الدراسة:
صرح الدكتور جيانبينغ تونغ المشرف على الدراسة من مستشفى Xiangya في الصين: "أن هذه النتائج التي توصلنا إليها توفر استراتيجية وقائية بسيطة وغير مكلفة وفعالة للآثار الجانبية المرتبطة بالعلاج الكيميائي، بما في ذلك ضعف الإدراك". وأشار إلى أن "هذه هي أول دراسة تظهر أن مكملات البروبيوتيك أثناء العلاج الكيميائي يمكن أن تمنع ضعف الدماغ المرتبط بالعلاج الكيميائي". ونُشرت النتائج في المجلة الأوروبية للسرطان.
وشارك في الدراسة 159 مريضة بسرطان الثدي من المرحلة الأولى إلى الثالثة، وكان علاجهن يتطلب الخضوع للعلاج الكيميائي المساعد بين عامي 2018 و2019. وتم اختيار المريضات بشكل عشوائي لتلقي نظام من ثلاث كبسولات مرتين يوميًا، تحتوي إما على البروبيوتيك أو علاجا وهميا أثناء خضوعهن للعلاج الكيميائي.
وقد احتوت كبسولة البروبيوتيك التي سُمّيت بيفيكو (BIFICO) على 210 مغم من كل من البكتيريا النافعة التالية:
- بيفيدوباكتريم لونكوم Bifidobacterium longum.
- عصيات اللبنية الحمضية Lactobacillus acidophilus.
- المكورات المعوية Enterococcus faecalis.
وقال تونغ "إن التحسن في الأعراض التي شوهدت لدى مريضات سرطان الثدي اللواتي تناولن البروبيوتيك تجاوز توقعاتنا، وهذا قد تكون له آثار طويلة المدى للوقاية من ضعف الإدراك والتنكس العصبي للمرضى بعد العلاج الكيميائي". وأضاف "لا تحتاج المريضات إلى تناول البروبيوتيك باستمرار، ولكن من الأفضل تناوله بشكل متقطع".
من جهتها، قالت الدكتورة ميلاني سيكيريس، رئيسة الأبحاث الكندية : "إن التحسن في الذاكرة كان ملحوظا، وهو ما حظي باهتمام خاص، لأن إحدى مناطق الدماغ التي تشارك بشكل حاسم وكبير في معالجة الذاكرة طويلة المد، وهي الحُصين the hippocampus، معروفة بحساسيتها الشديدة للتسمم العصبي الناجم عن العلاج الكيميائي".
وأضافت: "إن النتائج التي توصل إليها البحث هي أن العلاج بالبروبيوتيك المعطى جنبًا إلى جنب مع العلاج الكيميائي كان كافيا، ولو بصورة جزئية، للحماية من اضطرابات الذاكرة لدى هؤلاء المريضات".
نسبة التحسن
عادة ما تبلغ مريضات سرطان الثدي عن عجز في الذاكرة والانتباه والمهارات التنفيذية ومهارات سرعة المعالجة أثناء فترة خضوعهن للعلاج الكيميائي. وسميت هذه الأعراض مجتمعة بالدماغ الكيميائي. أيضا، أفادت حوالي 35% من المريضات بوجود آثار طويلة المدى على الذاكرة بعد العلاج الكيميائي.
وفي هذه الدراسة، قام تونج وزملاؤه بتقييم الحالة الإدراكية والمعرفية للمريضات، عن طريق بعض الاختبارات، قبل يوم واحد فقط من بدء العلاج الكيميائي، ثم إعادة تقييم الحالة بعد مرور 21 يومًا من انتهاء آخر جلسة للعلاج الكيميائي.
وأفاد الفريق أنه بعد تعديل العوامل المربكة، وبعد مرور 21 يوما من انتهاء آخر جلسة للعلاج الكيميائي، كان:
- حدوث الأعراض المرتبطة بالدماغ الكيميائي في المجموعة التي تناولت البروبيوتيك بنسبة 35% مقابل 81% في المجموعة التي لم تتناول البروبيوتيك.
- معدل الضعف الإدراكي المعتدل أقل في مجموعة البروبيوتيك بنسبة 29% مقابل 52% في المجموعة التي تناولت علاجا وهميا.
- لوحظ تحسن في المجموعة التي تناولت البروبيوتيك في معظم المجالات النفسية العصبية الأخرى، بما في ذلك الذاكرة اللفظية الآنية والذاكرة البصرية المكانية المتأخرة والتداخل البصري المكاني والطلاقة اللفظية.
- التحسن الذي حصل عند المجموعة التي تناولت البروبيوتيك كان موجودا، بغض النظر عن نوع العلاج الكيميائي الذي تم تلقيه والأدوية الأخرى التي استخدمت.
- على الرغم من أن الدماغ الكيميائي يحدث بصورة أكثر شيوعا لدى مريضات سرطان الثدي المسنات أو اللواتي يعانين من السمنة أو زيادة الوزن، ومع ذلك، فقد لوحظ التحسن في مجموعة البروبيوتيك بغض النظر عن تلك العوامل.
- ارتبط العلاج بالبروبيوتيك أيضًا بانخفاض نسبة الغلوكوز في الدم وانخفاض البروتين الدهني منخفض الكثافة مقارنة بمجموعة العلاج الوهمي، بينما لم تكن هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعات قبل العلاج الكيميائي.
- نسبة القيء أو الإمساك الشديد لدى المجموعة التي تناولت مكملات البروبيوتيك كانت أقل بكثير من مجموعة العلاج الوهمي.
ما آلية عمل البروبيوتيك بالنسبة لمريضات سرطان الثدي؟
يعتقد المؤلفون أن الفوائد المحتملة للبروبيوتيك ناتجة عن قدرتها على إعادة التوازن للبكتيريا المعوية النافعة بعد أن يقضي عليها العلاج الكيميائي. وأظهر المزيد من التحليل أن مكملات البروبيوتيك تعدل مستويات تسعة نواتج أيضية في البلازما لدى مرضى سرطان الثدي، وقد تكون هذه النواتج (بما في ذلك p-mentha-1،8-dien-7-ol) عوامل مساهمة في منع الدماغ الكيميائي.
فوائد أخرى لتناول مكملات البروبيوتيك تتجاوز سرطان الثدي
أظهرت تجربة لاحقة أجراها تونغ وزملاؤه في أعقاب دراسة الدماغ الكيميائي، أيضًا، فوائد وقائية مماثلة مع البروبيوتيك في الوقاية من متلازمة اليد والقدم المرتبطة بالعلاج الكيميائي والتهاب الغشاء المخاطي للفم. وفي دراسة نُشرت العام الماضي، وجد فريق البحث دليلاً على أن مكملات البروبيوتيك تحمي من ضعف الإدراك لدى كبار السن بعد الجراحة.
* المصدر:
Could Probiotics Reduce 'Chemo Brain' in Breast Cancer Patients?