وفاة والدي جعلتني أعيش صدمة وفاة أمي مجدداً.. ساعدوني

عزيزتي،

أنا أشاركك في مشاعر الفقد هذه حيث توفي والدي منذ سنوات، ثم والدتي من حوالى أكثر من شهر، ولعلنا في الحزن نأتنس معاً، والحقيقة أن:

• أول مرحلة من مراحل الصدمة تكون الإنكار، وهي ببساطة عدم تصديق أن ما حدث قد حدث، ونظل في تلك الفترة نقول لأنفسنا أنه قد سافر، أو غائب لفترة ثم يعود، إلخ.
• ثم تأتي المرحلة الثانية حيث ترتفع فيها وطأة الحزن والتساؤلات، وربما الغضب، وبعض مشاعر الذنب.
• ثم ننتقل إلى المرحلة الثالثة، حيث يستوعب الإنسان أن ما حدث بالفعل قد حدث، ويبدأ بممارسة القبول لما حدث، ويبدأ باستعادة الطاقة والحماسة والانخراط في الحياة بحلوها ومرّها، وحين يمرّ على الحزن يمرّ عليه دون مرارة أو حزن يصل لدرجة المعاناة.
• وبعدها ينتقل الإنسان إلى مرحلة القدرة على المضي قدماً بكل إمكاناته وطاقته وأمله وأحلامه مع علمه بوجود هذا الفقد، لكن دون أدنى مرارة، بل قد يأتنس في تلك المرحلة بذكريات حلوة فيضحك منها، أو برأي سابق لمن فقده يساعده في القادم من حياته، ويكون منخرطاً بصدق في الحياة بنضج يجعله يقبل الموت مع الحياة لأنهما معاً طوال الوقت بداخله، وفي كل لحظة في الحياة لأنهما توأمان لا يترك أحدهما الآخر.

ولقد اكتشفت مع خبرة التعلم أننا حين نقبل موتنا نحن شخصياً، يكون هذا القبول المرور الكبير لقبول موت أي شخص آخر مهما عظمت مكانته في قلوبنا، ويكون الحزن معقولاً تجاه فراق الأحباب؛ لأننا نعلم كذلك أنهم لن يختفوا اختفاءً صفرياً أو للأبد؛ فسنلقاهم من جديد على خير بإذن الله. لذا، أقترح عليكِ وعلى نفسي ان نأخذ وقتنا الطبيعي في هضم الحزن والقرب من الفقد بالمرور بتلك المراحل حتى نجتازه فعلاً بشكل صحي آمن.