ورغم أن إدارة الغذاء والدواء (FDA) لا تزال تعتمد العلاج بهرمون الإستروجين للوقاية من مرض ترقق العظام الذي يسمى بهشاشة العظام، فعادة يوصي الأطباء بأدوية تسمى أدوية الفوسفونات لعلاج هشاشة العظام.

- مستحضرات الإستروجين المهبلية منخفضة الجرعات

وتتوفر على شكل كريم أو أقراص أو حلقات، وتعالج بفاعلية أعراض المشكلات المهبلية وبعض أعراض مشكلات البول، وفي الوقت نفسه تقلل الامتصاص في الجسم، ولكنها لا تعالج الهبات الساخنة ولا التعرق الليلي، ولا تقي من هشاشة العظام.


* ما مخاطر العلاج الهرموني؟

أثبتت التجارب السريرية أن العلاج الهرموني يزيد من خطر الإصابة بحالات خطيرة معينة، ومن بينها:
- أمراض القلب.
- السكتة الدماغية.
- الجلطات الدموية.
- سرطان الثدي.
كما يمكن للعلاج الهرموني، خاصة الإستروجين ومعه البروجستين، أن يجعلا الثدي يبدو أكثر كثافة في صور الثدي الشعاعية، وهو ما يصعّب من اكتشاف سرطان الثدي. وكذلك، يزيد العلاج الهرموني من خطر الإصابة بسرطان الثدي، خاصة عندما يؤخذ لعدة أعوام.

وقد تتفاوت مخاطر العلاج الهرموني حسب ما إذا كنت تعالجين بالإستروجين وحده أم مقترنًا بالبروجستين، وحسب السن الحالي والسن عند انقطاع الطمث، وكذلك حسب جرعة الإستروجين ونوعه، إضافة إلى مخاطر صحية أخرى، مثل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ومخاطر الإصابة بالسرطان والتاريخ الطبي العائلي.

* من تستفيد من استخدام العلاج الهرموني؟

يبقى العلاج الهرموني هو الفعال لعلاج أعراض انقطاع الطمث، وخاصة للنساء اللواتي يعانين من حالات معتدلة أو حادة من مرحلة ما قبل انقطاع الطمث ولا تعاني من أي حالات صحية مزمنة أخرى ولا تتحمل العلاجات الأخرى أو لا تستفيد منها، أو إذا انقطع الحيض مبكرا، أي  قبل سن الـ40 أو كانت المرأة تعاني من فشل المبايض المبكر.

لأنه في حالة الانقطاع المبكر للطمث، تكون النساء عرضة مبكرا لهشاشة العظام وأمراض القلب أو القلق والاكتئاب. وعادة ما يقلل انقطاع الطمث المبكر من خطر الإصابة بأغلب أنواع سرطان الثدي، وبالنسبة إلى النساء اللاتي يصلن إلى سن اليأس مبكرًا، فعادة ما تفوق الفوائد الوقائية للعلاج الهرموني مخاطره.

* مَن التي يجب عليها تجنب العلاج الهرموني؟

يجب على النساء المصابات بسرطان الثدي أو سرطان المبيض أو سرطان بطانة الرحم أو جلطات الدم في الساقين أو الرئتين أو بالسكتة الدماغية أو لديهن تاريخ بحالات سابقة من هذه الإصابات، عدم تناول العلاج الهرموني عادة. ويجب على مَن يتناولن العلاج الهرموني عدم التدخين.

* هل يوجد بديل للعلاج الهرموني.. وكيف نقلل خطره؟

في الحالات البسيطة التي يمكن الاستغناء عن العلاج الهرموني، يمكن السيطرة على الهبات الساخنة الناتجة عن انقطاع الطمث باتباع طرق نمط الحياة الملائمة للصحة، مثل الحفاظ على برودة الجسم والحد من المشروبات التي تحتوي على الكافيين والامتناع عن الكحوليات، وممارسة التنفس بمعدل بطيء نسبيًا أو وسائل الاسترخاء الأخرى. واستخدام المزلقات المهبلية للتغلب على مشكلة الجفاف المهبليي.


* إذا كنتِ تتناولين العلاج الهرموني، فكيف يمكنك تقليل الخطر؟

- العثور على أفضل منتج وطريقة حصولك عليه

يمكنك تناول الإستروجين على شكل أقراص أو لاصقة أو هلام أو كريم مهبلي أو تحميلة بطيئة الإطلاق أو حلقات توضع في المهبل. وإذا لم تعاني المرأة سوى من أعراض مهبلية ترتبط بانقطاع الطمث، فعادة ما يكون العلاج بالإستروجين بجرعات منخفضة عبر المهبل في شكل كريم أو أقراص أو حلقات خيارًا أفضل من الحبوب الفموية أو اللاصقة على الجلد.

- تقليل كمية الأدوية التي تتناولينها

استخدمي أقل جرعة فعالة لأقصر مدة مطلوبة لعلاج الأعراض، ما لم يكن عمرك أقل من 45 عامًا، إذ في تلك الحالة تحتاجين إلى كمية كافية من الإستروجين للوقاية من الآثار الصحية طويلة المدى لنقص الإستروجين. وإذا كنتِ تعانين من أعراض مستمرة لانقطاع الطمث بحيث تعيق حياتك بدرجة كبيرة، فقد توصي الطبيبة بعلاج طويل المدى.

- الحصول على رعاية منتظمة

احرصي على زيارة الطبيبة بانتظام للتأكد من استمرار كون فوائد العلاج الهرموني تزيد على مخاطره، ولإجراء فحوصات مثل تصوير الثدي الشعاعي وفحوصات الحوض.

واجعلي النشاط البدني والتمارين جزءًا من عاداتك اليومية واتبعي نظاما غذائيا مفيدا وحافظي على وزن صحي وتجنبي التدخين وامتنعي عن تناول الكحوليات واضبطي حالة التوتر والحالات الصحية المزمنة لديك، مثل ارتفاع الكوليسترول أو ارتفاع ضغط الدم.

وإذا لم تكوني قد استأصلتِ الرحم وتستخدمين العلاج الشامل بالإستروجين، ستحتاجين أيضًا إلى البروجستين، ويمكن أن تساعدك الطبيبة في إيجاد طريقة الحصول عل العلاج التي توفر أعلى الفوائد والشعور بالراحة وأقل نسبة من المخاطر والكلفة.

* هل يسبب العلاج الهرموني النزيف المهبلي؟

يمكن لبعض أشكال العلاج الهرموني لانقطاع الطمث أن تسبب نزيفًا شهريًا، وقد يكون النزيف خفيفًا أو كثيفًا ككثافة الدورة الشهرية الطبيعية، وإذا كنت قلقة بشأن النزيف لديك، فحددي موعدًا لزيارة الطبيب.

وتتضمن الأسباب المحتملة للنزيف غير الطبيعي أثناء انقطاع الطمث وبعده ما يلي:

- ترقق النسيج المبطن للمهبل والرحم نتيجة لانخفاض هرمون الإستروجين.
- الزوائد اللحمية الرحمية أو الأورام الليفية.
- عدوى الرحم، مثل التهاب بطانة الرحم والتهاب عنق الرحم.
- النمو غير الطبيعي لبطانة الرحم (فرط تنسج بطانة الرحم).
- سرطان بطانة الرحم.

* تأثير العلاج الهرموني على القلب

من المعروف أنه قبل انقطاع الطمث، تنخفض لدى النساء مخاطر الإصابة بأمراض القلب مقارنة بالرجال، ولكن مع تقدم النساء في العمر وانخفاض مستويات هرمون الإستروجين بعد انقطاع الطمث، تزيد لديهن خطورة الإصابة بأمراض القلب.

وقد جرت العادة أن يوصف العلاج ببدائل الهرمونات طويل المدى بشكل روتيني للنساء بعد انقطاع الطمث، للتخفيف من الهبات الساخنة والأعراض الأخرى المصاحبة لانقطاع الطمث، كما كان يعتقد أن العلاج ببدائل الهرمونات يحد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

وبالرغم من أنه في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، كان الخبراء ينصحون النساء المسنات بتناول الإستروجين والهرمونات الأخرى للحفاظ على قلوبهم في صحة جيدة، ولكن الأمر حالياً مختلف، فالعلاج الهرموني ينطوي على نتائج متضاربة، ولم يحقق العديد من الفوائد المرجوة لدى أعداد كبيرة من النساء.

كما توصلت أكبر تجربة عشوائية ذات شواهد حتى الآن إلى وجود زيادة فعلية طفيفة في أمراض القلب لدى النساء اللاتي يستخدمن العلاج الهرموني المشترك (بكل من الإستروجين والبروجستين) في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، وبالنسبة للنساء في هذه الدراسة اللاتي يستخدمن هرمون الإستروجين وحده، فلم تزدد مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

وتشير دراسات أخرى إلى أن العلاج الهرموني، وخاصة هرمون الإستروجين وحده، قد لا يؤثر أو حتى قد يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب عند تناوله في السنوات الأولى لانقطاع الطمث. 

ومع ذلك، يمكن لهذه الدراسات أن تكون محيرة عند تفسيرها عملياً لأن نتائج الدراسة يمكن أن تتأثر بعوامل كثيرة، منها أعمار المشاركات في الدراسة والوقت المنقضي منذ انقطاع الطمث ومدة استخدام العلاج الهرموني، وسوف يعمل البحث المتواصل على مساعدة الأطباء على فهم العلاقة بين العلاج الهرموني لأعراض انقطاع الطمث وأمراض القلب بطريقة أكثر وضوحًا.

* خلاصة القول..

لا يوجد دليل قاطع حول الفائدة المرجوة والمخاطر المحتملة من العلاج الهرموني، ولمعرفة ما إدا كانت الفوائد تفوق المخاطر، يجب استشارة الطبيب المختص من أجل تقييم الحالة ووصف ما يناسبها من علاج. وتأكدي كذلك من استمرار المتابعة مع الطبيبة خلال سنوات انقطاع الطمث.

فكلما عرف الباحثون المزيد عن العلاج الهرموني والعلاجات الأخرى لأمراض انقطاع الطمث، فإن التوصيات التي يقدمونها قد تتغير. وإذا استمر انزعاجك من أعراض انقطاع الطمث، فراجعي خيارات العلاج مع الطبيبة على نحو منتظم.

* المصدر
Hormone replacement therapy (HRT)
Hormone Replacement Therapy for Menopause
ERT, Estrogen replacement therapy, HRT, Menopausal hormone therapy


آخر تعديل بتاريخ
18 يوليو 2021
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.