في ديسمبر 2021، نُشرت دراسة إحصائية بشكلِ متابعة استمرت 6 سنوات لأشخاص استخدموا دواء الفياغرا (سيلدنافيل) لتحسين الانتصاب، ومقارنتهم بأشخاص لا يستخدمون هذا الدواء. وجدت الدراسة أن الذين استخدموا هذا الدواء كان احتمال ظهور مرض ألزهايمر، أو الخَرف المبكر لديهم أقل بنحو 69 بالمائة من الذين لم يتناولوا هذا الدواء.
تستخدم هذه أدوية الفياغرا وأمثاله (سياليس، تادالافيل) عادة لتحسين الانتصاب عند الرجال، وكذلك في علاج ارتفاع الضغط الرئوي، لأنها توسع الأوعية الدموية. ووجد أنها تحفز نمو بعض الخلايا العصبية، وتقلل تراكم بروتينات ضارة في الدماغ (بروتين الأميلويد وبروتين تاو) التي تترافق مع حدوث بعض الأمراض العصبية، مثل الخَرف وألزهايمر وداء باركينسون.
أظهرت هذه الدراسة أن استخدام دواء الفياغرا كان أفضل في تقليل حدوث الخرف وداء ألزهايمر من استخدام أدوية أخرى مثل لوسارتان (مخفض للضغط)، وميتفورمين (مخفض للسكر)، وديلتيازم (مخفض للضغط)، وأماريل (مخفض للسكر). ركزت المقارنة في هذه الدراسة على المصابين بارتفاع ضغط الدم أو الداء السكري. ذكرت الدراسة آنذاك ضرورة القيام بدراسات مستقبلية مقارنة للتأكد من هذه الاستنتاجات.
دراسات مخبرية تجريبية
أظهرت دراسات سابقة على الفئران والقوارض أن أدوية الفياغرا والسياليس تحسن الذاكرة ووظائف التعلم، وتزيد من نشاط التواصل بين الخلايا العصبية، وتقلل تراكم بروتين الأميلويد في الدماغ.
دراسة مقارنة جديدة
في أكتوبر 2022، نشرت دراسة إحصائية جديدة تحت اسم دريم Dream، تمت فيها دراسة حدوث الخَرف وداء ألزهايمر عند المصابين بارتفاع الضغط الرئوي لدى المرضى الذين استخدموا أدوية فياغرا (سيلدنافيل)، أو سياليس (سيلدانافيل)، مقارنة بمن لم يستخدموا هذه الأدوية.
في هذه الدراسة الجديدة على مدى 11 سنة، تمت مقارنة 2888 مريضاً مصاباً بارتفاع الضغط الرئوي ويتناولون أدوية الفياغرا أو السياليس، بنظرائهم من المصابين بارتفاع الضغط الرئوي ويتناولون أدوية غيرها. بلغ عدد أفراد مجموعة المقارنة 2888 مريضاً أيضاً. كان متوسط أعمار المصابين 74 سنة، منهم 69 بالمائة من النساء.
ما هي نتائج الدراسة الجديدة؟
أجريت المقارنة باتباع أربع طرق مختلفة في التقييم، كما درس تأثير دواء الفياغرا مخبرياً في نماذج خلايا مزروعة لدراسة داء ألزهايمر.
لم يُظهِر استخدام أدوية الفياغرا أو السياليس فرقاً إحصائياً مهماً في احتمال حدوث الخَرف أو داء ألزهايمر بين المجموعتَين. كما لم يثبت أن هذه الأدوية قد عالجت أو صححت الاضطرابات الحيوية المرتبطة بداء ألزهايمر في الخلايا المزروعة.
ما هي الدروس المستفادة من هذه الدراسات؟
- ما زالت نتائج الدراسات الإحصائية، التي تعتمد على مقارنة بيانات مسجلة سابقاً لهذه الحالات المرضية، متناقضة، ولم تثبت قطعاً فائدة أدوية ضعف الانتصاب (فياغرا وسياليس) في الوقاية من الخَرف وداء ألزهايمر.
- يجب الحذر كثيراً من قبول نتائج الدراسات الإحصائية التي تتم على بيانات تم تسجيلها سابقاً لأغراض مختلفة غير موضوع الدراسة، وذلك بسبب احتمال وجود عوامل أخرى كثيرة جانبية لا تتعلق بالحالة المدروسة.
- يجب أن تعتبر نتائج الدراسات الإحصائية بمثابة ملاحظات، أو إشارات لاحتمال وجود علاقة، يجب أن تدرس بشكل مركز بدراسة مستقبلية يتم تخطيطها لكشف مدى صحة أو خطأ هذه الملاحظة الإحصائية. فمثلاً، كانت نتائج الدراستَين المذكورتَين في هذه المقالة متناقضة، ربما لأن بيانات الدراسة الأولى كانت لمرضى مصابين بارتفاع الضغط الشرياني أو داء السكري، بينما كانت بيانات الدراسة الثانية لمرضى مصابين بارتفاع الضغط الرئوي، وربما كانت هنالك اختلافات حيوية كثيرة بين هاتَين المجموعتَين من المرضى، وربما كانت هذه الاختلافات الحيوية هي السبب في اختلاف النتائج، وليس الأدوية المدروسة.
المصادر
Can Viagra Prevent Alzheimer's? | MedPage Today
Can Erectile Dysfunction Drugs Reduce Dementia Risk? | MedPage Today