أشار بحث جديد من الصين إلى أن فيروس كورونا الجديد ينتشر أيضًا عن طريق البراز، إذ تحمله الأيدي الملوثة ويدخل عن طريق الفم، وليس فقط عن طريق قطرات الجهاز التنفسي أو الاتصال البيئي. ويحدث ذلك إذا لمس المصاب أي سطح قبل أن يغسل يده جيداً عقب التبرز، وتنتقل العدوى للآخرين من خلال ملامسة هذه الأسطح.
- يعاني جزء كبير من مرضى فيروس كورونا الجديد من الإسهال والغثيان والقيء ومشاكل الجهاز الهضمي قبل ظهور أعراض الجهاز التنفسي.
- يمكن الكشف عن الحمض النووي الريبي الفيروسي RNA في عينات البراز من الحالات المشتبه فيها، مما يشير إلى أن الفيروس يخرج مع البراز.
- يمكن أن تستمر العدوى بالفيروس من الجهاز الهضمي، حتى بعد إزالة الفيروس من الجهاز التنفسي.
ولاحظ الدكتور هونغ شان وزملاؤه أن الجهاز الهضمي هو بيئة ملائمة لفيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2)، موضحاً "أظهرت بياناتنا المناعية أن بروتين ACE2، الذي ثبت أنه مستقبل الخلية لـ SARS-CoV-2، يتم التعبير عنه بوفرة في الخلايا الغدية في الغشاء المبطن للقناة الهضمية، مما يعني أن خلايا الفيروس تدخل في خلايا هذه البطانة".
فحصت الدراسة 73 مريضاً تم إدخالهم إلى المستشفى لاحتمال إصابتهم بكورونا الجديد (كوفيد-19)، واختبرت في الفترة من 1 إلى 14 فبراير/ شباط 2020، وشمل الاختبار مسحات من المصل والبلعوم الأنفي والبلعوم، بالإضافة إلى عينات من البول والبراز والأنسجة.
وكانت عينة البراز إيجابية للحمض النووي لفيروس سارس-كوف-2 في 39 مريضاً (53.4%؛ 25 من الذكور و14 من الإناث)، وتراوحت أعمار المرضى الذين لديهم RNA إيجابي في البراز من 10 أشهر إلى 78 سنة، وتراوحت مدة إيجابية البراز من 1 إلى 12 يوماً، وعلاوة على ذلك، ظل البراز لـ 17 مريضاً (23.3%) إيجابياً حتى بعد اختبار عينات الجهاز التنفسي السلبية.
أفاد الباحثون أيضاً بأن مسحة من خلايا الغشاء المبطن للقناة الهضمية أظهر وجود البروتين الفيروسي في الظهارة المعوية والاثني عشر والمستقيم، ويشير الكشف الإيجابي المستمر عن الحمض النووي الريبي الفيروسي في البراز إلى أن الخلايا المعدية المعوية تفرز الفيروسات.
وعانى هؤلاء المرضى من أعراض تتعلق بالجهاز الهضمي، مثل الميل للقيء والقيء والإسهال، لذلك يوصي الباحثون بشدة بإجراء اختبار كشف الحمض النووي الفيروسي في البراز بشكل روتيني في مرضى كورونا الجديد، واستمرار عزل المرضى إذا كانت اختبارات البراز إيجابية.
وفى بحثٍ ثانٍ نشر فى نفس المجلة، لاحظ جين يينغ جو من مستشفى شينخوا بجامعة جياو تونج في شنغهاي وزملاؤه أن الأدلة من وباء سارس 2003 أظهرت أيضاً إصابة معوية ووجود فيروس في البراز من المرضى حتى بعد الخروج من المستشفى.
ومن المثير للاهتمام أن أول حالة مؤكدة لكورونا الجديد في الولايات المتحدة، والتي وقعت في ولاية واشنطن، أبلغت عن وجود يومين من الغثيان والقيء عند الدخول، متبوعاً بزيادة في حركة الأمعاء، وأثبتت الأحماض النووية الفيروسية للبراز الرخو من هذا المريض نتائج إيجابية.
ولاحظت مجموعة جو أيضاً تقارير عن إصابات خفيفة إلى متوسطة في الكبد في مرضى COVID-19، بما في ذلك ارتفاع أنزيمات الكبد، ونقص بروتينات الدم، وإطالة زمن البروثرومبين، بينما في مرض سارس 2003 كان ما يصل إلى 60 % من المرضى يعانون من ضعف الكبد، وأوصى جو وزملاؤه "بالانتباه للأعراض الهضمية الأولية لـ COVID-19 للكشف المبكر والتشخيص المبكر والعزلة المبكرة والتدخل المبكر".
- يساعد في الكشف المبكر عن الحالات وعزلها، ما يقلل من احتمالية العدوى المجتمعية.
- كما أن خروج الفيروس في البراز يعني أن عينات البراز يمكن أن تكون وسيلة أخرى للكشف عن الفيروس، وخصوصاً لو كانت عينات المسحة البلعومية سلبية.
- احتمالية انتقال الفيروس من البراز تؤكد أهمية غسل الأيدي جيداً ولمدة 20 ثانية بعد دخول الحمام، ومحاولة تجنب لمس أسطح الحمام بالأيدي الملوثة قبل غسلها، وتعقيم أسطح الحمام.. بما في ذلك مقابض الأبواب ومقابس الأنوار وقاعدة المرحاض ومقبض السيفون والصنبور والأحواض.. الخ.
- الحرص على نظافة الأطعمة، وغسل الأيدي قبل إعداد الطعام، وقبل تناوله، وغسل الفواكه والخضروات جيداً بالماء الجاري مع فركها بالأيدي لفترة كافية، وتجنب الأطعمة المطهوة في الخارج، وإن كان ولا بد فيجب تسخينها جيدأً لقتل الفيروس.
- احتمالية استمرار وجود الفيروس في البراز حتى بعد اختفائه من عينات الجهاز التنفسي قد تشير إلى أهمية إجراء عينة البراز قبل إخراج المريض من العزل.
ما زلنا نكتشف كل يوم جديداً عن فيروس كورونا الجديد، ورغم أن التأكد بالدليل القاطع من إمكانية انتقال الفيروس بالبراز لم يتم بعد، إلا أن نتائج الأبحاث التي عرضناها تشير بقوة إلى هذا الاحتمال؛ ما يتطلب مزيداً من الحرص، وتعديل الإرشادات لتوفير مزيد حماية للمصابين والمجتمع.
المصادر
Evidence for Gastrointestinal Infection of SARS-CoV-2
Faecal-oral transmission of SARS-COV-2: practical implications
COVID-19: Gastrointestinal Manifestations and Potential Fecal–Oral Transmission
* ما هي نتائج الدراسة؟
الدراسة التي قام بها فريق من الباحثين بالمستشفى التابع لجامعة صن يات صن، في تشوهاى بمقاطعة قوانغدونغ الصينية، نشرت في مجلة أمراض الجهاز الهضمي، وكانت أبرز نتائجها:- يعاني جزء كبير من مرضى فيروس كورونا الجديد من الإسهال والغثيان والقيء ومشاكل الجهاز الهضمي قبل ظهور أعراض الجهاز التنفسي.
- يمكن الكشف عن الحمض النووي الريبي الفيروسي RNA في عينات البراز من الحالات المشتبه فيها، مما يشير إلى أن الفيروس يخرج مع البراز.
- يمكن أن تستمر العدوى بالفيروس من الجهاز الهضمي، حتى بعد إزالة الفيروس من الجهاز التنفسي.
ولاحظ الدكتور هونغ شان وزملاؤه أن الجهاز الهضمي هو بيئة ملائمة لفيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2)، موضحاً "أظهرت بياناتنا المناعية أن بروتين ACE2، الذي ثبت أنه مستقبل الخلية لـ SARS-CoV-2، يتم التعبير عنه بوفرة في الخلايا الغدية في الغشاء المبطن للقناة الهضمية، مما يعني أن خلايا الفيروس تدخل في خلايا هذه البطانة".
* تفاصيل الدراسة
فحصت الدراسة 73 مريضاً تم إدخالهم إلى المستشفى لاحتمال إصابتهم بكورونا الجديد (كوفيد-19)، واختبرت في الفترة من 1 إلى 14 فبراير/ شباط 2020، وشمل الاختبار مسحات من المصل والبلعوم الأنفي والبلعوم، بالإضافة إلى عينات من البول والبراز والأنسجة.وكانت عينة البراز إيجابية للحمض النووي لفيروس سارس-كوف-2 في 39 مريضاً (53.4%؛ 25 من الذكور و14 من الإناث)، وتراوحت أعمار المرضى الذين لديهم RNA إيجابي في البراز من 10 أشهر إلى 78 سنة، وتراوحت مدة إيجابية البراز من 1 إلى 12 يوماً، وعلاوة على ذلك، ظل البراز لـ 17 مريضاً (23.3%) إيجابياً حتى بعد اختبار عينات الجهاز التنفسي السلبية.
أفاد الباحثون أيضاً بأن مسحة من خلايا الغشاء المبطن للقناة الهضمية أظهر وجود البروتين الفيروسي في الظهارة المعوية والاثني عشر والمستقيم، ويشير الكشف الإيجابي المستمر عن الحمض النووي الريبي الفيروسي في البراز إلى أن الخلايا المعدية المعوية تفرز الفيروسات.
وعانى هؤلاء المرضى من أعراض تتعلق بالجهاز الهضمي، مثل الميل للقيء والقيء والإسهال، لذلك يوصي الباحثون بشدة بإجراء اختبار كشف الحمض النووي الفيروسي في البراز بشكل روتيني في مرضى كورونا الجديد، واستمرار عزل المرضى إذا كانت اختبارات البراز إيجابية.
وفى بحثٍ ثانٍ نشر فى نفس المجلة، لاحظ جين يينغ جو من مستشفى شينخوا بجامعة جياو تونج في شنغهاي وزملاؤه أن الأدلة من وباء سارس 2003 أظهرت أيضاً إصابة معوية ووجود فيروس في البراز من المرضى حتى بعد الخروج من المستشفى.
ومن المثير للاهتمام أن أول حالة مؤكدة لكورونا الجديد في الولايات المتحدة، والتي وقعت في ولاية واشنطن، أبلغت عن وجود يومين من الغثيان والقيء عند الدخول، متبوعاً بزيادة في حركة الأمعاء، وأثبتت الأحماض النووية الفيروسية للبراز الرخو من هذا المريض نتائج إيجابية.
ولاحظت مجموعة جو أيضاً تقارير عن إصابات خفيفة إلى متوسطة في الكبد في مرضى COVID-19، بما في ذلك ارتفاع أنزيمات الكبد، ونقص بروتينات الدم، وإطالة زمن البروثرومبين، بينما في مرض سارس 2003 كان ما يصل إلى 60 % من المرضى يعانون من ضعف الكبد، وأوصى جو وزملاؤه "بالانتباه للأعراض الهضمية الأولية لـ COVID-19 للكشف المبكر والتشخيص المبكر والعزلة المبكرة والتدخل المبكر".
* تطبيقات عملية مهمة
وجود فيروس كورونا الجديد في أنسجة الجهاز الهضمي، وظهور الأعراض الهضمية أحياناً قبل ظهور الأعراض التنفسية، قد:- يساعد في الكشف المبكر عن الحالات وعزلها، ما يقلل من احتمالية العدوى المجتمعية.
- كما أن خروج الفيروس في البراز يعني أن عينات البراز يمكن أن تكون وسيلة أخرى للكشف عن الفيروس، وخصوصاً لو كانت عينات المسحة البلعومية سلبية.
- احتمالية انتقال الفيروس من البراز تؤكد أهمية غسل الأيدي جيداً ولمدة 20 ثانية بعد دخول الحمام، ومحاولة تجنب لمس أسطح الحمام بالأيدي الملوثة قبل غسلها، وتعقيم أسطح الحمام.. بما في ذلك مقابض الأبواب ومقابس الأنوار وقاعدة المرحاض ومقبض السيفون والصنبور والأحواض.. الخ.
- الحرص على نظافة الأطعمة، وغسل الأيدي قبل إعداد الطعام، وقبل تناوله، وغسل الفواكه والخضروات جيداً بالماء الجاري مع فركها بالأيدي لفترة كافية، وتجنب الأطعمة المطهوة في الخارج، وإن كان ولا بد فيجب تسخينها جيدأً لقتل الفيروس.
- احتمالية استمرار وجود الفيروس في البراز حتى بعد اختفائه من عينات الجهاز التنفسي قد تشير إلى أهمية إجراء عينة البراز قبل إخراج المريض من العزل.
* الخلاصة
ما زلنا نكتشف كل يوم جديداً عن فيروس كورونا الجديد، ورغم أن التأكد بالدليل القاطع من إمكانية انتقال الفيروس بالبراز لم يتم بعد، إلا أن نتائج الأبحاث التي عرضناها تشير بقوة إلى هذا الاحتمال؛ ما يتطلب مزيداً من الحرص، وتعديل الإرشادات لتوفير مزيد حماية للمصابين والمجتمع.المصادر
Evidence for Gastrointestinal Infection of SARS-CoV-2
Faecal-oral transmission of SARS-COV-2: practical implications
COVID-19: Gastrointestinal Manifestations and Potential Fecal–Oral Transmission