نشرت هيئة الغذاء والدواء الأميركية، في 26 أغسطس/ آب 2021، تحذيراً شديد اللهجة ضد استخدام دواء "إيفرمكتين" سواء للوقاية أو للعلاج من مرض كوفيد 19، وذلك بعد نشر تقارير مهمة عن حدوث حالات ضرر شديد عند من استخدموا هذا الدواء دون وصفة طبية، وتناولوا جرعات عالية منه، ما أدى لحدوث مضاعفات شديدة، مثل انخفاض الضغط والدوخة واضطراب النظر وعدم انتظام النبض وتغيم الوعي والهلوسة والاختلاجات والغياب عن الوعي، وحتى حدوث بعض حالات الوفاة.
كما سحبت مجلة طبية إحدى الدراسات التي أظهرت فائدة استخدام هذا الدواء للوقاية والعلاج من مرض كوفيد 19، ولكن أظهر تدقيق نتائج هذه الدراسة أنها غير صحيحة وتم سحبها.
حصل هؤلاء المرضى على دواء إيفرمكتين لأنه متوفر دون وصفة طبية لعلاج الطفيليات عند الحيوانات، وهذه المستحضرات البيطرية تكون عادة بجرعات كبيرة من الدواء وغير نقية تماماً وغير صالحة للاستخدام الآدمي.
* خلفيات القرار
جاء هذا التحذير بعد نحو ثمانية أشهر من إعلان جمعية التحالف الأميركية Aliance عن نتائج دراسات تظهر فوائد دواء إيفرمكتين Ivermectin في الوقاية والعلاج من الإصابة بمرض كوفيد 19 الذي يسببه فيروس كورونا الجديد، وقدمت توصياتها بهذا الشأن في جلسة علنية مع أعضاء الكونغرس الأميركي في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي.
وتتألف هذه الجمعية من أطباء مختصين بالعناية المشددة، وهم يتابعون بشكل خاص برامج ونتائج الأبحاث التي تتعلق بهذه الجائحة العالمية، وكان لهم دور أساسي في لفت انتباه الجهات الصحية إلى فائدة الكورتيزونات في علاج مرض كوفيد 19.
وتتألف هذه الجمعية من أطباء مختصين بالعناية المشددة، وهم يتابعون بشكل خاص برامج ونتائج الأبحاث التي تتعلق بهذه الجائحة العالمية، وكان لهم دور أساسي في لفت انتباه الجهات الصحية إلى فائدة الكورتيزونات في علاج مرض كوفيد 19.
* ما هو دواء إيفرمكتين Ivermectin؟
اكتشف دواء إيفرمكتين Ivermectin سنة 1975، وتم استخدامه في علاج بعض الأمراض الطفيلية عند الإنسان والحيوان منذ 1981، وأثبت هذا الدواء نجاحه في علاج الجرب والقمل وداء الفيل والديدان المعوية عند الإنسان حتى أن منظمة الصحة العالمية أدرجته ضمن لائحة الأدوية الضرورية للإنسان، كما أن مكتشفه الياباني ساتوشي أومورا Satoshi Ōmura، ومُطَوِّرَه الأميركي ويليام كامبل William Campbell حصلا على جائزة نوبل في الفيزيولوجيا والطب سنة 2015، وهو دواء رخيص الثمن وواسع الانتشار خاصة في الدول النامية والمناطق الاستوائية والمَدارية حيث تكثر الأمراض الطفيلية.لوحظت فاعلية دواء إيفرمكتين Ivermectin ضد الفيروسات منذ سنوات عديدة، وتركز انتباه الأطباء عليه من جديد بعد انتشار جائحة كوفيد 19 في كافة أرجاء العالم، وأظهرت بعض الدراسات المخبرية في استراليا وتركيا فاعليته ضد فيروس كورونا الجديد، ولكن هيئة الدواء الأميركية ومنظمة الصحة العالمية نشرت تصريحاً في شهر إبريل/ نيسان 2020 بعد دراسة النتائج الأولية لاستخدامه لمرضى كوفيد 19، بأنهم غير متأكدين من فاعلية هذا الدواء ضد فيروس كورونا الجديد، وتوقف استخدامه إلى حد كبير في أميركا ومعظم الدول الغربية، ولكن كثيراً من الدول النامية استمرت بوضعه في برامج الوقاية والعلاج من هذا الفيروس الجديد.
تابع أطباء جمعية التحالف الأميركية Aliance نتائج استخدام دواء إيفرمكتين Ivermectin في علاج الحالات التي دخلت المشافي بسبب الإصابة بمرض كوفيد 19، ولاحظوا فوائده في علاج هذه الحالات في المراحل الأولية وحتى في المراحل المتقدمة الشديدة بسبب فاعليته كمضاد للتفاعل المناعي الشديد عند الإنسان.
* استخدام دواء إيفرمكتين Ivermectin في الوقاية من فيروس كورونا الجديد وعلاجه
وفي المحاولات الحثيثة التي رافقت جائحة كورونا للبحث عن علاجات تساعد في التصدي للفيروس وعلاج آثاره القاسية على ملايين الناس، خاصة ذوي الحالات الصحية الحرجة، كان إيفرمكتين يمثل في مرحلة من المراحل أملا واعدا في المساعدة على مواجهة الوباء على مستوى الوقاية والعلاج.وكانت نتائج الدراسات حول الدواء مبشرة، حيث ذكرت جمعية التحالف الأميركية في إعلانها في ديسمبر 2020، أنها تابعت نتائج 35 دراسة عن هذا الدواء في الأرجنتين ومصر والهند وإيران وأميركا الوسطى والجنوبية، وكانت نتائجها جيدة. حيث أظهرت دراسة في الأرجنتين أن إعطاء هذا الدواء وقائياً إلى 800 من العاملين في مجال الرعاية الصحية أدى إلى عدم حدوث أي إصابة بمرض كوفيد لديهم، بينما سجلت إصابة 58% من 400 عامل صحي لم يتناولوا دواء إيفرمكتين. وفي دراسة مصرية على المخالطين في المنزل لمرضى كوفيد 19، لوحظ أن نسبة الإصابة بفيروس كورونا الجديد بلغت حوالي 60% من المخالطين الذين لم يأخذوا دواء إيفرمكتين، بينما انخفضت إلى 7.4% لدى المخالطين الذين تناولوا هذا الدواء للوقاية.
وفي دراسة هندية على العاملين الصحيين، لوحظ أن نسبة الإصابة بفيروس كورونا الجديد بلغت 60.8% لدى العاملين الذين لم يأخذوا دواء إيفرمكتين، بينما انخفضت إلى 16.4% لدى العاملين الذين تناولوا هذا الدواء للوقاية.
وفي دراسة أخرى من الأرجنتين، أعطي دواء إيفرمكتين لمدة شهر وقائياً إلى 299 شخصاً سليماً، لم يصب أي واحد منهم بهذا المرض خلال شهر الدراسة بينما أصيب به 11.2% من الذين لم يأخذوا هذا الدواء.
وفي دار للمسنين في فرنسا انتشرت جائحة لمرض الجرب فأعطي دواء إيفرمكتين للمقيمين فيه، ولوحظ أن مريضاً واحداً فقط أصيب بمرض كوفيد 19 في دار المسنين هذه، بينما بلغت نسبة الإصابة في أمثالها في المنطقة نفسها 22%.
كما نشرت نتائج لدراسات عن فائدة الدواء في علاج المراحل الأولية من الإصابة، حيث نشرت دراسة من جمهورية الدومينيكان عن 2700 مريض تم علاجهم في المستشفى لمرض كوفيد 19 باستخدام دواء إيفرمكتين بالإضافة إلى طرق علاج أخرى مثل الأوكسجين والمضادات الحيوية، ولم تحدث لديهم سوى حالة وفاة واحدة فقط.
أما في المراحل المتقدمة من المرض عندما تكون أسباب شدة المرض هي نتائج فرط النشاط المناعي في جسم المريض، فقد استخدم دواء إيفرمكتين لأكثر من 3000 مريض في 8 دراسات مختلفة أظهرت جميعها تحسناً مهماً في نتائج العلاج. أظهرت دراسة من البيرو على حالات متقدمة من المرض عند مرضى أعمارهم أكثر من 60 سنة انخفاضاً مهماً في نسبة الوفيات بعد استخدام دواء إيفرمكتين من 30% إلى أقل من 10%. وكذلك انخفضت نسبة الوفيات بشكل ملحوظ في المكسيك بعد استخدام إيفرمكتين.
لكن تحذير هيئة الغذاء والدواء الأميركية شديد اللهجة، يدعو لإيقاف ومنع استخدامه في حالات كوفيد 19 أو للوقاية منه.
استخدم هذا الدواء في الماضي لعلاج بضعة بلايين من البشر من أمراض طفيليات في مختلف أرجاء العالم. كانت الأعراض الجانبية بسيطة بشكل عام، مثل: الحكة والطفح الجلدي، كما نشرت تقارير عن بعض الأعراض العصبية خاصة إذا أعطي مع أدوية الستاتين المخفضة للكولسترول، وبعض مخفضات الضغط مثل نورفاسك، وأدوية الكورتيزون.
المصادر:
I-MASK+ Prophylaxis & Early Outpatient Treatment Protocol | FLCCC | Frontline COVID-19 Critical Care Alliance
Scientific Review of COVID-19 and MATH+ | FLCCC | Frontline COVID-19 Critical Care Alliance
HAN Archive - 00449 | Health Alert Network (HAN) (cdc.gov)
CDC Alerts Doctors After Sharp Increases in Ivermectin Use for COVID