وجد العلماء أن تحقيق التوازن بين وظائف أعضاء الجسم والجهاز العصبي من خلال الممارسات الجسدية يمكن أن يساعدنا في الأوقات الصعبة.
تحفل الحياة بالكثير من الحوادث، فهذه سيارة تنحرف فجأة نحو سيارتك على الطريق السريع، أو لا تجد مفاتيحك ومحفظتك، أو تفقد أوراقاً مهمة من مكتبك. هذه الكوارث الصغيرة تؤدي لاندفاع الأدرينالين الذي يساعد في إعداد جسمك من أجل "القتال أو الهروب"، وهذا الميكانيزم هو وسيلة دفاعنا الطبيعية ضد الأخطار المحتملة، ولكن إذا تعرض جسمك للأدرينالين مقابل كل شيء خاطئ في الحياة، فإن هذا يفقدك قدرتك على التأقلم، مما يجعل التعافي من مثل هذه الانتكاسات المستقبلية أكثر صعوبة.
ولكن لحسن الحظ، من الممكن تقوية الذكاء الجسدي الخاص بالجسم؛ ما يجعله أكثر قدرة على الاستجابة السريعة، والتخلص من أي شعور بالتهديد لسلامتك.
اقــرأ أيضاً
* ما هو الذكاء الجسدي؟
أن تفهم كيف يستجيب جسمك للخطر، وتستخدم هذه المعرفة لدعم جسمك أثناء مرورك بمصاعب حياتك، والتي عادة لا تخلو من بعض المحن على الأقل.
* ممارسات جسدية مهمة
من أجل دعم معلوماتنا الجسدية الطبيعية بشكل أفضل، نحن بحاجة إلى تهدئة نظامنا العصبي من خلال الممارسات الجسدية التي ترتكز على إدراك أدمغتنا واستجاباتنا للخطر، وتعيننا على الحفاظ على الشعور بالأمان، وعندما نتقن بعض هذه التقنيات، نكون مستعدين لمزيد من التكيف والتعلم والنمو.
1. التنفس
التنفس يعني أنك على قيد الحياة، وكل استنشاق تقوم به ينشط الجهاز العصبي السمبثاوي قليلاً، في حين أن كل زفير يؤدي إلى تنشيط الفرع الباراسمبثاوي بعض الشيء، وهذا يعني أن أنفاسك تمر بدورات طبيعية لتنشيطك وتهدئتك.
يمكننا عن قصد استخدام هذا الإيقاع للتنفس بلطف والخروج لتنظيم بشكل نظامنا العصبي، ببساطة توقف للحظة وركز انتباهك على تنفسك، ولاحظ أي جزء يكون من الأسهل عليك أن تشعر بأنفاسك تتدفق إلى الداخل والخارج.. أنفك.. حلقك.. صعود وهبوط صدرك وبطنك، اسمح لنفسك أن تشعر بالامتنان على النفس الذي يحافظ على حياتك.
2. التنهد بعمق
التنهد العميق هو الطريقة الطبيعية لجسمك ودماغك ليتحررا من التوتر، وإعادة ضبط جهازك العصبي، وببساطة خذ شهيقا عميقا، واتبعه بزفير عميق، واجعل الزفير أطول، وقد أظهرت الدراسات أن التنهد العميق يعيد النظام العصبي اللاإرادي من حالة فرط نشاط الجهاز العصبي السمبثاوي إلى حالة النشاط المتوازن للجهاز العصبي الباراسمبثاوي.
وحتى عندما تصبح الأمور أكثر تعقيدًا، يمكنك أن تتنهد لتحويل القلق والتوتر إلى حالة من الارتياح والاسترخاء، وبالتالي تعزيز فرصك في الرؤية بوضوح، والاستجابة بحكمة لما يحدث.
اقــرأ أيضاً
3. اللمس
يعمل اللمس على تهدئة النظام العصبي واستعادة الشعور بالسلامة والثقة، إذ تعمل قوة اللمسة الآمنة والحارة على تنشيط إفراز هرمون الأوكسيتوسين، والذي يولد مشاعر طيبة في الجسم، وهذا الهرمون هو الترياق المباشر والفوري لهرمون الإجهاد الكورتيزول.
الأوكسيتوسين هو واحد من المواد الكيميائية العصبية التي تفرز من الجزء في المخ الذي يدعم التواصل الاجتماعي (Social Engagement System)، ولأن الوجود في حضور الآخرين أمر بالغ الأهمية لرفاهيتنا وسلامتنا، فقد وفرت الطبيعة هذا النظام لتشجيعنا على التواصل مع الآخرين، وهذا هو السبب في أن اللمس إلى جانب القرب الجسدي والاتصال بالعينين، يستحضر شعورًا مدهشًا من الطمأنينة بأن "كل شيء على ما يرام، أنت بخير".
4. اليد على القلب
أظهرت الأبحاث أن وضع يدك على قلبك والتنفس بلطف يمكن أن يهدئ عقلك وجسمك، كما أن تجربة أحاسيس اللمس مع إنسان آمِن آخر، وحتى مع تذكّر ذكريات تلك اللحظات، يمكن أن يحفز إطلاق الأوكسيتوسين، ما يؤدي للشعور بالأمان والثقة، وهذه الممارسة تجمع بين فوائد التنفس واللمس، وتضيف لها ذكريات الشعور بالأمان مع شخص آخر، وإليك كيفية القيام بذلك:
- ضع يدك على قلبك
تنفس بلطف، وبهدوء، وعمق في منطقة قلبك، ويمكن - إذا كنت ترغب في ذلك - أن تتخيل أنك تتنفس الراحة أو السلامة أو الخير في مركز قلبك.
- تذكر لحظة واحدة
لحظة واحدة فقط شعرت فيها بالأمان والحب والاعتزاز من قبل إنسان آخر، ولا تحاول تذكر العلاقة بأكملها، لحظة واحدة فقط تكفي، ويمكن أن يكون ذلك مع شريك، أو طفل، أو صديق، أو معالج نفسي، أو معلم؛ ويمكن أن يكون مع شخصية روحية، كما أن تذكر لحظة حب مع حيوان أليف يمكن أن تعمل جيدًا أيضًا.
- دع نفسك تستمتع بمشاعر تلك اللحظة
دع نفسك تبقى مع هذه المشاعر لمدة 20 إلى 30 ثانية، ولاحظ أي إحساس عميق بالسهولة والسلامة.
كرر هذه الممارسة عدة مرات في اليوم في البداية، لتقوية الدوائر العصبية التي تتذكر هذا النمط، ثم قم بممارسة هذا التمرين كلما واجهت أول إشارات الانزعاج، مما سيمكنك من التراجع من أي رد فعل عاطفي صعب قبل أن يختطفك.
اقــرأ أيضاً
5. الحركة
في أي وقت تقوم فيه بنقل جسمك وتحويل وضعك، فأنت تقوم بتحويل وظائف أعضاء جسمك، والذي بدوره يغير من نشاط جهازك العصبي، لذلك، يمكنك استخدام الحركة لتحويل عواطفك ومزاجك.
على سبيل المثال، إذا كنت تشعر بالخوف أو العصبية، فإن اتخاذك لوضع عكس ذلك؛ مثل وضع يديك على الوركين ونفخ صدرك بثقة ورفع رأسك، سيجعلك تشعر بمزيد من الثقة، ويمكن لليوغا أن تزيد من ثقتك بنفسك أيضًا.
لذا، إذا كنت تعاني من أي حالة من الخوف، أو الغضب، أو الحزن، أو الاشمئزاز، حاول تغيير وضعك، ودع جسمك ينتقل إلى وضع يعبر عن الحالة العاطفية التي ترغب في تطويرها في نفسك لمواجهة ما تشعر به، ولقد وجدت أن العمل مع عملائي على هذه التقنية قد يؤدي في بعض الأحيان إلى تحويل شيء ما لديهم، حيث يكتشفون أن لديهم بالفعل وسائل داخل أنفسهم للتعامل مع هذه المشاعر الصعبة.
هذه الأساليب يمكنك استخدامها لتوليد مزيد من الهدوء في جسمك، واستعادة التوازن الفيسيولوجي الطبيعي الخاص بك، والوصول إلى شعور أعمق بالسلامة والرفاهية التي تمهد عقلك ليكون أكثر مرونة وتكيفاً، ومن خلال ممارسة هذه الأدوات، لن تتعامل بشكل أفضل مع أي اضطراب أو كارثة، وستجد نفسك مع الوقت شخص قادر على التأقلم، وهذا الشعور بالقدرة على تهدئة نفسك بعد النكسات هو بداية تطوير المرونة الحقيقية.
تحفل الحياة بالكثير من الحوادث، فهذه سيارة تنحرف فجأة نحو سيارتك على الطريق السريع، أو لا تجد مفاتيحك ومحفظتك، أو تفقد أوراقاً مهمة من مكتبك. هذه الكوارث الصغيرة تؤدي لاندفاع الأدرينالين الذي يساعد في إعداد جسمك من أجل "القتال أو الهروب"، وهذا الميكانيزم هو وسيلة دفاعنا الطبيعية ضد الأخطار المحتملة، ولكن إذا تعرض جسمك للأدرينالين مقابل كل شيء خاطئ في الحياة، فإن هذا يفقدك قدرتك على التأقلم، مما يجعل التعافي من مثل هذه الانتكاسات المستقبلية أكثر صعوبة.
ولكن لحسن الحظ، من الممكن تقوية الذكاء الجسدي الخاص بالجسم؛ ما يجعله أكثر قدرة على الاستجابة السريعة، والتخلص من أي شعور بالتهديد لسلامتك.
* ما هو الذكاء الجسدي؟
أن تفهم كيف يستجيب جسمك للخطر، وتستخدم هذه المعرفة لدعم جسمك أثناء مرورك بمصاعب حياتك، والتي عادة لا تخلو من بعض المحن على الأقل.
* ممارسات جسدية مهمة
من أجل دعم معلوماتنا الجسدية الطبيعية بشكل أفضل، نحن بحاجة إلى تهدئة نظامنا العصبي من خلال الممارسات الجسدية التي ترتكز على إدراك أدمغتنا واستجاباتنا للخطر، وتعيننا على الحفاظ على الشعور بالأمان، وعندما نتقن بعض هذه التقنيات، نكون مستعدين لمزيد من التكيف والتعلم والنمو.
1. التنفس
التنفس يعني أنك على قيد الحياة، وكل استنشاق تقوم به ينشط الجهاز العصبي السمبثاوي قليلاً، في حين أن كل زفير يؤدي إلى تنشيط الفرع الباراسمبثاوي بعض الشيء، وهذا يعني أن أنفاسك تمر بدورات طبيعية لتنشيطك وتهدئتك.
يمكننا عن قصد استخدام هذا الإيقاع للتنفس بلطف والخروج لتنظيم بشكل نظامنا العصبي، ببساطة توقف للحظة وركز انتباهك على تنفسك، ولاحظ أي جزء يكون من الأسهل عليك أن تشعر بأنفاسك تتدفق إلى الداخل والخارج.. أنفك.. حلقك.. صعود وهبوط صدرك وبطنك، اسمح لنفسك أن تشعر بالامتنان على النفس الذي يحافظ على حياتك.
2. التنهد بعمق
التنهد العميق هو الطريقة الطبيعية لجسمك ودماغك ليتحررا من التوتر، وإعادة ضبط جهازك العصبي، وببساطة خذ شهيقا عميقا، واتبعه بزفير عميق، واجعل الزفير أطول، وقد أظهرت الدراسات أن التنهد العميق يعيد النظام العصبي اللاإرادي من حالة فرط نشاط الجهاز العصبي السمبثاوي إلى حالة النشاط المتوازن للجهاز العصبي الباراسمبثاوي.
وحتى عندما تصبح الأمور أكثر تعقيدًا، يمكنك أن تتنهد لتحويل القلق والتوتر إلى حالة من الارتياح والاسترخاء، وبالتالي تعزيز فرصك في الرؤية بوضوح، والاستجابة بحكمة لما يحدث.
3. اللمس
يعمل اللمس على تهدئة النظام العصبي واستعادة الشعور بالسلامة والثقة، إذ تعمل قوة اللمسة الآمنة والحارة على تنشيط إفراز هرمون الأوكسيتوسين، والذي يولد مشاعر طيبة في الجسم، وهذا الهرمون هو الترياق المباشر والفوري لهرمون الإجهاد الكورتيزول.
الأوكسيتوسين هو واحد من المواد الكيميائية العصبية التي تفرز من الجزء في المخ الذي يدعم التواصل الاجتماعي (Social Engagement System)، ولأن الوجود في حضور الآخرين أمر بالغ الأهمية لرفاهيتنا وسلامتنا، فقد وفرت الطبيعة هذا النظام لتشجيعنا على التواصل مع الآخرين، وهذا هو السبب في أن اللمس إلى جانب القرب الجسدي والاتصال بالعينين، يستحضر شعورًا مدهشًا من الطمأنينة بأن "كل شيء على ما يرام، أنت بخير".
4. اليد على القلب
أظهرت الأبحاث أن وضع يدك على قلبك والتنفس بلطف يمكن أن يهدئ عقلك وجسمك، كما أن تجربة أحاسيس اللمس مع إنسان آمِن آخر، وحتى مع تذكّر ذكريات تلك اللحظات، يمكن أن يحفز إطلاق الأوكسيتوسين، ما يؤدي للشعور بالأمان والثقة، وهذه الممارسة تجمع بين فوائد التنفس واللمس، وتضيف لها ذكريات الشعور بالأمان مع شخص آخر، وإليك كيفية القيام بذلك:
- ضع يدك على قلبك
تنفس بلطف، وبهدوء، وعمق في منطقة قلبك، ويمكن - إذا كنت ترغب في ذلك - أن تتخيل أنك تتنفس الراحة أو السلامة أو الخير في مركز قلبك.
- تذكر لحظة واحدة
لحظة واحدة فقط شعرت فيها بالأمان والحب والاعتزاز من قبل إنسان آخر، ولا تحاول تذكر العلاقة بأكملها، لحظة واحدة فقط تكفي، ويمكن أن يكون ذلك مع شريك، أو طفل، أو صديق، أو معالج نفسي، أو معلم؛ ويمكن أن يكون مع شخصية روحية، كما أن تذكر لحظة حب مع حيوان أليف يمكن أن تعمل جيدًا أيضًا.
- دع نفسك تستمتع بمشاعر تلك اللحظة
دع نفسك تبقى مع هذه المشاعر لمدة 20 إلى 30 ثانية، ولاحظ أي إحساس عميق بالسهولة والسلامة.
كرر هذه الممارسة عدة مرات في اليوم في البداية، لتقوية الدوائر العصبية التي تتذكر هذا النمط، ثم قم بممارسة هذا التمرين كلما واجهت أول إشارات الانزعاج، مما سيمكنك من التراجع من أي رد فعل عاطفي صعب قبل أن يختطفك.
5. الحركة
في أي وقت تقوم فيه بنقل جسمك وتحويل وضعك، فأنت تقوم بتحويل وظائف أعضاء جسمك، والذي بدوره يغير من نشاط جهازك العصبي، لذلك، يمكنك استخدام الحركة لتحويل عواطفك ومزاجك.
على سبيل المثال، إذا كنت تشعر بالخوف أو العصبية، فإن اتخاذك لوضع عكس ذلك؛ مثل وضع يديك على الوركين ونفخ صدرك بثقة ورفع رأسك، سيجعلك تشعر بمزيد من الثقة، ويمكن لليوغا أن تزيد من ثقتك بنفسك أيضًا.
لذا، إذا كنت تعاني من أي حالة من الخوف، أو الغضب، أو الحزن، أو الاشمئزاز، حاول تغيير وضعك، ودع جسمك ينتقل إلى وضع يعبر عن الحالة العاطفية التي ترغب في تطويرها في نفسك لمواجهة ما تشعر به، ولقد وجدت أن العمل مع عملائي على هذه التقنية قد يؤدي في بعض الأحيان إلى تحويل شيء ما لديهم، حيث يكتشفون أن لديهم بالفعل وسائل داخل أنفسهم للتعامل مع هذه المشاعر الصعبة.
هذه الأساليب يمكنك استخدامها لتوليد مزيد من الهدوء في جسمك، واستعادة التوازن الفيسيولوجي الطبيعي الخاص بك، والوصول إلى شعور أعمق بالسلامة والرفاهية التي تمهد عقلك ليكون أكثر مرونة وتكيفاً، ومن خلال ممارسة هذه الأدوات، لن تتعامل بشكل أفضل مع أي اضطراب أو كارثة، وستجد نفسك مع الوقت شخص قادر على التأقلم، وهذا الشعور بالقدرة على تهدئة نفسك بعد النكسات هو بداية تطوير المرونة الحقيقية.