كشفت دراسة أميركية حديثة عن فائدة جديدة للرضاعة الطبيعية، حيث أظهرت أن حليب الأم يساعد الأطفال الخُدج على اكتمال نمو أدمغتهم.
الدراسة أجراها باحثون بمختبر أبحاث الدماغ، في مركز النظام الصحي الوطني للأطفال في واشنطن، ونشروا نتائجها اليوم الجمعة، في المجلة الأميركية لتقدّم العلوم.
والأطفال الخُدج Premature Babies مصطلح يطلق على كل طفل يولد قبل الأسبوع 37 من الحمل، (الأطفال "المبتسرين")، ويعانون من مشاكل صحية، بسبب عدم إتاحة الوقت الكافي لتخلُّق أعضائهم، ويحتاجون لرعاية طبية خاصة، حتى تتمكن أعضاؤهم من العمل دون مساعدة خارجية.
وأوضح الباحثون أن الأطفال الذين يولدون مبكرا يكون وزنهم أقل من 1.5 كليوغرام، وتتطور لديهم المادة البيضاء white matter في الدماغ، أقل من الأطفال الذين يولدون في ميعادهم بعد 9 أشهر من الحمل.
وأضافوا أن المادة البيضاء هي أحد المادتين المكونتين للجهاز العصبي المركزي، حيث تكون المادة الرمادية gray matter هي المكون الثاني.
والمادة البيضاء هي مجموعة من الأنسجة التي تربط مناطق الدماغ، ووظيفتها نقل المعلومات بين مناطق الدماغ وباقي أعضاء الجسم، وتملأ ما يقرب من نصف الجمجمة.
ووجدوا أن حليب الأم يجعل المادة البيضاء تتطور بشكل أفضل لدى الأطفال الخُدج، بالمقارنة مع أقرانهم الذين لا يتغذون على الرضاعة الطبيعية.
وكانت دراسات سابقة قد كشفت عن أن تغذية الأطفال الخُدج على الرضاعة الطبيعية، تساعد على تحفيز واكتمال نمو قلوبهم وأدمغتهم بشكل صحيح.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن ما يقدر من 15 مليون طفل يولدون مبكرا، ويموت حوالى 1 مليون طفل سنويا نتيجة مضاعفات الولادة المبكرة، فيما يواجه العديد منهم مشاكل الإعاقة في النمو على المدى الطويل.
وكانت دراسة دولية قد كشفت عن أن تحسين معدلات الرضاعة الطبيعية، يمكن أن ينقذ حياة حوالى 820 ألف طفل سنويًا حول العالم، وهذا الرقم يمثل حوالى 13% من مجموع وفيات الأطفال دون سن الخامسة سنويًا.
وتنصح منظمة الصحة العالمية بأن يظل حليب الأم مصدر الغذاء الرئيسي للطفل حتى سن 6 أشهر، وتوصي بالاستمرار لاحقا في الرضاعة الطبيعية (مع الغذاء الصلب) حتى وصول عمر الطفل إلى سن عام.
اقرأ أيضاً:
إرضاع الأطفال "الخدج"
الولادة المبكرة.. رعاية الأم والأطفال الخدج (ملف)
طفلكِ المبتسر أصبح في منزلك.. ماذا ستفعلين؟
توقفي.. لا ترضعي طفلك