مرض التصلب العصبي المتعدد هو مرض مناعي يقوم فيه الجهاز المناعي بإتلاف الجهاز العصبي المركزي للجسم (CNS)، ويتسبب ذلك في انقطاع إشارات التواصل بين الخلايا العصبية أولًا داخل الدماغ، وثانيًا انقطاع التواصل بين الدماغ وباقي أجزاء الجسم.
تؤدي الإصابة بمرض التصلب المتعدد لظهور أعراض مختلفة تشمل على الآتي:
- الألم.
- التعب.
- الخدر.
- تغيرات الحالة المزاجية.
- مشكلات الذاكرة.
- تشويش الرؤية، وربما العمى المؤقت أو الدائم.
- الشلل في بعض أطراف الجسم، وصعوبة متزايدة في الحركة.
تختلف أعراض مرض التصلب المتعدد من شخص لآخر، ويمكن أن تتراوح من أعراض مؤقتة فقط إلى أعراض مزمنة. تظهر الأبحاث بعض الفوائد المحتملة للصيام المتقطع للمصابين بالتصلب العصبي المتعدد. وكذلك مخاطره عليهم، وموانع القيام به، نذكرها في هذا المقال:
الصيام ومرض التصلب المتعدد
التصلب المتعدد هو مرض التهابي مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي. يهاجم فيه الجهاز المناعي للجسم غمد المايلين (myelin sheath)، وهو عبارة عن مادة دهنية تحيط بالمحور العصبي لبعض الخلايا العصبية (العصبونات)، وتكون بمثابة طبقة عازلة لوصول الإشارات من وإلى الدماغ، وهذا بدوره يسبب الالتهاب. يؤدي الالتهاب المستمر وتدهور الجهاز العصبي المركزي إلى تحفيز تطور المرض وظهور الأعراض التي ذكرناها سابقًا وتفاقمها مع الزمن. يقترح بعض الباحثين أن الصيام قد يعمل على تغير بكتيريا الأمعاء لدى الأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد .وهذا بدوره قد يقلل الالتهاب، وقد يقلل أو يوقف استجابة الجسم المناعية الزائدة التي تتلف الجهاز العصبي المركزي.
البحث العلمي في الصيام ومرض التصلب اللويحي
تم إجراء معظم الدراسات التي تبحث في تأثيرات الصيام على مرض التصلب العصبي المتعدد على حيوانات التجربة (الفئران). وخلص الباحثون إلى أنه لا توجد بيانات كافية متاحة لاستخلاص استنتاجات نهائية حول تأثير الصيام على صحة الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد. ومع ذلك، يبدو أن هناك نتائج مبدئية تشير أن الصيام المتقطع قد يكون علاجًا تكميليًا آمنًا لمرض التصلب المتعدد.
بحثت دراسة في تأثير الصيام المتقطع على الوظيفة الإدراكية، والتأثيرات المحتملة على التقليل والوقاية من اضطرابات الدماغ وتطورها، بما في ذلك مرض التصلب العصبي المتعدد، في كل من الحيوانات والبشر. وخلص الباحثون إلى أن الدراسات السريرية تظهر فوائد الصيام المتقطع لمرضى التصلب المتعدد على تطور المرض وأعراضه.
في حين أن هذه الدراسات تبدو مبشرة، فلا تزال هناك حاجة لدراسات إضافية تشمل عدداً أكبر، وتكون مدتها الزمنية طويلة ومجربة على البشر في هذا المجال، قبل أن يتم الاعتراف بالصيام المتقطع كعلاج تكميلي مفيد للأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد.
مخاطر وموانع الصيام المتقطع
تبدو فوائد الصيام المتقطع كثيرة، ولكنه لا يخلو من المخاطر والموانع. تشمل الآثار الجانبية المحتملة للصيام على الآتي:
- الإحساس بالجوع.
- الضعف العام.
- الجفاف.
- الصداع.
- الدوخة.
- التعب.
- صعوبة في التركيز.
- تغيرات في المزاج.
- انخفاض سكر الدم.
- انخفاض ضغط دم.
لا ينصح بالصيام المتقطع عند:
- الحوامل.
- المرضعات.
- كبار السن.
- الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة باضطرابات الأكل.
- الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة.
يجب على مرضى السكري استشارة الطبيب المختص قبل القيام بالصيام المتقطع، لأنه قد يكون خطيرًا عليهم بسبب زيادة فرصة حدوث انخفاض السكر في الدم.
كما يجب على الأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد استشارة الطبيب المختص أو اختصاصي التغذية قبل البدء في الصيام المتقطع لمناقشة أي مخاوف وآثار جانبية محتملة، وكذلك للتأكد من تلبية جميع الاحتياجات الغذائية من فيتامينات وعناصر.
نهايةً، يمكن أن يحمل مرض التصلب العصبي المتعدد في طياته الكثير من الألم الجسدي والنفسي. تعدّ الدراسات المبكرة والصغيرة حول الصيام المتقطع أنه ربما يفيد كعلاج تكميلي للأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد، والبحث مازال جاريًا.
في غضون ذلك، ننصحك بالاستمرار في المتابعة مع الطبيب المختص لضمان أفضل خطة علاج لك. تحدث دائمًا مع الطبيب المختص الخاص بك أو اختصاصي التغذية قبل البدء في خطة نظام غذائي جديدة، بما في ذلك الصيام المتقطع.
المصادر: