الخوف من الموت.. أعراض معطلة لحياتي
أعاني من الخوف من الموت، وقبل فترة حبست بكائي ودموعي عند شعوري بالهلع، والآن منذ ذلك اليوم أشعر بغُصّة وحنقة وألم في حلقي ورقبتي، هل حبسي لدموعي هو سبب الخنقة والألم في الحلق؟
أهلاً وسهلاً بك عزيزتي:
أي مشاعر يتم كتمها وعدم التعبير عنها تتحول لأعراض جسمانية في أجسادنا، فنجد أشخاصًا لديهم أعراض ألم حقيقي أو إجهاد يشعرون بها فعلياً وترهقهم، بل يصارعونه؛ فهو بالفعل يعطّلهم عن الحركة التي يريدونها، ولا يجدون أي أسباب عضوية حين يقومون بعمل تحاليل وأشعة وغيره، والسبب في ذلك نفسيٌ بامتياز.
هذا النوع من الآلام يُعرف علمياً باسم الأعراض والأمراض النفسجسدية، وتظهر بشكل واضح مثلاً في الاشخاص الذين يعانون من نوبات الهلع، يتعرضون لضيق في التنفس، وشعور بالدوران والدوخة، وضربات قلب سريعة، وإحساس قوي بانسحاب في الجسد، ويشعر كأنه يوشك على الموت أو الجنون، وتعرق بارد ورعشة، إلخ، ويكرر زياراته للأطباء العضوية، ولا يجد شيئاً رغم أنه يشعر بكل ذلك فعلاً في جسمه، حتى يأتي للطبيب النفسي أخيراً إن كان لديه وعي ونضوج، أو يظل يتخبط بين التقارير والتحاليل والشيوخ والوصفات حتى يصل في النهاية للاستسلام، ويفقد من حوله الحماسة لمساعدته، أو يأتي في النهاية للمعالج، ولكن بعد أن يكون قد قطع شوطاً أجهده جسمانياً ونفسياً، وأفسد عليه حياته وزادت أعراضه، وتأثرت كذلك أعضاؤه الجسدية من تكرار تلك الإنذارات من خلالها.
وقلت ذلك كله بوضوح، قد يكون هذا مزعجًا بعض الشيء لسببين:
- أولهما: أن سنكِ الصغير هو أفضل ما تملكينه الآن، لتتمكني من تخطي تلك الأعراض التي تشير لوجود قلق زاد عن حده الطبيعي، ويحتاج جهازك النفسي أن يخفف من عبئه، فيقوم بإرسال تلك الرسائل لطلب المساعدة منك، والحمد لله هي أعراض بسيطة مع سنك الصغير، سيسهل التخلص منها تماماً بإذن الله حين تقومي بعمل جلسات نفسية، حتى تُنهي تلك المعاناة، على عكس من يأتي لنا وهو في الخمسين من عمره أو قبلها، فيحتاج لجهد ووقت ومساعدة أكبر.
- ثانيهما: هي لإفادة القراء الذين يعانون من أعراض جسدية تعود في الأصل لارتباكات نفسية، ولا يصدقون ذلك إلا بعد إهدار عمر طويل فيها، فكأني أريد أن أقول من خلال ردي عليكِ بالمصري: ”العمر مش بعزقة”، قومي وساعدي نفسكِ الآن، دمتِ بخير.