يعتقد كثير من المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم، وكذلك كثير من الأطباء، أن جميع فئات الأدوية التي تستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم تضعف كفاءة انتصاب العضو الذكري، وربما تضعف أيضاً الرغبة الجنسية عند الرجال. فهل هذه الآراء صحيحة وتدعمها نتائج دراسات علمية موثقة؟
أجريت دراسة تجميعية واسعة نشرت نتائجها في 4 مايو 2021 في المجلة العلمية المحكمة Cardiovascular Drugs and Therapy، قامت بها مجموعة من الباحثين اليونانيين، ودرسوا نتائج 41 دراسة منشورة سابقاً عن تأثير أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم المختلفة على وظيفة انتصاب العضو الذكري في العلاقة الجنسية لدى أكثر من 8000 مريض.
واستخدمت في هذه الدراسات فئات رئيسية عديدة من أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم مثل: مثبطات بيتا (تنورمين، لوبريسور)، المدرات البولية (ثيازايد)، مثبطات ACE (كابوتين، زيستريل)، مثبطات ARB (كانديسارتان، فالسارتان)، مثبطات قنوات الكالسيوم (نورفاسك، ديلزم)... وسجلت الأعراض الجانبية التي اشتكى منها المرضى، وتمت مقارنتها بفئات من المرضى المماثلين الذين تناولوا أدوية لا تحتوي على المادة الفعالة المدروسة.
وبالتركيز على مسألة ضعف انتصاب العضو الذكري، بحثت هذه الدراسة الأخيرة عن النتائج المهمة ذات الدلالة الإحصائية المؤكدة فيها كما نشرت حتى تاريخ سبتمبر 2020.
ما هي نتائج الدراسة؟
بعد دراسة نتائج الدراسات العلمية المقارنة لم يلاحظ وجود أي فرق إحصائي مهم في كفاءة انتصاب العضو الذكري بما يرتبط باستخدام أي من فئات الأدوية المدروسة، عندما تمت مقارنتها بفئات مماثلة من المرضى الذين تناولوا الأدوية الوهمية التي لا تحتوي على المادة الدوائية الفعالة، ولم يلاحظ تأثير سلبي أو إيجابي مهم إحصائياً على قوة الانتصاب مع استخدام أي من أدوية علاج ارتفاع الضغط المدروسة.ما هي استنتاجات هذه الدراسة وتوصياتها؟
استنتجت هذه الدراسة التجميعية الحديثة أن جميع فئات أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم لا يبدو أن لها تأثيرا مهما على كفاءة انتصاب العضو الذكري، وأن هناك كثيرا من التحيز والانطباعات والأفكار المسبقة في هذه المسألة، وأن أسباب شكاية المرضى من هذه المشكلة ربما ترجع إلى أسباب نفسية، أو أسباب أخرى تتعلق بالحالة الصحية العامة أكثر مما تتعلق بالدواء المستعمل.وأوصت الدراسة بأنه يجب إجراء مزيد من الدراسات المستقبلية الخاصة لتحري هذه المسألة وتأثير أدوية الضغط على انتصاب العضو الذكري والرغبة الجنسية عند الرجال.
* المصدر:
