تعتبر الرعاية الصحية من الصناعات المهمة، ويساعد تطويرها في علاج العديد من الأمراض النادرة، ويرجع الفضل في ذلك بشكل رئيسي إلى التقدم التكنولوجي في القطاع الطبي، والذي مكَّن من فهم أعمق للبشرية.
تلعب التكنولوجيا دوراً مهماً في الطب من خلال إعطاء المزيد من الأفكار عن الجسم، بالإضافة إلى تطوير مجال الصحة، فوجود التكنولوجيا في التطبيقات الطبية يخلق فرصاً جديدة للمرضى، وللعاملين في المجال الطبي للعيش في بيئة أكثر استدامة، ومحاربة حتى الأمراض التي كانت مستعصية في وقت سابق. فتقنيات مثل: الذكاء الاصطناعي (AI)، والتعلم الآلي، والرعاية الافتراضية، و5G، هي مجرد أمثلة قليلة لتحسين تقنيات الرعاية الطبية.
سنوضح في هذا المقال الاتجاهات الناشئة والمتقدمة في التكنولوجيا الصحية لتحسين جودة الرعاية الصحية.
الذكاء الاصطناعي AI
قد يبدو الذكاء الاصطناعي، أو التعلم الآلي، مثل الخيال العلمي، لكنه تقنية واحدة من الأدوات العالية التقنية التي وجدت طريقها بالفعل إلى الرعاية الأولية. فمن خلال تحليل الصور الطبية، يمكن لخوارزميات الحاسوب اكتشاف بعض أنواع السرطان، ويمكنها استخدام تاريخك الطبي للتنبؤ بخطر الإصابة بحالات طبية معينة، كما يمكنها البحث عن علاجات فعالة ومعقولة التكلفة بالنسبة للمريض.
روبوتات الدردشة
روبوتات الدردشة هي برامج حاسوب تتواصل مع الأشخاص عبر رسائل نصية أو صوتية بدعم من الذكاء الاصطناعي، وتجيب عن أسئلة طبية مثل خط الممرضة الآلي، ويمكن أن تنبهك روبوتات الدردشة أيضاً عندما يحين وقت تناول الدواء، وجلسة العلاج الطبيعي، وموعد زيارة الطبيب.
وإذا اعتقد روبوت المحادثة أنك بحاجة إلى مساعدة بشرية، فيمكنه إرسال تنبيه إلى طبيبك أيضاً.
الواقع الافتراضي
قد تعتقد أن الواقع الافتراضي (VR) مجرد ألعاب فيديو، لكن طلاب الطب والصيدلة يستخدمونهت لتعلم كثير من الحالات والإجراءات قبل تطبيقها على الإنسان، كما أن الأطباء يستخدمون محاكاة الواقع الافتراضي لتعلّم إجراء العمليات الجراحية وإجراءات أخرى. يمكن أن يساعد الواقع الافتراضي أيضاً على فهم طبيعة الحياة بالنسبة لمرضى الخرف، أو الصداع النصفي، أو غير ذلك من الحالات.
ويمكن للأطباء وصف جهاز الواقع الافتراضي الذي يستخدم تقنيات العلاج السلوكي لتخفيف آلام الظهر المزمنة، وقد يستخدمون أيضاً VR لتقليل التوتر أثناء العلاج الكيميائي أو العلاجات الأخرى.
الواقع المعزز
في الواقع المعزز، يتم دمج المعلومات الافتراضية في بيئة العالم الحقيقي، ويستخدمه الأطباء للتدريب. بدأ الجراحون أيضاً في استخدامه لإرشادهم خلال الإجراءات الصعبة، إذ يتيح ذلك لهم الوصول إلى المكان الصحيح، مع تجنب الأوعية الدموية والمناطق الأخرى التي لا يريدونها أن تتأثر.
الأدوات التقنية التي يمكن ارتداؤها أو حملها
يمكن أن تحفزك ساعتك الذكية على البقاء نشيطاً، كما تساعد أجهزة أخرى قابلة للارتداء في اكتشاف المشكلات الصحية مبكراً، من خلال مراقبة أشياء مثل:
- معدل ضربات القلب، واضطرابات النظم.
- ضغط الدم ومستوى الأكسجين.
- مشكلات في المشي والتوازن.
- درجة حرارة الجسم.
- مستويات السكر في الدم.
بعض هذه التقنيات ترسل المعلومات إلى طبيبك عادة عبر الهاتف. وتعتبر هذه الأجهزة جزءاً مما يسمى إنترنت الأشياء (IoT)، وهي مجموعة من الأجهزة الرقمية المتصلة التي تجمع البيانات وتشاركها وتخزنها.
أجهزة مراقبة الجلوكوز المستمرة (CGMs)
ربما تكون هذه الأجهزة أشهر أنواع الأجهزة الطبية القابلة للارتداء، فهي تتعقب مستويات السكر في الدم، وإذا كنت مصاباً بداء السكري، فهذا يعني أنه يمكنك فحص مستويات السكر في الدم على هاتفك الذكي، دون استخدام الإبر ووخز الإصبع. كما تنبهك هذه الأجهزة لوجود مشكلة على مدار الساعة، وتعمل بتنسيق مع مضخة الإنسولين إذا كان لديك واحدة منها.
ويمكنك أيضاً مشاركة البيانات مع الأطباء والأشخاص المقربين منك، والاطلاع على البيانات بمرور الوقت، باستخدام المخططات والرسوم البيانية.
الكبسولات الذكية
الكبسولات الذكية هي أجهزة صغيرة تبتلعها مثل كبسولة دواء، وبعضها أدوية فعلية، وبعضها الآخر عبارة عن أجهزة تشخيصية.
يتم ابتلاع أجهزة الاستشعار القابلة للهضم، أو التصوير، أو الرقائق الدقيقة لالتقاط المعلومات. يمكن من خلالها المساعدة في تشخيص مشكلات الجهاز الهضمي، أو قياس درجة الحرارة، أو معرفة مقدار الحمض في المعدة، كما تبين أيضاً إذا كنت تتناول أدويتك كما ينبغي. يقول الخبراء إن هذه الأقراص ستكون سائدة في المستقبل وشائعة.
الأسرّة الذكية
يستخدِم السريرُ الطبي الإلكتروني تقنياتٍ مختلفةً لمساعدتك على البقاء مرتاحاً وآمناً. تكتشف هذه الأسرّة نقاط الضغط على أجزاء الجسم المختلفة لتمنع الإصابة بقروح الفراش إذا كان عليك البقاء في السرير لفترة طويلة. كما أن هذه الأسرّة تراقب العلامات الحيوية مثل التنفس، ودرجة الحرارة، ونبض القلب.
الجراحة الروبوتية
يمكن للجراحين بمساعدة الروبوتات العمل بمزيد من الدقة والتحكم، إذ يستخدمون كاميرات دقيقة خاصة للحصول على رؤية ثلاثية الأبعاد أثناء تحكمهم في الروبوت عن طريق الحاسوب. ويمكن أن تكون العملية الجراحية أقل عمقاً واتساعاً، وذلك بفضل أذرع الروبوت، التي يمكن أن تدخل إلى الجسم من خلال شقوق صغيرة.
والجراحة الروبوتية معناها:
- مضاعفات أقل.
- ألم أقل.
- شفاء أسرع.
ويستخدم الجراحون الروبوتات في عديد من العمليات الجراحية الشائعة، مثل: استئصال المرارة، واستئصال البروستات، وإصلاح الفتق، واستبدال مفصل الورك.
السجلات الصحية الإلكترونية (EHRs)
عندما تكون سجلاتك الطبية متاحة إلكترونياً، يتيح ذلك لأطبائك الوصول السريع إلى معلوماتك، ويساعدهم ذلك في تنسيق رعايتك الطبية، وتجنب الأخطاء، ومشاركة التحديثات معك، ومع بعضهم البعض.
كما تخضع السجلات الصحية الإلكترونية لحماية الخصوصية والضمانات الأمنية، ويمكن أن يؤدي استخدام تطبيق الذكاء الاصطناعي -الذي يحتوي على بيانات السجلات الصحية الإلكترونية- من قبل العديد من المرضى إلى تشخيص وعلاج أفضل.
تقنية سلسلة الكتل (Blockchain)
تقوم العديد من أجهزة الحاسوب بتسجيل المعاملات، وتكون كل كتلة من البيانات مرتبطة أو متسلسلة بالتي قبلها بأساليب لا يمكن تغييرها. بدأت هذه التقنية بالعملات المشفرة، وتساعد في مجال الرعاية الصحية على تسجيل البيانات، وإرسالها بشكل آمن في السجلات الصحية الإلكترونية، وتحمي المعلومات التي تأتي من الأجهزة القابلة للارتداء، كما يمكن استخدام هذه التقنية في تتبع تفشي الأمراض.
الطباعة الثلاثية الأبعاد
يمكن للطابعات الثلاثية الأبعاد أن تصنع الأجهزة والمعدات الطبية، مثل تيجان الأسنان، والمفاصل البديلة التي تتناسب تماماً مع جسمك، وقد تم استخدامها لطباعة الأدوية في الصيغ والجرعات المتخصصة. وفي المستقبل قد تكون هذه الطابعات قادرة على الجمع بين العديد من الأدوية في حبة واحدة.
ويأمل الباحثون أن تتمكن الطابعات الحيوية الثلاثية الأبعاد في المستقبل من طباعة ترقيع الجلد الحي، والأنسجة، أو الأعضاء البديلة الأخرى.
المصادر:
https://knowhow.distrelec.com/medical-healthcare/top-10-healthcare-technology-trends/