في عام 1836، اكتُشِف Trichomonas vaginalis من قبل الطبيب ألفريد فرانسوا دوني، الذي لاحَظ الكائنات الحية الدقيقة المتحركة في الإفرازات المهبلية القيحية للنساء المصابات.
وتم وَصف هذا الكائن الطفيلي باسم داء المُشَعَّرات لأول مرة في عام 1916، وعلى الرغم من هذه الاكتشافات المبكّرة، لم يتم البحث عن هذا الكائن الحي بشكل كامل حتى القرن العشرين.
تسبب هذه الطفيليات عدوى جنسية شائعة، يمكن أن تصيب النساء والرجال على حد سواء، ويسبب العديد من الأعراض لديهم.
ولمناقشة هذا المرض كان لنا لقاء مع الدكتور هيا حجازي، البورد الفلسطيني في أمراض النساء والولادة، وتعمل طبيبة في مجمع الشفاء الطبي في فلسطين، للتحدث عن داء المشَعَّرات، وكيف يَحدث، وأهم أعراضه وعلاجاته، ووجّهنا لها الاستفسارات الآتية:
داء المشَعَّرات هو عدوى شائعة وأنتِ طبيبة نسائية تقومين بتشخيص العديد من الحالات المصابة بهذه العدوى، فما هو داء المُشَعَّرات وما هي مسبباته؟
داء المشّعرات هو عدوى شائعة منقولة جنسيًا، تَنتُج عن الإصابة بأحد الطفيليات الأولية الوحيدة الخلية، وهي نوع من الطفيليات الصغيرة تسمى المُشَعَّرات المهبلية.
إذاً كيف ينتقل داء المشَعَّرات؟
تنتقل هذه الطفيليات بين الأشخاص أثناء ملامسة الأعضاء التناسلية، بما في ذلك أثناء ممارسة الجنس المهبلي أو الشرجي أو الفموي، ويمكن أن تنتقل العدوى بين النساء والرجال، وبين النساء، أو بين الرجال أحياناً.
ما هي أعراض داء المُشَعَّرات لدى النساء والرجال؟
يمكن أن يسبب طفيلي المُشَعَّرات العديد من الأعراض لدى النساء، ومنها:
- إفرازات من الفَرج بكمية كبيرة ورقيقة القوام، وتكون عادة ذات رائحة كريهة، وقد تكون شفافة أو باللون الأبيض أو الرمادي أو الأصفر أو الأخضر.
- احمرار العضو التناسلي، والشعور بحرقان وحكة فيه.
- ألم مصاحب للتبول أو الجماع.
- الانزعاج في المنطقة التي تعلو المعدة.
أما بالنسبة لأعراض داء المشَعَّرات عند الرجال فلا تَظهَر عادةً أيُّ أعراض على الرجال المصابين، ولكن إن ظهرت على بعضهم أعراض فقد تكون كالآتي:
- حكة أو تهيج داخل القضيب.
- حرقان أثناء التبول أو بعد القذف.
- إفرازات من القضيب.
ما هو تأثير داء المُشَعَّرات على الحوامل؟
يمكن أن تؤدي الإصابة بداء المُشَعَّرات خلال الحمل وعدم الخضوع للعلاج قبل الولادة إلى حدوث التأثيرات الآتية:
- ولادة مبكّرة للغاية (جَنين خَديج).
- ولادة جَنين ناقص الوزن عند الولادة
- نقل العدوى للمولود أثناء مروره من قناة الولادة (المهبل).
هل يصيب داء المُشَعَّرات النساء غير المتزوجات؟
نعم، من الممكن أن يصيب داء المُشَعَّرات الفتيات غير المتزوجات في حالات نادرة، وذلك في حال تم ممارسة بعض الأنشطة الجنسية خارج إطار الزواج، لأن العدوى لا تنتقل في الغالب إلا من خلال النشاط الجنسي، فداء المُشَعَّرات يُعَدّ من الأمراض المنقولة جنسياً.
كيف يعالَج داء المُشَعَّرات؟
يتم علاج النساء والرجال والحوامل بنفس الآلية، وباستخدام ذات الأدوية، مثل المضادات الحيوية عن طريق الفم، مع التوصية بإكمال الدورة الكاملة للمضادات الحيوية، كما يجب التأكيد على علاج الزوجَين معاً، وليس الشخص المصاب فقط، مع الامتناع عن الاتصال الجنسي نهائياً طوال فترة العلاج.
يتم علاج داء المُشَعَّرات بطريقتَين:
- الجرعة الكبيرة: قد نوصي بتلقي جرعة كبيرة واحدة من دواء تينيدازول (tindamax)، أو أقراص مترونيدازول (flagyl)، ويتم تناول هذه الأدوية الفموية مرة واحدة.
- الجرعات المتعددة: يمكن أن نوصي بتناول عدة جرعات منخفضة من التينيدازول أو المترونيدازول (metronidazole)، ويتم تناول هذه الأدوية مرتين يومياً لمدة سبعة أيام.
ما هي علامات الشفاء من داء المُشَعَّرات؟
عندما تكون النتيجة سلبية عند إجراء اختبار داء المُشَعَّرات، سواء عن طريق مسحة عنق الرحم أو فحص البول بعد الانتهاء من فترة العلاج.
وقد يعاد الاختبار بعد أسبوعَين إلى ثلاثة أشهر من العلاج للتأكد من اختفاء العدوى وعدم تكرّر الإصابة
