ليس من المستغرب أن تواجه صعوبة في التعامل مع مشاريع العمل داخلك منزلك، والتي تتطلب تركيزك الكامل لإتمامها. ولمساعدتك على التركيز، يقول الخبراء إنك تحتاج أولاً إلى تحديد ما يعيقك ويشتت تركيزك. فيما يلي ستة أسباب شائعة تعيق التركيز وتشتته، وما يمكنك القيام به لتجنب تلك المعيقات.
1. تعدد المهام
يتوهّم البعض بأن القيام بأكثر من مهمة في نفس الوقت يوفر الوقت، ولكن ما يحدث هو العكس تمامًا، وهذا ما ثبت في دراسة نشرت في مجلة علم النفس التجريبي بعنوان: الإدراك البشري والأداء، فقد أجرى باحثون من جامعة ميشيغان اختبارات على أشخاص عملوا على حل مسائل الرياضيات وتصنيف الأشكال الهندسية في نفس الوقت، وقد وجد الباحثون أن الأشخاص الأكثر إضاعة للوقت هم الذين لجؤوا للتبديل بين المهمات للقيام بحل أكثر من مسألة في نفس الوقت. ووجدوا أيضًا أنه عندما تكون المهمات أكثر تعقيدًا أو غير مألوفة للأشخاص فإن القيام بها بهذه الطريقة كانت تستغرق وقتًا أطول لإنجازها، وبالتالي إضاعة وقت أكبر.
فإن كنت من الأشخاص الذين يلجؤون لإنجاز مهمات متعددة في نفس اللحظة، فالحل أن تمزج بين مهمتَين لا يعيق القيام بإحداهما إنجازَ الأخرى. فربما من الجيد التحدث على الهاتف أثناء طي الغسيل، على سبيل المثال، ولكن ليس أثناء عملك في مهمة صعبة، أو ذات أولوية عالية، مثل التحدث على الهاتف أثناء تدقيق تقرير ما.
2. الملل
يمكن للمهمات المملة أن تستنزف قدرتك على التركيز، وتجعلك أكثر عرضة للملهيات، فعندما تشعر بالملل يمكن لأي شيء آخر أن يكون أكثر جاذبية مما تفعله. لذا، ننصحك بأن تمنح نفسك القليل من المكافآت، مثل القهوة، أو وجبة خفيفة للحفاظ على تركيزك في المهمة الموكلة إليك، ومن الجيد أيضًا تحديد فترات راحة، كأن تمشي لمدة 10 دقائق في الخارج، لكي تتاح لك فرصة لإعادة شحن طاقتك للرجوع وأداء المهمة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الملل هو إحدى الحالات التي قد تكون فيها طريقة تعدد المهمات في صالحك، فغالبًا ما يكون تعدد المهمات مفيدًا عندما تفعل شيئًا مملًا للغاية، ولكن بشرط ألا يؤثر على أدائك. على سبيل المثال، إذا كنت تواجه صعوبة في التركيز في غسل الأطباق أو طي الغسيل أو القيام بأعمال المنزل، فإن الاستماع إلى الراديو أو التحدث إلى صديق في نفس الوقت قد يحفزك ويحسن أداءك.
3. المشتِّتات العقلية
عندما تشعر بالقلق بشأن المال، وتحاول أن تتذكر ما إذا كنت قد تناولت أدويتك، وتعيد سرد محادثة في رأسك لم تكن أصلًا موجودة، فمن الصعب أن تستمر في تركيزك على مهمّة تحاول إنجازها.
هذه الأنواع من المشتِّتات الموجودة في رأسك لها تأثير قويٌّ على أدائك. وللتخلص من هذه الأفكار المزعجة جرّب أن تكتبها بسرعة، فهذه طريقة مهمّة للتنفيس عن إحباطك.
طريقة أخرى، هي تخصيص وقت للتحدث عن أي مشكلة تواجهك مع شخص تثق به، فإذا كان لديك مستمع داعم جيد، فيمكن أن يساعدك ذلك في التخلص من بعض التوتر الذي قد يعيقك عن إنجاز مهمّاتك، كما يمكن أن يساعدك التأمل في تعلم إدارة الأفكار المشتِّتة، حتى لا تجذب انتباهك بقوة، ولتكتشف عن طريقه كيفية إعادة تركيز الانتباه، ووضعه في المكان الذي تريده.
4. المُلهيات الرقمية
غالبًا ما نشعر أننا بحاجة إلى الرد على بريد إلكتروني، أو رسالة نصية، أو رسالة فورية، أو بريد صوتي بمجرد استلامه، لكننا نقترح رسم بعض الحدود فيما يخص ذلك، كي لا ندع التكنولوجيا تتحكم بنا.
اقْتطِعْ فترات زمنية يمكنك فيها التركيز على عملك دون مقاطعة إلكترونية، وحاول تفقد بريدك الإلكتروني في أوقات محددة كل يوم، وليس باستمرار طوال اليوم، ولا تسمح للإشعارات بأن تصلك طيلة الوقت. وقد يساعد أيضًا تغيير المكان وأخذ الحاسوب الخاص بك إلى مكان آخر، تعلم أنه لن يكون لديك فيه وصول للإنترنت لبضع ساعات، وذلك بهدف إنجاز المهمة أو المشروع الموكل إليك.
5. التعب
تظهر العديد من الدراسات أن قلة النوم تضعف الانتباه، وتضعف الذاكرة قصيرة المدى، وكذلك الوظائف العقلية الأخرى. وتختلف احتياجات النوم بين الأشخاص وفقًا لأعمارهم، فمعظم البالغين ينامون بشكل أفضل من سبع إلى تسع ساعات ليلاً. وقد أفادت الدراسات أن الحصول على سبع ساعات من النوم على الأقل سيحسّن تركيزك خلال اليوم.
حاوِلْ أيضًا جدولة المهمات التي تحتاج إلى مزيد من التركيز خلال أوقات اليوم التي تشعر فيها بأكبر قدر من اليقظة، وننصحك باستكشاف ومعرفة الأوقات التي يكون فيها تركيزك في أوْجِه.
6. الآثار الجانبية للأدوية وغيرها من حالات صحية
إذا كانت مشكلات التركيز لديك تعيق قدرتك على العمل في بيئة عملك، أو في المنزل، أو إذا كنت تلاحظ أيضًا أعراضًا جسدية، مثل زيادة الوزن أو الأرق، فاستشر طبيبك، فقد ينجم ضعف التركيز عن حالات صحية مثل:
- اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
- توقف التنفس أثناء النوم.
- الاكتئاب.
- فقر الدم.
- أمراض الغدة الدرقية.
كما قد تتسبب بعض الأدوية في التأثير على التركيز كأثر جانبي لها، مثل تلك المستخدمة لعلاج:
- الاكتئاب.
- الصرع.
- عدوى الإنفلونزا.
المصادر:
https://www.webmd.com/add-adhd/ss/slideshow-top-concentration-killers
https://www.webmd.com/balance/features/top-concentration-killers
