صحــــتك

15 عرضا منذرا باحتمالية وجود ورم سرطاني

الاكتشاف المبكر للسرطان
"فلان عنده المرض الخبيث.. فلان عنده لحمية في المثانة.. فلان عنده ورم".
اعتادت الثقافة العربية الهروب من كلمة "سرطان"؛ لأنها تعني عندنا الموت بنسبة تقترب من 100%، وهذا ظلم للطب الحديث بل وللسرطان نفسه.

* مرض السرطان مرض يمكن الشفاء منه
والحقيقة هي أن مرض السرطان كغيره من الأمراض؛ وهناك فرصة ليست قليلة لأن يتم التخلص منه بشكل كامل لو تم تشخيصه مبكراً، وتم علاجه بكل الطرق الحديثة المتاحة بمعرفة فريق متخصص في مركز متكامل لعلاج الأورام.

ولنلق نظرة سريعة على بعض الأرقام الهامة في هذا الموضوع
- نسبة الشفاء الكامل من سرطان الثدي تصل إلى حوالي 83%.
- نسبة الشفاء في سرطان القولون أكثر من 50%.
- حينما يتم تشخيص سرطان الرئة - وهو من أعنف السرطانات - مبكراً تبلغ نسبة الشفاء حوالي 50%، وحينما يتم تشخيصة متأخرا تكون حوالي 4% فقط.

* سرطانات مختلفة والتشخيص المبكر يحدث فرقاً كبيراً
أنواع السرطان ليست كبعضها البعض، والاكتشاف المبكر يحدث فرقاً كبيراً، لذا كان من الأهمية بمكان أن نفتح هذا الملف الهام جدا "ملف الاكتشاف المبكر"؛ لأن الثقافة العربية الطبية دائما اعتادت إما على "التهوين أو التهويل"، والبحث عن المشورة الطبية من غير أهلها مثل الأصدقاء أو الصيدليات، وسنستعرض في هذه المقالات كيفية الاكتشاف المبكر للسرطان.

وسيكون ذلك من خلال محورين:
- أولهما أهم الأعراض التي قد تكون الإنذار الأول لوجود سرطان خفي.
- الثاني أهم الفحوص والمتابعات الدورية التي ينصح الطب الحديث بإجرائها للاكتشاف المبكر للسرطان، والتي ترتبط بعمر المريض أو استعداده الوراثي أو حتى البيئي.

* الإنذار الأول للسرطان
وفي هذه المقالة الأولى سنستعرض الأعراض الهامة المشتركة بين السرطان والأسباب الحميده،
ومن المتفق عليه طبياً أن كلمة السر في تشخيص السرطان هي كلمة متزايد أو بالإنجليزية progressive، ويمثل هذا السيناريو الذي أسرده الآن؛ والذي يحدث كثيراً "حالة سرطانية متكررة":
"مريض يشكو من إمساك أو قيء أو التهاب مزمن أو حتى كحة، ويبدأ في أخذ علاج بمعرفته أو بنصيحة صديق غير متخصص، وتستمر شكوى المريض بدون تحسن بل تزداد، وتستمر الأعراض لأوقات أكثر، وقد تستغرق هذه الحالة شهورا حتى يذهب المريض لأول طبيب يراه، والذي غالباً يعطيه علاجاً بسيطاً للكحة أو الإمساك، ويطلب بعض الفحوص البسيطة، والتي عادة ما يقوم المريض بعملها على التراخي، وعند عملها بعد عدة أشهر من بداية الشكوى تحدث المفاجأة، ويتم اكتشاف السرطان بعد عدة شهور ذهبية نكون قد أضعنا فيها فرصة الشفاء، وجعلنا السرطان ينتقل من مرحلة الشفاء الكامل الممكن إلى مرحلة اللا شفاء، وتصبح التدخلات الجراحية أو العلاجية تهدف فقط لتخلص جزئي أو تسكين للألم أو تقليل المضاعفات".

* هل كل عرض متزايد هو سرطان؟
هذه القصة قد توحي أن كل عرض متزايد سببه هو السرطان، ولكن هذه الفرضية ليست صحيحة، ولكننا يجب مع كل عرض متزايد لا يستجيب للعلاج أن نضع السرطان كسبب، ولو باحتمال بسيط؛ ثم نجري الفحوصات اللازمة لاستبعاد هذه الاحتمالية.

* أعراض قد تكون الإنذار الأول
ولنعط أمثلة لبعض الأعراض التي قد تكون أول إنذار لوجود "سرطان"؛ والتي تتشابه مع امراض أخرى غير سرطانية، ومنها:
1- الإمساك
حدوث إمساك حديث أو مزمن خاصة عند كبار السن يتزايد بشكل واضح - خاصة لو مصحوبا بنزيف شرجي - يحتاج لمناظرة الطبيب، وإجراء بعض الفحوصات مثل منظار القولون أو البحث عن "دم خفي" في البراز.

2- القيء المتكرر
هناك بعض الأماكن التي قد يصعب تشخيص السرطان فيها مبكراً مثل المعدة نظرا لطبيعتها التشريحية، ويكون أول "عرض" هو القيء المتكرر، والذي قد يرتبط بالأكل والشرب.

3- صعوبة في البلع
هناك أسباب كثيرة ومتعددة المصدر لصعوبة البلع إلا أن حدوث صعوبة البلع بشكل متزايد؛ وخاصة للمريض كبير السن تعتبر علامة وإنذارا هاما يستدعي استشارة الطبيب فوراً.

4- الكحة
عرض لم ينج منه أحد من الناس يوما ما، ولكن استمرار أي نوع من الكحة سواء كانت "جافة" أو "مصحوبة بافرازات" لفترة تزيد عن أسبوعين يستدعي زيارة الطبيب؛ والذي سيبدأ في عمل مجموعة من الفحوص أبسطها أشعة على الصدر والرئتين.

5- ضعف الشهية
عرض عام له أسباب عدة أغلبها حميد؛ ولكن لا يجب التعامل معه ببساطة، خاصة لو كان المريض حديث عهد به، ولم يستطع الطبيب أن يجد سبباً واضحاً لهذا العرض بعد أن استمع لشكوى المريض تفصيلياً، وتعرف على كل الأعراض المصاحبة، وأجرى الفحص الإكلينيكي اللازم.

6- فقدان الوزن
قد يحدث لأسباب كثيرة، قد يكون من أشهرها مرض السكر أو زيادة إفراز الغدة الدرقية؛ إلا أنه هناك بعض السرطانات التي قد تسبب ذلك أيضا مثل سرطانات الجهاز الهضمي خاصة المعدة والقولون.

7- النزف
حدوث نزف من أية فتحة من الفتحات الطبيعية للجسم مفزع جداً؛ وغالباً يجعل المريض يذهب للطبيب باحثاً عن حل لوقف النزيف؛ وهذا يمثل السير أقل من نصف الطريق الصحيح لأن الأهم هو معرفة السبب حتى لا يتكرر النزف من ناحية، وحتى نستبعد وجود السرطان أو أية أمراض أخرى.

وغالبا ما يحتاج المريض لعمل منظار على العضو الذي حدث منه النزيف مثل المعدة أو القولون أو القصبة الهوائية او المثانة لاستبعاد وجود سرطانات في هذه الأماكن.

8- التهاب مزمن
حدوث الالتهابات أمر متكرر يحدث للكثيرين، وغالباً ما يطول علاجه، ومن الأخطاء الشائعة في علاجه هو إغفال أن يكون سبب الالتهاب الرئيسى هو وجود سرطان في العضو الملتهب - مثل سرطان المثانة مثلا - فيظل المريض يتناول مضادات حيوية لفترة طويلة دون اكتشاف لسبب المرض.

9- ارتفاع الحرارة
هناك بعض السرطانات مثل سرطان الدم أو الغدد اللمفاوية قد يكون أول ما يعاني منه المريض هو ارتفاع في درجة الحرارة.

10- ورم محسوس
أن يجد أو تجد المريضة ورما محسوسا في جزء من جسمها - وخاصة الثدي - قد يكون أول علامة من علامات وجود السرطان، ومنطقة الرقبة من المناطق التي كثيرا ما يجد المريض – رجل أو امرأة أو طفل - ورماً في جزء منها؛ وهو ما نسميه "غددا لمفاوية" متضخمة، وهي موجودة في كل أجزاء الجسم وخاصة الرقبة، وتمثل الالتهابات ثم السرطان أهم أسباب تضخمها.

11- قرحة
الله عز وجل خلق جلد الإنسان طبقة حامية لأعضائه الداخلية؛ وحدوث خلل في جزء من هذا الغطاء – حتى لو كان عدة مليمترات - يكون ملحوظاً من المريض، وهذا ما نسميه القرحة، والقرحة السرطانية لها علامات طبية يعرفها الأطباء، ولعل من أهمها صعوبة علاجها بشكل كامل إلا أن التشخيص الأكيد يأتي عن طريق أخذ عينة من هذه القرحة.

12- تغير في الصوت
الذي يحدث ويتزايد ولا يفلح معه علاج قد يكون أول علامات سرطان الرأس والرقبة بعد استبعاد الأسباب البسيطة كالتهابات الحنجرة، ويكون ذلك باستخدام منظار الحنجرة أيضاً.

13- فقدان وعي أو تغير سلوك
اكتشاف أورام في المخ من الصعوبة بمكان؛ لأنها غالباً ما تظل بدون أعراض لفترة إلا أن حدوث فقدان للوعي – غير مبرر بحادث أو أمراض مثل السكر - يستدعي عمل فحوص عاجلة على الدماغ مثل الأشعة المقطعية.

14- حدوث اصفرار في العين أو البول
خاصة لو حدث ذلك بدون ألم في البطن أو ارتفاع في الحرارة؛ ويستدعي ذلك سرعة عمل الفحوص الموجهه لمنطقة "أعلى البطن" لفحص البنكرياس والكبد والمرارة؛ والتي قد يسبب السرطان فيها حدوث مرض الصفراء.

15- ألم مستمر غير واضح أو غير معروف السبب
أسباب الألم كثيرة، وعدم القدرة على تشخيصه يستوجب إجراء كل الفحوص اللازمة لاستبعاد كل أسبابه؛ والذي قد يكون السرطان أحدها.

مما سبق يتضح لنا أن أعراض السرطان متنوعة، ولاكتشافه مبكرا – نسبيا - بعد حدوث أعراض يجب أن نظل نفكر فيه كسبب محتمل لأي عرض؛ حتى ولو كان بعيداً أو نادراً.

إن المستقبل سيحمل بإذن الله الكثير من الإيجابيات في موضوع مرض السرطان، وخاصة حينما تزداد الثقافة الصحية لأفراد المجتمع، وتزداد برامج الرعاية الصحية الوقائية له، ومن أهمها تعريف المريض بأهم الأعراض المبكرة والدالة على حدوثه.

اقرأ أيضاً:
في شهر مكافحة السرطان.. كيف نحمي أنفسنا؟
الفحص الذاتي للثدي .. لماذا وكيف؟
4 طرق للوقاية من سرطان القولون والمستقيم
كيف تحمي نفسك من سرطان المعدة؟
دلالات الأورام لتشخيص السرطان (ملف)
دلالات أورام مثالية.. حلم بعيد المنال
أورام الجهاز التناسلي.. دلالات أورام للتشخيص والمتابعة
دراسة: ثلثا أنواع السرطان لا يمكن الوقاية منها
آخر تعديل بتاريخ
19 سبتمبر 2017
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.