اكتئاب وغيرة وضعف شخصية.. ما السبب؟
أعاني من الاكتئاب والغيرة الزائدة والمرض النفسي وضعف الشخصية.. فما السبب؟
عزيزتي؛
لا أخفي عنك اندهاشي من كمية التشخيصات النفسية التي تقولينها عن نفسك، فليس كل ما نمر به من معاناة يرقى لدرجة المرض، ولا ما نشعر به من مشاعر يكون مرضا، ولكن قد تلاحظين بعض التصرفات التي تشعرك بأن هناك أمرا ما يحتاج لمراجعة أو قد تجدين فعلاً ما يحتاج للجوء لمتخصص يساعدك في تجاوز ما يزعجك، فالمزاج ليس هو الشعور. لذلك، الاكتئاب يحتاج لتشخيص من متخصص يعرف الأعراض ويعرف متى تتحول لمرض بعد استمرارها لمدة معينة وتفاصيل أخرى، منها مثلاً أن المزاج الحزين أو الذي لا يرى شيئا جيدا أو الحياة ليس لها طعم يكون اكتئابا اذا استمر بمدة معينة، ولكن الاكتئاب كله قد يكون هو نفسه جزءا من أمر آخر هو الأهم والذي إذا تم تغييره يذهب الاكتئاب.
لذلك، سيكون دوماً الأهم هو ملاحظة تصرفاتك ومشاعرك والتعرف على ما يحركها بالأصل، فقد تجدين الغيرة التي وصفتها بأنها زائدة ليست لأنك إنسان غير طبيعي أو سيئ؛ ولكن مثلاً؛ لأنك تفتقدين بشدة للاهتمام والثقة في حب الغير لك، فيكون تغيير ذلك هو الحل وليس البقاء مع سوء الغيرة، والضعف مثلاً كيف ترينه ومتى ومع من ولماذا تتصرفين كما تقولين بضعف؟ فغالباً سيكون لوجود خوف من المواجهة بسبب الخوف من الخسارة للشخص الذي أمامك، أو الخوف من مزيد من التجريح والوحدة أو غيرها من الأسباب الحقيقية والتي تحتاج لتعهد، إلخ.
أما لماذا أنت هكذا، فالأسباب متنوعة ومتضافرة في نفس الوقت، فهي ترتبط بالجينات الموروثة من الوالدين أو الدائرة التي تليها كالأعمام والأخوال والأجداد في الغالب الأعم، وكذلك نوع البيئة النفسية التي تعيشين فيها هل تشبعك، هل مريحة، هل فيها تحققين نفسك أم لا؟ وكذلك الخبرات التي مررت بها سواء تذكرها أو لا خلال أعوامك الثمانية عشر من علاقات أو تجارب مع الأصدقاء الزملاء المدرسين الأهل، إلخ، وكذلك مدى وجود مناخ داعم لك حولك.
لذلك، البداية: ستكون بأن تحترمي ما تشعرين به دون قسوة، فأصعب وأسوأ شيء هو أن تغضبي من نفسك، أو لا تحترميها؛ لتتمكني من الوصول لحل حقيقي للأسباب الحقيقية، وهنا أقترح عليك أن تتواصلي مع متخصص نفسي ماهر يقوم بالعلاج النفسي أكثر أو مع العلاج الدوائي إن لزم الأمر؛ لتحيي حياة تستحق أن تُعاش، هيا ابدأي يا صديقتي فعمرك الآن من أعظم مميزات سرعة التغيير الدائم فلا تترددي.