تعتبر جراحات السمنة علاجًا فعالاً لها، ويفقد معظم الأشخاص الوزن بعد الجراحة إذا كانوا مستعدين بما يكفي لإدخال التغييرات الضرورية في حياتهم، ولكن تعرضهم لاستعادة الوزن يظل قائمًا دائمًا حتى بعد سنوات لاحقة.
الزيادة السنوية في معدلات جراحات السمنة في المنطقة العربية كبيرة جداً؛ فهي تتضاعف سنوياً، وخاصة في السنوات الثلاث الأخيرة، ما يجعل فهم كل ما يحدث للمريض بعد هذه العمليات أمراً بالغ الأهمية، لأن ذلك يؤثر على نجاح العملية من ناحية، ومن ناحية أخرى استمتاع المريض بحياة صحية طيبة خالية من المضاعفات مدى الحياة بعد ذلك.
* لماذا يجب أن تتم المتابعة بعد جراحات السمنة؟
- الطب الحديث يؤكد أن جراحات السمنة ليست الحل النهائي والسريع لمشكلة السمنة، وإنما هي دفعة كبيرة إلى الأمام تساعد وبقوة في التخلص من الوزن الزائد، إلا أن المحافظة على هذا الإنجاز، وهو فقدان الوزن الزائد، تحتاج لمتابعات مستقبلية دائمة ومستمرة ومتنوعة.
- كذلك، فإن هذه الجراحات ليست معصومة من المضاعفات، سواء البسيطة أو الهامة مثل نقص الفيتامينات والأملاح، والتي قد تعلن عن نفسها بعد حين.
ولعل من أهم أسباب ضرورة استمرار المتابعات أن أهم وسيلة للمحافظة على الوزن الصحي "الجديد" هي استبدال العادات الصحية السابقة بأخرى جديدة سليمة، وكما نعرف، فإن عملية اكتساب العادات ثم الحفاظ عليها هي عملية مستمرة ومتجددة ودائمة، ولا يخفى على الجميع أن هذه العادات تتمثل في طريقة الأكل والشرب واختيارهما وممارسة الرياضة بشكل دائم، وأن العادات القديمة "السيئة" لا تستسلم أبدا وتظل تحاول وتحاول العودة إلى مكانها.
* آليات المتابعة بعد جراحات السمنة
أما عن آليات وطرق المتابعة، فإن أفضل طريق لها يكون مع الطبيب الذي أجرى الجراحة، ومع الزملاء من المرضى الذين أجروا جراحات مشابهة والراغبين في المحافظة على الوزن الصحي الجديد، وتعد وسيلة المتابعة الأهم والأقوى والأكثر ديمومة، فهي من خلال المريض نفسه.-
المتابعة مع الطبيب
تبدأ زيارات الأطباء بعد العملية مباشرة، فيزور المريض جرّاحه مرتين في الشهر الأول بعد العملية، ثم يبدأ في المتابعة مع طبيب التغذية مرتين شهريا لمدة 3 أشهر، ثم مرة شهريا باقي السنة الأولى، ثم مرة سنويا مدى الحياة.
من المهم أن يعرف المريض تفاصيل العملية الجراحية التي أجريت له، ويحتفظ بملخص لتاريخ مرضه وحالته الصحية، حتى يمكن إطلاع أي طبيب عليها في حالة حدوث أي طارئ له في أي مكان، وخاصة لو كان بعيدا عن بلده ومستشفاه الأساسي.
يجب أن يلتزم المريض بإجراء فحوص وتحاليل دورية لمتابعة نقص الفيتامينات والأملاح بعد الجراحات، وتكون هذه الفحوص كل 3 أشهر في السنة الأولى، ثم مرتين في السنة الثانية، ثم مرة سنويا مدى الحياة.
-
المتابعة مع الأصدقاء
المتابعة الذاتية تتحقق من خلال تدوين وتسجيل ما نأكل وما نشرب، وكذلك النشاط الرياضي والسعرات التي تدخل بالطعام وتخرج بالرياضة، وهذا يجعل المريض قادرا على اكتشاف مناطق الخلل في منظومة المحافظة على الوزن والبدء بالتغيير أو البحث عن مشورة وعون.
أكد علماء التغذية أن المريض الذي يتابع وزنه بالتسجيل هو الأقدر على أن يظل محافظا على وزنه ولا يعاني من زيادات مستقبلية، ويمكن أن نقول، ويقول الطب معنا، إن شعار "كفى بنفسك عليك حسيبا" هو الأهم في مجال متابعات السمنة والحفاظ على الصحة والعافية بعد جراحات السمنة.
* أسباب استعادة الوزن بعد الجراحة
إذا بدأت في استعادة الوزن بعد الجراحة، فتحدث إلى طبيبك، فربما تدرك ما يسبب لك زيادة الوزن، فقد تحتاج إلى مزيد من التقييم الشامل لتحديد العوامل الطبية والنفسية وعوامل نمط الحياة التي تتسبب في زيادة الوزن.- فربما تكون اكتسبت الوزن بعد الجراحة بسبب أن التغيرات في معدتك وأمعائك تسمح لك بالإكثار من الأكل وامتصاص عدد أكبر من السعرات الحرارية.
- ومن المحتمل أيضًا أن يكون ذلك راجعًا إلى عدم اتباع النظام الغذائي والعادات الرياضية.
* كيف يمكن التخلص من الوزن الزائد المكتسب بعد جراحة السمنة؟
- لا بد بشكل أساسي من أن تفقد الوزن الذي أعدت اكتسابه نتيجة اتباعك العادات القديمة، وذلك من خلال الحد من مدخول السعرات الحرارية وزيادة النشاط البدني.
- في بعض الحالات، قد يكون من المناسب إجراء جراحة ثانية.
أخيرا، تذكر أنه للمساعدة في بلوغ هدف إنقاص الوزن الخاص بك ومنع استعادة الوزن، من الضروري إدخال تغيير في نمط حياتك إلى جانب جراحة تحويل مسار المعدة.
* العلاقة بين الحموضة وعمليات جراحات السمنة
علاقة الحموضة والارتجاع بعمليات جراحات السمنة نموذج مثالي لمضاعفات ما بعد جراحات المعدة، والتي تعكس أهمية التقييم قبل العملية، والمتابعة بعدها، واتباع نمط الحياة الصحي، ولنبدأ الموضوع من أوله.-
ما قبل عمليات جراحات السمنة
أعداد ليست بالقليلة من المرضى الذين يعانون من سمنة مفرطة يعانون أيضاً من أعراض الحموضة الزائدة (مثل الإحساس بحرقان في أعلى البطن ومنتصف الصدر)، وخاصة بعد الأكلات الدهنية أو المشروبات الحمضية كالليمون والبرتقال أو كثرة شرب الشاي والقهوة.
يعاني بعض هؤلاء المرضى أيضاً من أعراض الارتجاع الحمضي في المريء، والذي يكون بسبب ضعف عضلات الصمام الموجود بين المريء والمعدة، وأهمها الإحساس بالحموضة المصحوبة بالإحساس بسائل مر حمضي في الفم، وأحياناً ارتجاع بعض الطعام أو الشراب إلى الفم، والذي يشعر به المريض عادة بعد النوم إذا ما تناول وجبة دسمة قبل النوم مباشرة.
لذا، فمن الأسئلة الهامة التي يجب توجيهها للمريض قبل إجراء عملية علاج السمنة (تكميم أو حزام أو تحويل مسار) السؤال عن تاريخه المرضى في ما يتعلق بحرقان المعدة أو أعراض ارتجاع، وفي حالة الإجابة بنعم، تتبع ذلك مجموعة من الأسئلة ثم الإجراءات والقرارات:
- هل أجريت فحوصات سابقة للمعدة والمريء؟
- هل تأخذ العلاج بشكل منتظم لحالة "الحموضة" أو "الارتجاع"؟
وغالباً ما يطلب الطبيب تحديث الفحوص بإعادة المنظار أو عمل أشعة بالصبغة على المعدة لدراسة حالتها، واستبعاد وجود ارتجاع بالمريء، وكذلك استبعاد وجود قروح سطحية أو الجرثومة الحلزونية، والتي هي عامل مساعد لحدوث التهابات المعدة.
ويكون القرار الأول هو إضافة علاج للحموضة وللجرثومة الحلزونية – في حالة وجودها - لمدة 3 أسابيع على الأقل قبل العملية.
ويكون القرار الثاني هو استبعاد عملية "حزام المعدة" وعملية "التكميم" كاختيار جراحي لعلاج السمنة، ويتم اختيار أحد أنواع عمليات "تحويل المسار" حلاً لعلاج السمنة، لأن الحموضة والارتجاع غالباً ما يتخلص منهما المريض بعد عمليات تحويل المسار.
-
المتابعة وإجراءات هامة بعد العملية
هل ممكن أن تحدث بعد عملية التكميم - وهي الأكثر شيوعاً الآن - أعراض حموضة المعدة وارتجاع المريء لمريض لم يكن يعاني منها قبل العملية؟ وللإجابة عن السؤال يجب أولاً أن نذكر أن المعدة تقع بين صمامين، الأعلى بينها وبين المريء، والأسفل بينها وبين الاثني عشر، وبعد عملية التكميم، التي تعني قصاً طولياً لأكثر من 60% من المعدة، تتحول المعدة لأنبوبة عضلية ضعيفة التمدد، ويزيد الضغط داخلها بسبب الصمامين أعلاها وأسفلها، خاصة لو كان الصمام بين المعدة والاثني عشر قوياً ما يسبب الارتجاع والحموضة.
-
أضرار ارتجاع الحامض المعدي؟
أما بعد جراحات تحويل المسار؛ وخاصة تحويل المسار المصغر، فقد يحدث بنسبة ضئيلة جداً نوع آخر من الارتجاع، وهو ارتجاع السائل المراري، الذي بدوره قد يحدث تغيرات سلبية في جدار المعدة أو المريء.
-
كيف يمكن تجنب الارتجاع المعدي أو الارتجاع المراري؟ وكيف يمكن العلاج؟
- حسن اختيار العملية الجراحية المناسبة، فلا يجب عمل تكميم أو حزام معدة لمن يعاني من ارتجاع قوي وواضح.
- تغيير نمط الحياة، ويشمل ذلك عدم الأكل قبل النوم مباشرة؛ بل قبله بـ3 ساعات على الأقل، والابتعاد عن المأكولات والمشروبات التي تحدث ارتجاعاً، مثل الحمضيات كالليمون والبرتقال والمواد الحريفة والشوكولاتة والدهنيات.
- البدء بتناول أدوية مضادة للحموضة مثل الزانتاك أو الكونترولوك، وهي تتراوح في شدتها بين تقليل إفراز الحامض في المعدة وإيقافه تماماً.
- وإذا فشلت هذه الإجراءات العلاجية، فإن الحل يكون في إجراء عملية أخرى: وهي إما رفع حزام المعدة في الحالات التي أجريت لها جراحة "وضع حزام معدة" من قبل، أو تحويل عملية التكميم إلى عملية تحويل مسار، وغالباً ما يتخلص المريض من الارتجاع بشكل كامل بعد العملية الثانية؛ إلا أنه من الجدير بالذكر أن نؤكد أن إجراء عملية للمرة الثانية في مجال جراحات السمنة ليست نزهة طبية، ولا بد من أن يجريها فريق جراحي مدرب وفي مركز عاليّ التجهيز.
ي الالتزام بالنظام الغذائي يجنبك تكرار الجراحة |
* تكرار جراحات السمنة
جراحات السمنة تمثل أملاً عند كثيرين من أصحاب السمنة المفرطة ليبدأوا حياة جديدة، ويستعيدوا صحتهم التي فقدوها لسنوات، ولكن قد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وتكون النتائج غير منسجمة مع التوقعات والآمال، فالنتائج تكون في كثير من الأحيان مخيبة للآمال.في البداية، لا بد من أن يدرك المريض الذي سيقدّم على إجراء جراحة السمنة أن العملية هي دفعة قوية جداً للأمام، وهذه الدفعة تكون في أوج قوتها في فترة الأشهر الستة حتى السنة الأولى؛ إذ إنه من المتوقع أن يفقد المريض من 60 إلى 75% من وزنه الزائد، وهذا الإدراك هو الذي يجعل المريض واقعيا وموضوعيا في توقعاته بعد العملية ليحدد معنى كلمة نجاح أو فشل.
وفي هذه الأثناء - السنة الأولى - لا بد للمريض من أن يكتسب عادات صحية جديدة حتى يحقق تغييراً كاملاً لنمط الحياة، ليحيا به حياة صحية وينعم بالعافية مدى حياته.
والسبب في اختلاف النتائج بعد عمليات جراحات السمنة تختلف باختلاف عمر المريض، وجنسه، ومدى عمله وحماسه لتغيير نمط حياته بعد الجراحة، واستجابته لتعليمات الأطباء.
- فعادة، معدل حرق الدهون لدى الذكور أفضل منه لدى الإناث، وذلك لأسباب هرمونية، وأيضاً لاختلاف حجم الكتلة العضلية، التي تكون أكبر عند الذكور عادة، وهي التي تساعد في تحسين التمثيل الغذائي، وهذا يفسر فقدان الوزن عند الزوج أكثر من الزوجة.
- كما أن التمثيل الغذائي والحرق يكونان أفضل في سن الشباب، ويقل مع التقدم في السن، وهذا ما يفسر سرعة فقدان الوزن عند البنت أكثر من الأم.
- أما لماذا حافظت أخت على الوزن المفقود أفضل من أختها فلأن الأولى التزمت بالنصائح والتعليمات وبدأت بممارسة الرياضة بشكل منتظم، وبدأت بتغيير عاداتها الصحية، والتزمت بالمتابعة الطبية وتناول الفيتامينات والدعم الغذائي الموصوف لها.
-
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو كيف نحسّن ونعظم نتائج عمليات جراحات السمنة؟
- الالتزام بالكتابة والتدوين لكل ما نأكل ونشرب في السنة الأولى حتى يكون ذلك مرجعية للمتابعة الذاتية، ولتساعد الأطباء في اكتشاف مواطن الخلل في حالة زيادة الوزن.
- الانضمام لمجموعة من مجموعات رعاية السمنة على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، مثل "فيسبوك"، لتبادل الخبرات، والدعم مع المرضى الذين أجروا جراحات سمنة مماثلة، ليرفعوا من همة المريض عندما تضعف إرادته نتيجة لأية ضغوط حياتية، وهو ما يحدث كثيراً.
- الالتزام الدائم والمطلق بتعليمات تناول الفيتامينات والدعم الغذائي، حيث يسبب نقص بعضها - مثل فيتامين د - ظاهرة ثبات الوزن بل حتى زيادته.
- الاستمرار والالتزام بممارسة الرياضة المناسبة خمسة أيام أسبوعياً على الأقل.
- شرب الماء بكثرة، خاصة في أول اليوم، وجعل ذلك عادة صحية دائماً.
إن جراحات السمنة تفتح باباً جديداً لحياة صحية مشرقة، وتعيد للمريض ما ضاع من نشاطه واستمتاعه بالحياة، ولا بد من أن يدرك منذ اللحظة الأولى أن مفتاح هذا الباب بيده هو وحده، وليس بيد أحد سواه، فهو القادر على المحافظة على نتائج الجراحة، بل على تحسينها دائما في أي وقت وفي أي مكان.
-
تكرار جراحات السمنة
قرار إجراء عملية لجراحة السمنة للمرة الثانية يجب أن يدرس جيدا، وبعد معرفة كل تفاصيل العملية، وكافة احتمالات النجاح أو- لا قدر الله - المضاعفات التي قد تحدث، ويكون ذلك الاختيار هو الاختيار الأخير بعد استنفاد الوسائل العلاجية الأبسط، ويتم ذلك بعد مراجعة جرّاح سمنة ذي خبرة وكفاءة عالية.
وذلك لأنه من الثابت جراحياً وبوجه عام أن الجراحة الثانية في نفس المكان (داخل البطن) recurrent or redo surgery غالبا ما تكون أصعب من الأولى، وتحمل في طياتها مخاطر أكثر، وأنه يجب أن يقوم بها فريق جراحي أعلى خبرة من الفريق الذى أجرى الجراحة الأولى.
-
أسئلة هامة قبل تكرار جراحة السمنة
لماذا يقرر الجرّاح الماهر والمريض هذا القرار؟
- إما بسبب فشل العملية الأولى في تحقيق فقدان مناسب للوزن – أقل من 50% من الوزن الزائد، أو فشلها في تحسين الأمراض المصاحبة للسمنة، مثل السكر والضغط، بشكل فعال ودائم.
- حدوث مضاعفات للعملية الأولى مثل ضيق في المعدة أو ارتجاع في المريء أو ناصور معدٍ مزمن، وبعد فشل كل المحاولات غير الجراحية لعلاج هذه الحالات.
لماذا تفشل العمليات أو تحدث المضاعفات؟
- سوء اختيار العملية الجراحية وعدم مناسبتها للمريض، مثل اختيار عملية التكميم، وليس تحويل المسار لمريض يعاني من ارتجاع واضح في المريء منذ البداية.
- لأسباب تقنية.
- لأخطاء مهارية من الطبيب.
- لتأخير تشخيص المضاعفات، وتأخير علاجها مثل تأخير استخدام منظار المعدة لعلاج حالات الضيق بعد التكميم مثلا.
ما هي الفحوصات المطلوبة لتشخيص الحالة وتحديد سبل العلاج؟
- منظار على المعدة.
- أشعة مقطعية بالصبغة على المعدة والأمعاء.
- قياس حجم المعدة عن طريق الأشعة المقطعية.
البدائل المطروحة
- العلاج الدوائي والسلوكي: والذي يشمل استعمال الأدوية المعترف بها عالميا، التي تساعد على تقليل الوزن – مثل الفكتوزا – تحت إشراف طبي، وكذلك إخضاع المريض لبرنامج سلوكي لاكتساب العادات الصحية السليمة.
- استخدام منظار المعدة المرن: فمع تطور استخدام مناظير المعدة لعلاج السمنة، أصبحت هناك عدة بدائل للتدخل لتصغير حجم المعدة، أو لتضييق الوصلة بين المعدة والأمعاء من دون الاحتياج إلى دخول البطن مرة ثانية، ومثل هذه التدخلات تعتبر أكثر أمانا لأنها تتعامل مع المعدة من الداخل، حيث لا توجد التصاقات -نتيجة للعملية السابقة- فهي تعمل في منطقة لم تتأثر بالعمليات الجراحية التي تغير من الأوضاع التشريحية الطبيعية.
- العمليات الجراحية: أما البدائل الجراحية المتاحة فهي تعتمد بالدرجة الأولى على نوع الجراحة الأولى وأية أعراض حالية يشكو منها المريض، ولنضرب بعض الأمثلة:
بعد فشل عمليات التكميم يمكن تصغير المعدة للمرة الثانية، إما عن طريق الغرز الجراحية - طيّ المعدة - أو قطع المعدة طوليا للمرة الثانية (تكميم للمرة الثانية)، أو تحويل مسار عادي أو مصغر. وحديثا ظهرت عملية جديدة اسمها SADI تمثل نوعا جديدا من تحويل المسار، حيث يتم توصيل الاثني عشر بالأمعاء مباشرة.
وبعد فشل عمليات "حزام المعدة" أو حدوث مضاعفات له، يمكن إجراء عملية تكميم أو تحويل مسار بعد رفع الحزام، ويتم ذلك في نفس جلسة العمليات، أو بعد عدة أشهر من رفع الحزام.
-
ما هي أهم المضاعفات التي يمكن أن تحدث بعد عمليات جراحة السمنة؟
الحديث عن المضاعفات بعد عمليات جراحة السمنة للمرة الثانية يعتبر أهم جزء في مقالنا هذا؛ لأن احتمال حدوث المضاعفات في العملية الثانية يتضاعف حوالى 4 مرات عن العملية الأولى، وأهم هذه المضاعفات حدوث تسريب أو إصابة للأمعاء الدقيقة أو الغليظة، لذا يجب إعطاء فرصة للاختيارات غير الجراحية أولاً لعلها تنجح، وكذلك يجب تعريف وشرح احتمالات حدوث المضاعفات ونسب حدوثها بوضوح للمريض، ليكون له مطلق الحرية بوعي وإدراك للاختيار.
وفي الختام، أكرر أن قرار دخول حجرة العمليات لإجراء عملية لجراحة السمنة للمرة الثانية ليس قرارا سهلا، ولا بد من أن يتم اتخاذه من الطبيب الماهر المتخصص بعد استنفاد كل الطرق الأخرى من المريض بعد فهمه كل جوانب الموقف؛ خيره ونجاحه، أو لا قدر الله حدوث مضاعفات وعواقبها.
* جراحات السمنة والخصوبة
من أهم ما يحرك الإنسان في حركة حياته دوافع وأحوال بقاء النوع؛ فالجمال والخصوبة وحلاوة الشكل والصحة الجنسية، والزواج ثم الحمل والولادة، ما هي إلا عناوين داخلية في هذا المجال، والتساؤل الملح هو: هل للسمنة ثم لعمليات جراحة السمنة علاقة بكل هذا؟ هذا ما سنجيب عنه.
-
علاقة السمنة بالخصوبة والصحة الجنسية
- عدم الرضا عن الذات بسبب منظر الجسم.
- ضعف اللياقة البدنية.
- أيضاً بسبب تأثير الاضطرابات الهرمونية، مثل نقص هرمون التستوستيرون عند الرجال الذين يعانون من سمنة مفرطة.
ومن أهم الأمراض المصاحبة للسمنة عند السيدات مرض تكيس المبايض؛ الذي تعاني فيه المريضة من اضطرابات الدورة الشهرية، ومشاكل في التبويض، وتأخر الحمل، أو حتى العقم.
-
تأثير جراحات السمنة على الصحة الجنسية والإنجابية
جراحات السمنة تمثل علاجاً حاسماً لكثير من حالات السمنة المفرطة، وتؤدي إلى:
- تحسين الحالة الهرمونية عند الرجال فيرتفع هرمون التستوستيرون بالدم، ما ينتج عنه تحسن الصحة الجنسية عند الرجل.
- أما بالنسبة للنساء، فتنتظم الدورة الشهرية عند 50% من المريضات اللواتي كن يعانين من اضطرابات في الدورة الشهرية قبل الجراحة.
- كما يحدث تحسن في مرض "تكيس المبايض"، الذي قد يسبب العقم عند بعض السيدات.
- كذلك إحداث تغيير إيجابي في رضا المريض، أو المريضة، عن شكله وجسمه، بل حتى في قدراته الحياتية المختلفة؛ حيث يفرح الكثير من الرجال والسيدات باستعادة "رشاقتهم" وجمال منظرهم، خاصة إذا تم علاج السمنة من خلال منظومة علاجية متكاملة تشمل جراحة السمنة واهتماماً بالرياضة والتغذية والفيتامينات بعد العملية، وتنتهي بجراحات تجميلية بعد ثبات الوزن لإصلاح أية ترهلات قد تحدث، ويصب ذلك كله في تقوية الإحساس بالذات، وحب المريض لنفسه، وعدم إحساسه بالذنب، أو أية مشاعر سلبية أخرى تجاه نفسه ومنظره قد تؤثر سلباً على أحوال التواصل الاجتماعي ثم الزواج والخصوبة بعد ذلك.
-
جراحات السمنة والحمل والولادة
- أول المحاذير: من الأفضل تجنب حدوث حمل بعد الجراحة فترة لا تقل عن 18 شهراً، حتى تصل المريضة إلى فترة ثبات الوزن، وحتى يصل الجسم إلى حالة تكيف غذائي من البروتينات والفيتامينات والأملاح بعد العملية، والتي قد يحدث ضعف في امتصاصها بعد الجراحة؛ ما يجعله غير قادر على إمداد الجنين باحتياجاته؛ لذا، فإن التزام المريضة بموانع الحمل في الفترة الأولى بعد العملية يعتبر أمراً هاماً وحيوياً، وينصح الأطباء باستخدام "الحقن" بدلاً من الحبوب وسيلةً لمنع الحمل.
- والجدير بالذكر هنا أن حدوث حمل لدى المريضة التي تعاني من السمنة المفرطة قد يسبب لها العديد من المشاكل الصحية، ومنها سكري الحمل أو ارتفاع ضغط الدم أو مضاعفات أخرى أثناء الحمل، كما يمكن أن يجعل المولود يعاني من سمنة مدى الحياة.
وكما أن للحمل، بعد التخلص من السمنة، مزايا؛ فهناك احتمال حدوث آثار أو نتائج غير مرغوب فيها، مثل ولادة طفل ذي وزن أقل من المعدل الطبيعي أو حدوث ولادة مبكرة.
- وفي حالة حدوث حمل، ينبغي للمريضة لفت نظر طبيب النساء لحالتها الصحية والغذائية، حيث إن كثيراً من اختصاصي التوليد بعيدون تماماً عن معرفة المضاعفات الغذائية لعمليات السمنة - كما ينبغي لها استمرار المتابعة مع طبيب التغذية في فترة الحمل ليضع برنامجاً صحياً لإمدادها بالفيتامينات والأملاح اللازمة.
ومما ننصح به أيضاً إيجاد بدائل لطرق إعطاء الفيتامينات – مثل الحقن في حالة الحديد وبعض الفيتامينات، أو الشم كالذي يحدث في حالات فيتامين بـ 12 مثلاً - خاصة عند حدوث قيء أثناء الحمل وخاصة في الفترة الأولى منه.
إن تأثير جراحات السمنة على الخصوبة والزواج إيجابي جداً في أغلبه؛ إذا ما اتبعنا النصائح والإرشادات المختلفة، وخاصة الاهتمام بتأخير حدوث الحمل بعد إجراء جراحات السمنة المختلفة من أجل صحة الأم والطفل معاً.