اتفقنا فى مقالات سابقة أن السمنة تعتبر كارثة صحية يعيشها العالم، وسيظل يترنح فيها بسبب طبيعة المأكولات التى يتم التسويق لها فى كل زمان ومكان وبحرفية وابتكار غير عاديين، وبسبب حياة الكسل والخمول التى يعيشها الكثيرون بهجر المشي والرياضة، واستبدال ذلك بالسيارة خارج المنزل، والريموت كونترول داخل المنزل، والذى يحرم الإنسان من مشي بضع خطوات ليغير قناة التلفزيون أو يقضي أي شؤون أخرى.
لذا فالعقل البشري الطبي متحفز بقوة لاكتشاف طرق جديدة وآمنة – ولعلها تكون أقل إيلاماً للمريض - لعلاج السمنة، ومن أحدثها طرق العلاج عن طريق منظار المعدة "المرن"؛ الذي يدخل من الفم، بدلاً من جراحة المناظير، والتى تتم من خلال فتحات صغيرة فى جدار البطن.
وقد سبق وتحدثنا في مقالات سابقة عن نوعين من هذه الأنواع، وهي وضع بالونة فى المعدة لفترة مؤقتة - والتي ثبتت فاعليتها لو تم استعمالها للمريض المناسب مع متابعته ليغير نمط حياته - فى علاج السمنة، وأيضاً تحدثنا عن المحاولات البحثية لحقن "البوتكس" في المعدة من خلال منظار المعدة، ولعلها تنجح فى القريب العاجل.
واليوم سنتحدث على 3 طرق أخرى حديثة، بعضها مازال في طور التجريب، والطرق الثلاث يتم اجراؤها أيضاً عن طريق منظار المعده المرن، وهي:
1- تصغير المعدة من الداخل Primary Obesity Surgery Endoluminal POSE.
2- التكميم من خلال المنظار (endoscopic plication).
3- الحاجز الداخلي (endobarrier)، وفيها يتم تثبيت أنبوبة صناعية أشبه بالبلاستيك الطري جداً بين المعدة والأمعاء.
- التقنية الأولى وهى تقنية تصغير المعدة من الداخل POSE، ويتم التصغير عن طريق شد أجزاء صغيرة ومتفرقة من جدار المعدة – قد تصل إلى 20 جزءاً - وتدبيسها بجهاز ودباسات خاصة؛ مما ينتج عنه تصغير لحجم المعدة فى مجمله.
ولأن جدار المعدة قابل للتمدد لذا فإنها تتمدد بعد حوالى 6 أشهر؛ مما جعل العلماء يعتبرون هذه العملية مؤقتة، ولا يمكن الاعتماد عليها لفترة طويلة، ولذا لا ينصح باستخدامها للمرضى أصحاب الوزن الزائد جداً كعملية أولية.
ويؤكد الأطباء على أهمية ومحورية إخضاع كل المرضى لبرنامج لتغيير السلوكيات الغذائية، وتغيير نمط الحياة، شاملاً ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
- التقنية الثانية هي عملية التكميم عن طريق منظار المعدة endogastric plication، وهي عبارة عن تصغير المعدة طولياً – كما يحدث فى عملية التكميم الجراحية - باستخدام منظار المعدة المرن، وآلات وخيوط خاصة ليتم تصغير المعدة طولياً من الداخل حتى لا يستطيع المريض تناول وجبات كبيرة الحجم.
ومن الجدير بالتكرار أن هاتين العمليتين يجب ألا يتم إجراؤهما للمريض الذي يعاني من سمنة مفرطه جداً، والذي وصل معامل كتلة جسمه أكثر من 40، ولكن ينصح بهما للمريض السمين أقل من 40، كما يجب أن يخضع المريض بعد العملية لنظام حياتي متكامل لتغيير نمط الحياة شاملاً تغيير العادات الصحية والتعود على برنامج رياضي مدى الحياة.
ولقد ثبت أن تأثير العمليتين السابقتين هو تأثير مؤقت؛ لذا عادة ما يحتاج المريض لإعادة إجراء العمليتين عدة مرات ليحصل على النتيجة المناسبة، ولذا فإن كثيراً من الأبحاث لا تنصح باتباع هذه التدخلات كوسيلة أولية ووحيدة لعلاج السمنة، وترى أن موقعهما العلاجي الآن هو لعلاج الحالات التي لم يحقق التدخل الجراحي نجاحاً فى المرة الأولى بدلاً من إجراء عملية جراحية ثانية، وهو ما يحمل الكثير من المخاطر للمريض.
- التقنية الثالثة هي تقنية الـ endobarrier، وهي تقنية مازالت قيد التجريب، وهي كما ذكرت أنبوبة من مادة صناعية "لا تحدث تفاعلات" يتم تثبتها فى المعدة من ناحية، وفي الأمعاء الدقيقة من الناحية البعيدة فتحدث تأثير مثل عمليات تحويل المسار، والنتائج الأولية – من ناحية التخلص من الوزن الزائد، ومن داء السكري النوع الثاني مبشرة جداً، إلا أنه قد حدثت بعض المضاعفات الهامة عند بعض المرضى فى المرحلة التطبيقية التجربيية، حيث حدثت خراريج فى الكبد؛ وهو الأمر الذي تطلب إيقاف الأبحاث عليها مؤقتاً، ويتم الآن إجراء المزيد من الأبحاث لمنع حدوث هذه الالتهابات مستقبلاً.
وختاماً فإن الآمال معقودة بشدة على مثل هذه الأبحاث لإيجاد طرق آمنة أكثر فاعلية من خلال منظار المعدة للحصول على علاج سهل وآمن لمرض السمنة.
اقرأ أيضاً:
كل ما تود معرفته عن جراحات السمنة (ملف)
أعاني من السمنة: ماذا أفعل؟ (أسئلة وأجوبة)
أهم ما تحتاج معرفته عن جراحات السمنة
هل تضمن جراحات السمنة عدم عودة الوزن الزائد؟
مخاطر النظام الغذائي بعد تحويل مسار المعدة
نظام غذائي لأصحاب جراحة تحويل المعدة
استشارات ذات صلة:
وزني 340 كغم.. وصفة تفصيلية لمعالجة فرط السمنة
عملية طي المعدة
هل قص المعدة مفيد لي؟
المصادر:
EXPERIMENTAL WEIGHT LOSS SURGERY: THE 4 MOST PROMISING PROCEDURES
تقنية POSE لتصغير المعدة. أسباب فشلها؟
Novel Endoscopic Management of Obesity
وقد سبق وتحدثنا في مقالات سابقة عن نوعين من هذه الأنواع، وهي وضع بالونة فى المعدة لفترة مؤقتة - والتي ثبتت فاعليتها لو تم استعمالها للمريض المناسب مع متابعته ليغير نمط حياته - فى علاج السمنة، وأيضاً تحدثنا عن المحاولات البحثية لحقن "البوتكس" في المعدة من خلال منظار المعدة، ولعلها تنجح فى القريب العاجل.
واليوم سنتحدث على 3 طرق أخرى حديثة، بعضها مازال في طور التجريب، والطرق الثلاث يتم اجراؤها أيضاً عن طريق منظار المعده المرن، وهي:
1- تصغير المعدة من الداخل Primary Obesity Surgery Endoluminal POSE.
2- التكميم من خلال المنظار (endoscopic plication).
3- الحاجز الداخلي (endobarrier)، وفيها يتم تثبيت أنبوبة صناعية أشبه بالبلاستيك الطري جداً بين المعدة والأمعاء.
- التقنية الأولى وهى تقنية تصغير المعدة من الداخل POSE، ويتم التصغير عن طريق شد أجزاء صغيرة ومتفرقة من جدار المعدة – قد تصل إلى 20 جزءاً - وتدبيسها بجهاز ودباسات خاصة؛ مما ينتج عنه تصغير لحجم المعدة فى مجمله.
ولأن جدار المعدة قابل للتمدد لذا فإنها تتمدد بعد حوالى 6 أشهر؛ مما جعل العلماء يعتبرون هذه العملية مؤقتة، ولا يمكن الاعتماد عليها لفترة طويلة، ولذا لا ينصح باستخدامها للمرضى أصحاب الوزن الزائد جداً كعملية أولية.
ويؤكد الأطباء على أهمية ومحورية إخضاع كل المرضى لبرنامج لتغيير السلوكيات الغذائية، وتغيير نمط الحياة، شاملاً ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
- التقنية الثانية هي عملية التكميم عن طريق منظار المعدة endogastric plication، وهي عبارة عن تصغير المعدة طولياً – كما يحدث فى عملية التكميم الجراحية - باستخدام منظار المعدة المرن، وآلات وخيوط خاصة ليتم تصغير المعدة طولياً من الداخل حتى لا يستطيع المريض تناول وجبات كبيرة الحجم.
ومن الجدير بالتكرار أن هاتين العمليتين يجب ألا يتم إجراؤهما للمريض الذي يعاني من سمنة مفرطه جداً، والذي وصل معامل كتلة جسمه أكثر من 40، ولكن ينصح بهما للمريض السمين أقل من 40، كما يجب أن يخضع المريض بعد العملية لنظام حياتي متكامل لتغيير نمط الحياة شاملاً تغيير العادات الصحية والتعود على برنامج رياضي مدى الحياة.
ولقد ثبت أن تأثير العمليتين السابقتين هو تأثير مؤقت؛ لذا عادة ما يحتاج المريض لإعادة إجراء العمليتين عدة مرات ليحصل على النتيجة المناسبة، ولذا فإن كثيراً من الأبحاث لا تنصح باتباع هذه التدخلات كوسيلة أولية ووحيدة لعلاج السمنة، وترى أن موقعهما العلاجي الآن هو لعلاج الحالات التي لم يحقق التدخل الجراحي نجاحاً فى المرة الأولى بدلاً من إجراء عملية جراحية ثانية، وهو ما يحمل الكثير من المخاطر للمريض.
- التقنية الثالثة هي تقنية الـ endobarrier، وهي تقنية مازالت قيد التجريب، وهي كما ذكرت أنبوبة من مادة صناعية "لا تحدث تفاعلات" يتم تثبتها فى المعدة من ناحية، وفي الأمعاء الدقيقة من الناحية البعيدة فتحدث تأثير مثل عمليات تحويل المسار، والنتائج الأولية – من ناحية التخلص من الوزن الزائد، ومن داء السكري النوع الثاني مبشرة جداً، إلا أنه قد حدثت بعض المضاعفات الهامة عند بعض المرضى فى المرحلة التطبيقية التجربيية، حيث حدثت خراريج فى الكبد؛ وهو الأمر الذي تطلب إيقاف الأبحاث عليها مؤقتاً، ويتم الآن إجراء المزيد من الأبحاث لمنع حدوث هذه الالتهابات مستقبلاً.
وختاماً فإن الآمال معقودة بشدة على مثل هذه الأبحاث لإيجاد طرق آمنة أكثر فاعلية من خلال منظار المعدة للحصول على علاج سهل وآمن لمرض السمنة.
اقرأ أيضاً:
كل ما تود معرفته عن جراحات السمنة (ملف)
أعاني من السمنة: ماذا أفعل؟ (أسئلة وأجوبة)
أهم ما تحتاج معرفته عن جراحات السمنة
هل تضمن جراحات السمنة عدم عودة الوزن الزائد؟
مخاطر النظام الغذائي بعد تحويل مسار المعدة
نظام غذائي لأصحاب جراحة تحويل المعدة
استشارات ذات صلة:
وزني 340 كغم.. وصفة تفصيلية لمعالجة فرط السمنة
عملية طي المعدة
هل قص المعدة مفيد لي؟
المصادر:
EXPERIMENTAL WEIGHT LOSS SURGERY: THE 4 MOST PROMISING PROCEDURES
تقنية POSE لتصغير المعدة. أسباب فشلها؟
Novel Endoscopic Management of Obesity