سرطان المعدة لا يعتبر مرضاً شائعاً في النساء، ولكنه أيضاً لا يعتبر مرضاً نادراً، ومشكلته أنه قد يأتي صامتاً.. بحيث لا تظهر له علامات وأعراض واضحة إلا في مراحله المتأخرة، وفي هذا المقال سنتعرف على بعض الأعراض المهمة التي قد توجد في بدايات حدوث سرطان المعدة.. مما يساعد على التشخيص المبكر، وهذه الأعراض قد لا تكون حكراً على النساء، ولكن كامرأة من الضروري الانتباه لها، لأنها يمكن أن تحدث أحياناً بشكل طبيعي ومع مشكلات بدون خطورة.
* العلامات المبكرة لسرطان المعدة
1- ظهور دم أسود في البراز
العلامة الأكثر شيوعاً لسرطان المعدة هي ظهور دم أسود (أو تغير لون البراز للون الأسود)، إلا أن البراز الأسود قد يحدث في العديد من الحالات الأخرى غير المرتبطة بالسرطان، كأن تكوني حامل أو تعانين من الأنيميا وتتناولين الحديد، والذي يحول البراز للون الأسود.
فإذا كان هناك إصابة بسرطان المعدة، فمن المرجح أن يرتبط الدم بالالتهاب الناجم عن السرطان، ويميل إلى الظهور في مراحل متقدمة من المرض، على الرغم من أنه قد يظهر أيضاً في وقت مبكر.
2- وجود ألم دائم في المعدة
عندما يشكو المرضى من آلام في البطن، فإنهم يتحدثون عادة عن ألم في المنطقة الواقعة أسفل الأضلاع في المنطقة فوق المعدة.يمكن أن يكون سبب الألم في هذا الموقع هو نمو كتلة سرطانية في مكان ما في المعدة، على الرغم من أنه يمكن أن يكون ناجم أيضاً عن العشرات من الأشياء الأخرى، مثل عسر الهضم والذي قد يحدث أثناء الحمل أو مع التغيرات الهرمونية أثناء الدورة الشهرية، أو التهاب الرتوج، وحتى حصى الكلى.
يتطلب الألم المستمر دائماً زيارة الطبيب، لذا عليك المضي قدماً، وتحديد موعد إذا كنت تعاني من وجود ألم متكرر.
3- فقدان فعلي للشهية
من المؤكد أن فقدان الشهية أمر يجب الانتباه إليه، وعلى سبيل المثال، إذا كنت دائماً من عشاق الطعام، وفجأة فقدت كل اهتمامك بالأكل، هنا من الجيد أن يتم فحصك من قِبل طبيب أخصائي بالجهاز الهضمي.مع ذلك، يمكن أن تسبب قرحة المعدة أيضاً في فقدان الشهية (فهي ليست مؤلمة دائماً، وأحياناً لا تشعر بها على الإطلاق)، ولكن القرحة هي أيضاً عامل خطر للإصابة بسرطان المعدة، لذا فمن الأفضل التحقق من ذلك.
4- الشعور بحرقة فظيعة
حرقة المعدة معقدة نوعاً ما، كما يقول الخبراء، حيث يمكن أن يكون ذلك علامة على الإصابة بالسرطان (غالباً ما يكون مرتبط بالألم البطني)، وهو عامل خطر أيضاً.وقد يعاني الأشخاص المصابون بحرقة في المعدة من قرحة هضمية، مما يعني أن لديهم حمضاً أكثر في بطونهم، الأمر الذي يجعلهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان المعدة.
يمكن أن تظهر حرقة المعدة على شكل إحساس حارق أو غثيان أو حتى ألم في الصدر، لذلك ليس من السهولة بمكان تشخيص المرض بنفسك دائماً، وإنما تحتاج لطبيب يساعدك.
5- فقدان الوزن دون السعي لذلك
إن فقدان الوزن هو علامة على الإصابة بسرطان المعدة جزئياً بسبب فقدان الشهية التي تحدث في كثير من الأحيان، ولكن يمكن أيضاً أن يكون بشكل مستقل علامة تحذير للمرض، كما يقول الخبراء، وهو عادةً واحدة من أولى الإشارات التي تشير إلى توقف شيء ما، وخصوصاً في مرض مثل سرطان المعدة التي قد لا يكون لها أعراض ملحوظة أخرى.يتطلب فقدان الوزن الكبير عملاً شاقاً، لذلك إذا كنت تفقدين وزنك من دون محاولة القيام بذلك، فلا تتجاهليه، وسارعي بالتوجه للطبيب واستشارته، وفي كثير من الأحوال قد يحدث فقدان الوزن في بدايات الحمل، أو لإذا كنت تعانين من مشكلات نفسية أو من اضطرابات الطعام كفقدان الشهية العصبي.
6- مشكلات البلع
إذا كان ورم المعدة يمتد إلى المريء، فقد يعاني المصاب من عسر البلع، والشعور أن الطعام يعلق في الحلق، أو قد يظهر بشكل السعال أو الاختناق أثناء تناول الطعام أو الشرب، وفي بعض الحالات، قد يشعر المصاب أيضاً أن الطعام يعود بعد فترة وجيزة من تناوله، والذي يشير أيضاً إلى أن حرقة المعدة سيرافقها على الأرجح صعوبة في البلع.بغض النظر عن أي شيء، يعتبر البلع جزءاً أساسياً لاستمرار حياة الإنسان، لذا من الأفضل أن يتم فحص المصاب بمشاكل في البلع في أسرع وقت ممكن.
7- الشعور بالامتلاء أسرع من المعتاد أثناء تناول الطعام
في الواقع هذا علامة على الإصابة بسرطان المعدة في مرحلة متأخرة، لكنها جديرة بالملاحظة، إذْ يحدث الشبع المبكر (أو الحصول على الامتلاء بسرعة كبيرة أثناء تناول الطعام) عندما لم تعد عضلات المعدة قادرة على دفع الطعام باتجاه الأمعاء بشكل صحيح.عندها تصبح المعدة منتفخة ويشعر الناس أنهم محشوون، ولكن في الواقع، لا يذهب الطعام إلى أي مكان، ويمكن أن ينتج الشعور بالامتلاء هذا بسبب ورم، ويمكن أن يحدث أيضاً بسبب حالة غير سرطانية تسمى شلل المعدة Gastroparesis، والتي تحدث عندما يكون لدى الشخص إحساس بأن شيئاً ما يعرقل معدته، ولكن الفحوصات الطبية لا تظهر أي شيء.
والإحساس بالنفخة قد يحدث أيضاً أثناء الحمل، أو مع التغيرات الهرمونية المرتبطة بالدورة الشهرية، أو مع القولون العصبي.
لذلك، إذا كنت تعاني من أي (أو مجموعة) من هذه العلامات والأعراض المبكرة التي سبق وتكلمنا عنها أعلاه لسرطان المعدة، فمن الأفضل أن تتحققي من طبيعتها مع طبيبك أو أخصائي أمراض الجهاز الهضمي لتكوني في مأمن منه، ولكن المهم ألا تصابي بالهلع، فكما ذكرنا لك فإن الكثير من هذه الأعراض يمكن أن تحدث مع الحمل أو بسبب التغيرات الهرمونية، والمطلوب فقط هو أن تعرضي نفسك على الطبيب وتجري الفحوصات اللازمة حتى تستبعدي احتمالية الإصابة بسرطان المعدة أو تكتشفيه في وقت مبكر حينما يكون قابلا للعلاج.