هل تعوّض التكنولوجيا الصناعية عن الأطباء
منذ بداية الثورة المسماة "الذكاء الصناعي" أو التكنولوجيا الصناعية ودخولها في عالم الطب، تغيرت أشكال الرعاية الصحية وتشخيص الأمراض بشكل كبير.
أصبحت الاختبارات الطبية والصور الإشعاعية حاجة أساسية لدى جميع المستشفيات والعيادات والمراكز الطبية، ولكن هل تقوم هذه التكنولوجيا مقام الطبيب؟
ما هي الأدوار الطبية التي يقوم بها ما يسمى بالذكاء الصناعي؟
تأثيره في طب الأسنان
لقد سبب تطور التكنولوجيا تغيرات جذرية في طب الأسنان، فقد تمكن الطبيب من تقديم العلاجات المناسبة بأوقات قياسية من خلال دخول الأشعة السينية والتصوير الشعاعي الثلاثي الأبعاد، مما جعل كل ما هو باطني في الفك يظهر بصورة مجردة واضحة قابلة للتشخيص الدقيق، وبالتالي أكثر أمناً من ناحية الأدوية والعلاجات.
لم تساعد الأشعة السينية فقط في تشخيص أطباء الأسنان لمشكلات صحة الفم، بل دخلت في التفاصيل الدقيقة، فهي قادرة على إظهار الأنسجة بكثافات معينة، أي الأنسجة الصلبة والناعمة، والتي تظهر بشكل فوري على شاشة الحاسوب دون الحاجة إلى الأفلام التي تتطلب تقنية معينة لتحليل الصور، مما يعني أيضاً المزيد من الوقت.
أدخلت التكنولوجيا إلى طب الأسنان ما أُطلق عليه اسم الماسح الضوئي الذي يقوم بمسح القوس الداخلي للأسنان من أعلى ومن أسفل، مع دقة وجودة عالية في القياسات، مما يسهّل على المريض عمليات زرع الأسنان وتركيبها دون الحاجة لتكرار المواعيد للتأكد من القياسات الداخلية، مما يجعله أكثر راحة واطمئنانًا تجاه النتيجة.
تأثيره في الكشف عن الأمراض السرطانية
يُعتبر التصوير بالرنين المغناطيسي طريقة فعالة لاكتشاف العديد من أنواع السرطان، وهي تتفوق على العديد من أنواع التصوير كالتصوير الشعاعي أو التصوير المقطعي.
كما أن استخدام صبغة التباين المعروفة بالدواء الملون يجعل الصورة أكثر وضوحاً، ويوفر معلومات أدق عن الأورام، كما أنه يساهم في تحديد مرحلة السرطان، ما يساعد الأطباء على دراسة الخيارات المتاحة للعلاج.
يعتبر التصوير بالرنين المغناطيسي آمن وغير مؤلم، ولكن قد يشعر بعض المرضى الذين يعانون من رهاب الأماكن المغلقة بالقلق حيال هذا الإجراء، لذلك يقوم المصوّر بالدعم النفسي للمريض، أو ربما تهدئته من خلال سماع أصوات هادئة.
وقد تمَّ إجراء أبحاث دقيقة وموسعة حول ما إذا كانت المجالات المغناطيسية تشكل خطراً على صحة الإنسان، ولم يتم العثور على أي دليل يشير إلى وجود خطر، مما يعني أن هذا النوع من التصوير هو أكثرهم أماناً.
بالإضافة إلى الرنين المغناطيسي هناك تقنيات أخرى تساهم في تشخيص السرطان.
هل تعوّض التكنولوجيا الصناعية عن الأطباء؟
رغم أهميتها البالغة في تشخيص الأمراض من خلال صور الرنين المغناطيسي مثلاً، لكن القصد الأساسي منها مساعدة الطبيب للتمكن من تشخيص الأمراض بشكل أكثر دقة، وليس القصد منها أن تقوم بدور الطبيب الأساسي.
ختاماً الهدف الأساسي إقامة جدار من التعاون بين التكنولوجيا الصناعية المسماة بالذكاء الصناعي من أجل الحصول على نتائج أدق تساهم في اختيار العلاج الأنسب، ليقوم الطبيب فيما بعد بتقييم الإمكانات الصناعية بناءً على النتائج التي يراها الطبيب ويراقبها بنفسه خطوة بخطوة.