أطلقت تسمية (ويبل) نسبة للجراح آلن ويبل Allen Whippleِ والذي أجرى عمليته سنة 1935 في أمريكا، وتُعدّ عملية ويبل واحدة من أكبر وأطول العمليات الجراحية في البطن والجهاز الهضمي، حيث يتم فيها استئصال رأس البنكرياس والجزء الأول من الاثني عشر والحويصلة المرارية وجزء من القنوات المرارية. تجرى عملية ويبل غالباً في سياق علاج أورام البنكرياس أو الأمعاء الدقيقة أو القنوات المرارية. وقد يحتاج الجراح لإزالة جزء من المعدة والاثني عشر بشكل كامل مع العقد الليمفاوية المحيطة بها في الحالات الأكثر خطورة.
لماذا نقوم بعمل تلك العملية الجراحية الكبيرة التي نستأصل بها كل هذه الأنسجة من الجسم؟
سرطان البنكرياس من أكثر الأورام خطورة، والتي تنخفض فيها نسبة الشفاء، بل وفرصة البقاء على قيد الحياة لمدة تزيد عن خمس سنوات، حيث إن سرطان البنكرياس يحتل المركز الرابع من أسباب وفاة مرضى السرطان والأورام.
وتنحصر فرص النجاة من سرطان البنكرياس في حوالي 12٪ من المصابين، في مقابل أن الخضوع لتلك العملية الجراحية يزيد من نسبة البقاء على قيد الحياة لفترة أطول بنسبة 25٪، علاوة على أن جراحة ويبل تعتبر الأمل الوحيد للشفاء من سرطان البنكرياس.
ما الحالات التي نقوم فيها بإجراء عملية ويبل؟
- سرطان رأس البنكرياس.
- كيسات البنكرياس.
- أورام البنكرياس.
- التهاب البنكرياس المزمن.
- سرطان أمبولي في منطقة دخول القناة الصفراوية الجامعة إلى الأمعاء.
- سرطان القناة الصفراوية الجامعة.
- أورام الغدد الصم العصبية في البنكرياس.
- سرطان الأمعاء الدقيقة في منطقة الاثني عشر.
- إصابة البنكرياس أو الأمعاء الدقيقة برضوض شديدة.
- أورام أو اضطرابات أخرى تشمل البنكرياس أو الاثني عشر أو القنوات الصفراوية.
ما الحالات التي لا ينصح فيها بإجراء عملية ويبل؟
- وجود أورام ثانوية منتشرة.
- انتشار الورم إلى الوريد الأجوف السفلي.
- انتشار الورم إلى الشريان الأبهر (الشريان الأورطي).
- انسداد بعض الشرايين والأوردة في البطن، والتي لا يمكن إصلاحها، مثل الشريان المساريقي، أو الوريد البابي.
الآن بعد تواجد الورم في البنكرياس وفي ظل وجود فرصة للاستفادة من عملية ويبل، تعالوا بنا نتعرف على الذي يجب أن نفعله قبل العملية الجراحية، وما الذي يحدث أثناءها، وما الذي يجب علينا أن نحذر منه ونهتم به بعد خضوعنا للجراحة.
ما الذي يجب عليّ فعله قبل الخضوع لهذه العملية الجراحية؟
هناك بعض التحضيرات المعتادة للتدخلات الجراحية خاصة الكبرى، ولكن عند الحديث عن عملية "ويبل" هناك بعض الأمور التي قد تؤخذ أيضاً بعين الاعتبار مثل: الحفاظ على عادات غذائية تزيد من الوزن قبل العملية، وبعض التمرينات التي تزيد من قوة عضلات البطن، وتقلل من المضاعفات التي قد تحدث بعد الجراحة، ولكن هناك بعض التحضيرات الأخرى مثل:
- إجراء بعض التحاليل الطبية، والتي قد تكون أكثر أهمية وعدداً من العمليات الجراحية العادية الأخرى.
- التعرف على الأدوية التي يتعاطاها المريض، لأن بعضها يجب أن يتوقف، أو يتم ضبط جرعاته قبل الجراحة بأيام.
- ضبط أدوية السكر وضغط الدم المرتفع وأمراض القلب وغيرها من الأدوية التي قد يتعاطاها المريض.
- زيارة طبيب التخدير، وإخباره بكل التفاصيل الصحية الخاصة بك.
- قد تكون هناك حاجة لاستشارة طبيب مختص بجراحة الأوعية الدموية.
هل الجراحة المفتوحة أم المنظار أفضل لعملية ويبل؟
يمكن إجراء عملية ويبل بطريقة الجراحة المفتوحة، أو بالمنظار. ورغم امتيازات العملية الجراحية عن طريق المنظار، والتي يتم فيها فتح ثقوب صغيرة في البطن مع خسارة كميات أقل من الدم، ووقت أقل في الجراحة، ووقت أقل للتماثل للشفاء، ومضاعفات أقل عند الجراحين الماهرين، فإن أغلب الجراحين يفضلون عملها عن طريق الجراحة المفتوحة؛ نظراً لاحتمالية حدوث مضاعفات تحتّم على الجراح إجراء جراحة مفتوحة بعد البدء في استخدام المنظار، وهذا الاحتمال ليس بقليل نظراً لتعدد الأماكن التي قد يتوجب استئصالها، مما قد يعرض المريض لوقت أكثر من المعتاد لتلك الجراحة، فيزيد تعرضه للتخدير، ويزيد تعرضه أيضًا لأخطار أكبر.
ما الذي يحدث داخل غرفة العمليات أثناء عملية ويبل؟
بعد الحصول على التخدير الكلي يتم تعقيم جلد البطن، وفتح البطن بشكل طولي أو عرضي تحت القفص الصدري من الناحيتين في الجراحة المفتوحة، أو يتم عمل عدة فتحات صغيرة في البطن في حالة استخدام المنظار.
يتم استئصال رأس البنكرياس ثم الاثني عشر، وبعد ذلك الحويصلة المرارية وجزء من القناة الصفراوية الجامعة.
ما الوقت الذي تستغرقه هذه العملية عادة؟
بين 6-12 ساعة، والتي تتفاوت طبقاً لحالة المريض، والإمكانات المتاحة، ومهارة الطبيب، وانتشار الورم، ومقدار الالتهابات والالتصاقات بين الأجزاء التي سوف تتم إزالتها والأجزاء التي حولها.
ما الذي يحدث بعد الجراحة؟
- يتم نقل بعض المرضى بشكل مباشر إلى غرفة الرعاية المركزة ليبقى فيها المريض بضعة أيام، خاصة المرضى المعرضين للخطورة أكثر من غيرهم. أما أغلب المرضى فينقلون بشكل مباشر إلى الغرف العادية، ويتم تواجدهم في المستشفى لعدد من الأيام وفقاً لحالة المريض العامة ووضع الجراحة، وما يستدعيه من متابعة عن قرب من قبل الطاقم الطبي.
- يرسل كل ما يتم استئصاله بعد الجراحة إلى معمل الباثولوجي، حيث يتم تحليلها، والتأكد من أن الورم قد تمت إزالته بشكل كامل.
متى يمكنني العودة لحياتي الطبيعية بعد عملية ويبل؟
من المتوقع أن يعود المريض إلى ممارسة حياته الطبيعية بعد حوالي 4-6 أسابيع بعد العملية الجراحية، وقد تطول المدة بعض الشيء بحسب حالة المريض العامة قبل الجراحة، ومدى تعقيد العملية الجراحية نفسها.
ما المضاعفات التي قد تحدث لي إذا خضعت لعملية ويبل؟
أي تدخل جراحي مهما صغُر أو كبُر، فمن المحتمل أن ينتج عنه بعض المضاعفات، لكن المضاعفات المحتملة لعملية ويبل هي:
- مرض السكري، والذي قد يكون مؤقتًا أو دائمًا، لأن البنكرياس مسؤول عن إفراز الهرمونات المسؤولة بشكل مباشر عن التعامل مع السكريات والنشويات في الجسم.
- حدوث ناسور بين الأمعاء والبنكرياس والجلد.
- حدوث تسرب من الأمعاء.
- النزيف.
- حدوث عدوى في الجرح أو داخل البطن، والذي قد يؤدي لتكوّن خراج.
- صعوبة هضم بعض الأطعمة.
- فقدان الوزن.
- إمساك.
ما علامات الخطر التي قد تحدث أثناء إقامتي في المستشفى أو بعد عودتي للمنزل، والتي تجعلني أتواصل بشكل طارئ مع الطبيب؟
- آلام شديدة غير محتملة في البطن لا يتم تسكينها بالمسكنات العادية.
- تحجر البطن.
- ارتفاع في درجة الحرارة.
- قيء متكرر.
- احمرار وتورم أو نزول صديد من مكان الجروح.
- حدوث فتح في الغرز الجراحية خاصة في الأيام الأولى بعد العملية الجراحية.
هل هناك أدوية لازمة بعد العملية الجراحية؟
قد يحتاج المريض لتناول العلاج الكيماوي الذي قد يمنع تكرار الإصابة بالورم مرة أخرى. خضوعنا لجراحةٍ ما يجعلنا أمام العديد من الخيارات التي قد تساعدنا في التماثل للشفاء، لكن هناك بعض الخسائر المحتملة التي قد تحدث لنا، ولا بد من تقدير المكاسب التي سنحصل عليها، والخسائر التي قد تكون قليلة مقابل مقدار النجاة التي قد تتحقق من هذا التدخل الجراحي.
المصدر: