قد يظن كثيرون أن الشخير أحد علامات النوم المريح والعميق، لكنه في الواقع يرتبط بعدة مشكلات صحية، أبرزها حالة تُعرَف بانقطاع التنفس أثناء النوم. والسؤال المطروح هنا، هل ثمة علاقة ما بين الشخير والسكتة الدماغية؟ هذا ما ناقشته دراسة أمريكية نُشرِت حديثاً.
كيف أُجرِيت الدراسة؟
في دراسة أمريكية تم تقديمها مؤخراً في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب في أمستردام، تابع الباحثون السجلات الصحية لـ 1.7 مليون أمريكيٍ تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 50 عاماً، وكان خُمسهم (20%) يعانون من حالة انقطاع التنفس أثناء النوم.
ماذا قال الباحثون؟
يقول الباحثون في هذه الدراسة إن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و50 عاماً والذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم، هم أكثر عرضة بنسبة 60% للإصابة بسكتة دماغية خلال 15 عاماً، مقارنة بآخرين من نفس الفئة العمرية لا يعانون من هذه الحالة، وكان متوسط أعمار الأشخاص الذين تعرضوا للسكتة 45 عاماً.
ووجَدت دراسة ثانية أُجرِيت على 766000 شخص من نفس الفئة العمرية أن الأشخاص الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم كانوا أكثر عرضة بخَمس مرات للإصابة بالرَّجَفان الأذيني، وهي حالة من اضطرابات نظم القلب تزيد أيضاً من تكوّن الجلطات في القلب، وخطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
من المثير للغرابة أن الدراسة وَجدت أن انقطاع التنفس أثناء النوم كان عامل خطر أكبر بكثير من المشكلات الصحية الأخرى التي لها صلة معروفة بأمراض القلب، بما في ذلك أمراض الكلى المزمنة والتدخين.
كيف يحدث الشخير؟
تَحدُث هذه الحالة، أي انقطاع التنفس أثناء النوم، بسبب انسداد مجرى الهواء أثناء النوم، مما يؤدي إلى الشخير بصوتٍ عالٍ، واللهاث أثناء التنفس عند الاستيقاظ.
وتؤدي هذه الحالة إلى انقطاع التنفس بشكل متكرر أثناء النوم، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الأكسجين في الدم، وارتفاع مستويات ثاني أوكسيد الكربون، وسوء نوعية النوم، مما قد يجعل المصابين يشعرون بالتعب أثناء النهار.
إذاً، هل الشخير يعني بالضرورة حدوث السَّكتات الدماغية؟
لم تتمكن الدراسات من إثبات أن انقطاع التنفس أثناء النوم، المسبّب للشخير، يسبّب النوبات القلبية والسكتات الدماغية بشكل قاطِع، لأنها أظهَرت ارتباطاً إحصائيًّا بين الأمرَين، إنما لم تظهر أن هناك سبَبًا ونتيجة بينهما، لكنّ القائمين على الدراسة يعتقدون أن هناك ارتباطًا وثيقًا بينهما.
عندما تكون غير قادر على التنفس، فإن ذلك يرفع الضغط في الرئتَين حتى تستيقظ في النهاية وأنت تلهث من أجل التنفس، وهذا يضع ضغطاً على القلب، مما يسبب تمدّدا في حُجرات القلب، وهذا يمكن أن يسبّب الرجفان الأذيني.
هناك نظرية أخرى تقول بأن مستويات الأكسجين في الدم تنخفض لعشرات الثواني مما قد يؤدّي إلى الضغط على القلب، وبالتالي يؤدي إلى المضاعَفات الصحية الخطيرة.
كيف يمكن التقليل من تأثيرات انقطاع التنفس أثناء النوم؟
يمكن في بعض الأحيان تقليل خطر انقطاع التنفس أثناء النوم عن طريق تخفيض الوزن، والإقلاع عن التدخين والكحول. في الحالات الشديدة، يتم إعطاء المرضى جهازَ تنفسٍ خاصًا يُسمَّى الضغط الهوائي الإيجابي المستمر لإبقاء مجرى الهواء مفتوحاً أثناء الليل.
المصدر:
https://www.telegraph.co.uk/news/2023/08/25/snoring-sleep-apnoea-stroke-study-research/