يُعرف الفصال العظمي والتهاب المفاصل الروماتويدي (الروماتيزم) بأنهما نوعان من مجموعة أمراض تصيب المفاصل تُعرف مجتمعة بالتهاب المفاصل، ولكن هناك اختلافات عديدة بين المرضَين لا بد من معرفتها للتفريق بينهما للحصول على العلاج الأمثل.
يكمن الفرق الرئيسي بين الفصال العظمي والروماتيزم في مسبب المرض، إذ ينشأ الفصال العظمي من التلف والبلى الميكانيكي الذي يصيب الغضاريف في المفاصل مع الحركة، بينما يُعد الروماتيزم من أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم جهاز المناعة أنسجة في المفاصل، ويتسبب بأضرار فيها. يختلف المرضان في أمور عديدة أخرى مثل الأعراض والعلاج، ونبين فيما يلي أبرز هذه الاختلافات، ولكن أولاً: ما وجه التشابه؟
كيف يتشابه الفصال العظمي والروماتيزم؟
ينتمي المرضان كما ذكرنا إلى مجموعة أمراض التهاب المفاصل، وهما يسببان قدراً كبيراً من الألم في المفاصل المصابة، ويتشابهان في بعض الأعراض أيضاً، مثل تيبس المفاصل وتورمها، ويسبب المرضان أيضاً التهاباً في المفاصل، ولكن بالطبع فإن الالتهاب المرافق للروماتيزم أشد بكثير.
كيف يختلف الفصال العظمي والروماتيزم؟
يُعد الفصال العظمي أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعاً، وهو يختلف عن الروماتيزم في العديد من الجوانب منها:
- العمر
يمكن أن تبدأ أعراض الروماتيزم بالظهور في أي وقت من العمر، بينما يبدأ الفصال العظمي عادة في مراحل متقدمة من العمر.
- سرعة ظهور الأعراض
تبدأ أعراض الروماتيزم بالظهور سريعاً نسبياً، وتتطور في غضون أسابيع أو أشهر، بينما يتطور الفصال العظمي بشكل بطيء على مدى سنوات.
- نمط المفاصل المصابة
يصيب الروماتيزم عدة مفاصل صغيرة وكبيرة على كلا جانبي الجسم، مثل كلتا اليدين أو الرسغين أو المرفقين أو القدمين، في حين تتطور أعراض الفصال العظمي عادة لتصيب مجموعة صغيرة من المفاصل على أحد جانبي الجسم، مثل مفاصل اليد، أو المفاصل التي تحمل وزن الجسم كالركبة والعمود الفقري والورك.
- مدة تيبس المفاصل صباحاً
يسبب المرضان تيبسًا في المفاصل عند الاستيقاظ من النوم، ولكن التيبس في الروماتيزم يمتد لأكثر من ساعة، ولكنه لا يحدث عادة إلا بعد النوم، أو بعد فترة طويلة من عدم الحركة، بينما يستمر التيبس صباحاً في الفصال العظمي أقل من ساعة، ولكنه قد يعود في آخر النهار، أو بعد ممارسة نشاط بدني.
- وجود أعراض تؤثر في كامل الجسم
يرافق الروماتيزم عادة أعراضٌ تؤثر في أجزاء أخرى من الجسم، وقد يسبب أيضاً الشعور بالتعب والإرهاق، وشعوراً عاماً بالمرض وحتى الحمى، في حين لا يرافق الفصالَ العظمي أعراضٌ غير تلك المؤثرة في المفاصل المصابة.
- العلاج
تتشابه الكثير من العلاجات المستخدمة بين المرضين في الحد من الألم، ولكن الاختلاف الجوهري هنا هو أن الروماتيزم قد يعالج أحياناً بالأدوية المثبطة للمناعة، وذلك للحد من الالتهاب في المفاصل الناجم عن مهاجمة جهاز المناعة لها.
أيهما أسوأ: الفصال العظمي أم الروماتيزم؟
لا يمكن تحديد أي المرضين أسوأ، فكلاهما يؤثر على المريض بشكل المختلف، ولكن عادة ما يصعب توقع تطور الروماتيزم، بينما يكون تطور الفصال العظمي متوقعاً إلى حدٍ ما وبطيئًا، ولكنه قد يؤدي إلى إعاقة سير الحياة الطبيعي كالروماتيزم. يكون الفصال العظمي محصوراً في بعض مفاصل الجسم، بينما يؤثر الروماتيزم في مفاصل أكثر، وقد يؤثر أيضاً في أعضاء أخرى من الجسم لا علاقة في المفاصل.
هل يمكن الإصابة بهما معاً؟
بسبب الاختلاف الكبير بين مسببات المرضين الرئيسية فإن الإصابة بالروماتيزم والفصال العظمي في الوقت ذاته ممكنة، ويكمن التحدي في هذه الحالة في التشخيص الصحيح، وتلقي العلاج المناسب لكل منهما.
المصدر:
