البنكرياس.. أحد أعضاء الغدد الصماء الحيوية والمهمة جدا، حيث يلعب دورًا أساسيًا في عملية الهضم عن طريق إنتاج الإنزيمات التي يحتاجها الجسم لهضم الدهون والكربوهيدرات والبروتينات. كما ينتج أيضًا هرمونين مهمين: الجلوكاجون والإنسولين، المسؤولين عن التحكم في استقلاب الجلوكوز (السكر).
وبسبب موقع البنكرياس، قد يكون من الصعب اكتشاف سرطان البنكرياس، وغالبًا ما يتم تشخيصه في مراحل أكثر تقدمًا من المرض. ووفقًا لجمعية السرطان الأميركية، يشكل سرطان البنكرياس حوالي 3 بالمائة من تشخيصات السرطان في الولايات المتحدة و7 بالمائة من وفيات السرطان.
وغالبًا لا تظهر علامات وأعراض سرطان البنكرياس حتى يكون المرض في مرحلة متقدمة. وعندما تظهر العلامات والأعراض، فقد تتضمن:
- ألم البطن من الأعلى، والذي قد يصل إلى الظهر.
- اصفرار لون الجلد وبياض العينين (الصفراء).
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن.
- الاكتئاب.
- الجلطات الدموية.
* سبب الإصابة بسرطان البنكرياس
وتتضمن العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس ما يلي:
- زيادة وزن الجسم.
- التهاب البنكرياس المزمن.
- داء السكري.
- وجود تاريخ عائلي بالمتلازمات الوراثية التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، ومن بينها الطفرة الجينية BRCA2 ومتلازمة لينش والورم الميلاني الخبيث العائلي الشاذ على شكل شامة (FAMMM).
- التاريخ المرضي الشخصي أو العائلي لسرطان البنكرياس.
- التدخين.
* مضاعفات سرطان البنكرياس
- يمكن لسرطان البنكرياس الذي يسد قناة الصفراء الخاصة بالكبد أن يؤدي إلى الصفراء، وتشمل علامات الصفراء اصفرار لون البشرة والعينين وقتامة لون البول فضلاً عن البراز شاحب اللون. وقد يوصي الطبيب بوضع أنبوب من البلاستيك أو المعدن (دعامة) داخل قناة الصفراء لجعلها مفتوحة، وقد يلزم تحويل المسار في بعض الحالات لعمل طريق جديد حتى تتدفق الصفراء من الكبد إلى الأمعاء.
- يمكن أن يضغط ورم متزايد على الأعصاب في البطن، ما يسبب ألمًا يمكن أن يصبح حادًا. ويمكن لأدوية تخفيف الألم أن تفيدك في الشعور بمزيد من الراحة، ويمكن أيضًا للعلاج الإشعاعي أن يساعد في توقف نمو الورم بشكل مؤقت، ما يخفف الألم لديك بعض الشيء. وفي الحالات الشديدة، قد يوصي الطبيب بإجراء حقن الأعصاب التي تتحكم في ألم البطن بالكحول (إحصار الضفيرة البطنية). ويجعل هذا الإجراء الأعصاب تتوقف عن إرسال إشارات الألم إلى المخ.
- يمكن لسرطان البنكرياس الذي يمتد إلى الأمعاء الدقيقة أو يضغط عليها (الاثنى عشر) أن يحجز تدفق الطعام المهضوم من المعدة إلى الأمعاء. وقد يوصي الطبيب بوضع أنبوب (دعامة) داخل الأمعاء الدقيقة لجعلها مفتوحة، أو قد يلزم إجراء جراحة تحويل مسار لتوصيل المعدة بالنقطة السفلية للأمعاء التي لم يسدها السرطان.
- قد يؤدي السرطان في حد ذاته إلى فقدان الوزن، وقد تواجه صعوبة في تناول الطعام بسبب الغثيان والقيء الناتجين عن علاجات السرطان أو ضغط الورم على معدتك. أو قد يواجه الجسم صعوبة في معالجة العناصر الغذائية المكتسبة من الطعام على نحو جيد، لأن البنكرياس لا يفرز ما يكفي من العصارات الهضمية.
* تشخيص سرطان البنكرياس
إذا شك الطبيب في إصابتك بسرطان البنكرياس، فقد تخضع لواحد أو أكثر من الاختبارات التالية لتشخيص حالتك بالسرطان:
- اختبارات التصوير لإنشاء صور أعضائك الداخلية، مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية أو الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب (CT) والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
- استخدام المنظار لإنشاء صور للبنكرياس باستخدام الموجات فوق الصوتية. ويمكن جمع عينة (خزعة) أثناء إجراء منظار القنوات المرارية والبنكرياسية الرجوعي.
- استئصال عينة نسيجية صغيرة من البنكرياس لفحصها تحت المجهر. ويمكن الحصول على عينة الخزعة عن طريق إدخال إبرة من خلال الجلد إلى البنكرياس (سحب الخلايا بالإبر الرفيعة). أو يمكن الحصول عليها باستخدام التنظير بالموجات فوق الصوتية لتوجيه أدوات خاصة إلى مكان داخل البنكرياسن حيث يمكن أخذ عينة من الخلايا منه لاختبارها.
وفور تأكيد تشخيص سرطان البنكرياس، سيعمل الطبيب على تحديد شدة (مرحلة) السرطان عن طريق تنظير البطن وكل من التصوير بالأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي. ويمكن أن يجري الطبيب اختبارًا على الدم بحثًا عن بروتينات معينة (CA19-9). ولكن لا يمكن الاعتماد على الاختبار دومًا، ولم يتضح مدى أفضلية استخدام نتائج اختبار CA19-9.
* مراحل سرطان البنكرياس
- المرحلة الأولى: يقتصر السرطان على البنكرياس.
- المرحلة الثانية: يكون السرطان قد انتقل إلى أنسجة وأعضاء أخرى قريبة من البنكرياس، وقد يكون قد انتقل إلى العقد الليمفاوية.
- المرحلة الثالثة: يكون السرطان قد انتقل إلى أبعد من البنكرياس إلى الأوعية الدموية الرئيسية الموجودة حوله، وقد يكون قد انتشر إلى العقد الليمفاوية.
- المرحلة الرابعة: يكون السرطان قد انتقل إلى مناطق بعيدة عن البنكرياس، مثل الكبد والرئتين والبطانة المحيطة بأعضاء البطن (الغشاء البريتوني).
* علاج سرطان البنكرياس
يعتمد العلاج على مرحلة المرض وموضعه، وكذلك عمرك والحالة الصحية العامة والتفضيلات الشخصية، ويكمن الهدف الأول من علاج سرطان البنكرياس في استئصال السرطان متى أمكن ذلك. وعندما لا يتوفر هذا الخيار، قد يتحول التركيز إلى منع سرطان البنكرياس من النمو أو التسبب في ضرر أكبر، وعندما يكون سرطان البنكرياس في مرحلة متقدمة وقد لا يُرجى نفع من العلاجات، سيساعدك الطبيب في التخلص من الأعراض وجعلك تشعر بالراحة قدر المستطاع.
أولا: الجراحة
- إجراء ويبل
إذا كان السرطان مستوطنًا في رأس البنكرياس، فقد تخضع لعملية تسمى إجراء ويبل (استئصال البنكرياس والاثني عشر).وينطوي إجراء ويبل على استئصال رأس البنكرياس بالإضافة إلى جزء من الأمعاء الدقيقة (الاثنى عشر) والمرارة وجزء من القناة الصفراوية، ويمكن استئصال جزء من المعدة كذلك. وبعد ذلك، يعيد الجراح توصيل الأجزاء المتبقية من البنكرياس والمعدة والأمعاء ليتيح لك هضم الطعام.
كذلك، ينطوي إجراء ويبل على مخاطر التعرض للعدوى والنزيف، فبعد الجراحة، يعاني بعض المرضى من الغثيان والقيء اللذين قد يحدثان إذا واجهت المعدة مشكلة في تفريغ الطعام (تفريغ المعدة المتأخر). ومن هنا، توقع أن تطول مدة تماثلك للشفاء بعد إجراء ويبل، وستقضي عدة أيام في المستشفى ثم ستتماثل للشفاء عدة أسابيع في المنزل.
- استئصال البنكرياس القاصي
يطلق على جراحة استئصال ذيل البنكرياس وجزء صغير من جسمه اسم استئصال البنكرياس القاصي، وقد يستأصل الجراح الطحال أيضًا. وتنطوي هذه الجراحة على مخاطر التعرض للنزف والعدوى. وقد أظهرت الأبحاث أن جراحة سرطان البنكرياس قد تسبب مضاعفات بسيطة إذا أجراها جراحون مهرة، ومن هذا المنطلق، لا تتردد في الاستفسار عن مدى خبرة الجراح في جراحة سرطان البنكرياس، وإذا راودتك الشكوك، فالتمس رأيًا طبيًا آخر.
ثانيا: العلاج الإشعاعي
في العلاج الإشعاعي، يتم استخدام أشعة ذات طاقة عالية، مثل الأشعة السينية، لتحطيم الخلايا السرطانية. وقد تظل تتلقى العلاجات الإشعاعية قبل جراحة السرطان أو بعدها، وغالبًا ما يكون ذلك مقترنًا بالعلاج الكيميائي. أو قد يوصي الطبيب بالجمع بين العلاجات الإشعاعية والكيميائية في حالة تعذر علاج السرطان جراحيًا. وعادة ما يصدر العلاج الإشعاعي عن جهاز يتحرك حولك، بحيث يُوجِّه الإشعاع إلى نقاط معينة في الجسم (العلاج الإشعاعي الخارجي)، وفي المراكز الطبية المتخصصة، قد يجرى العلاج الإشعاعي أثناء الجراحة (الإشعاع أثناء العملية الجراحية).
ثالثا: العلاج الكيميائي
يستخدم العلاج الكيميائي عقاقير للمساعدة في قتل الخلايا السرطانية، ويمكن حقن العلاج الكيميائي في الوريد أو تناوله عن طريق الفم، وقد تتلقى عقارًا واحدًا فقط من العلاج الكيميائي أو قد تتلقى مجموعة من عقاقير العلاج الكيميائي.
ويمكن الجمع أيضًا بين العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي (العلاج الكيميائي الإشعاعي). وعادة ما يستخدم العلاج الكيميائي الإشعاعي لعلاج السرطان الذي انتشر في مناطق أخرى غير البنكرياس، ولكن لا يستخدم إلا لعلاج الأعضاء القريبة ولا يستخدم لعلاج الأعضاء البعيدة في الجسم.
ويمكن أيضًا استخدام هذا المزيج العلاجي بعد الجراحة لتقليل خطر معاودة سرطان البنكرياس، وبالنسبة للمصابين بسرطان البنكرياس المتقدم، يمكن استخدام العلاج الكيميائي منفردًا أو يمكن الجمع بينه وبين العلاج بالعقاقير المستهدفة.
رابعا: العلاج المستهدف
يستخدم العلاج المستهدف العقاقير التي تهاجم اضطرابات معينة داخل الخلايا السرطانية. ويعمل عقار إرلوتينيب (تارسيفا) المستهدف على حجب المواد الكيميائية التي تحفز الخلايا السرطانية لتنمو وتنقسم. وعادة ما يستخدم إرلوتينيب مع العلاج الكيميائي لعلاج المصابين بحالات متقدمة من سرطان البنكرياس.
* هل تمكن الوقاية من سرطان البنكرياس؟
بالرغم من عدم وجود طريقةٍ مجربة وأكيدة للوقاية من سرطان البنكرياس، فمن الممكن اتخاذ خطوات لتقليل تعرضك للخطر، ومن بينها:
- التوقف عن التدخين إن كنت من المدخنين، وتحدث مع الطبيب عن الاستراتيجيات التي تساعدك في الإقلاع عنه، بما في ذلك مجموعات الدعم والأدوية وعلاج بديل النيكوتين.
- الحفاظ على وزن صحي للجسم، واجمع بين ممارسة الرياضة يوميًا واتباع نظام غذائي غني بالخضروات والفاكهة والحبوب الكاملة بكميات قليلة للمساعدة في إنقاص الوزن.
* المصدر
What is pancreatic cancer?
