ويحدث الصداع الارتدادي لأكثر من 15 يومًا كل شهر ويمكن أن يكون مؤلمًا جدًا. وهو أيضا سبب شائع للصداع اليومي المزمن، وغالبًا ما يكون بدون ميزات محددة، ولكنه يمكن أن يكون مشكلة خطيرة ومعيقة. وتشير التقارير إلى أنه يحدث في واحد إلى اثنين في المائة من عامة السكان.
* أعراض الصداع الارتدادي
يمكن أن يختلف موقع وصورة وشدة الصداع الناجم عن الإفراط في استخدام الأدوية بين الأفراد، ولكن معظم الوقت يحدث يوميًا أو تقريبًا يوما بعد يوم، وعادة ما يكون موجودًا عند الاستيقاظ. والأعراض الأخرى التي قد تصاحب الصداع هي الغثيان والقلق والتهيج والوهن والأرق وصعوبة التركيز ومشاكل الذاكرة والاكتئاب.
لكن، عليك أن تطلب المساعدة الطبية الفورية إذا كان الصداع الذي لديك:
- مفاجئًا وحادًا.- تصحبه حمى وتيبس في الرقبة أو طفح أو شعور بالارتباك أو نوبة أو ازدواج رؤية أو ضعف أو إحساس بالتنميل أو صعوبة في التحدث.
- يتبع إصابة في الرأس.
- تفاقم على الرغم من الراحة ومسكنات الألم.
- نوعًا جديدًا في شخص يزيد عمره عن 50 سنة.
- يوقظك من نومك.
كما تجب عليك استشارة الطبيب في حالة:
- تعرضك لحالتين من الصداع أو أكثر كل أسبوع عادة.- تناول مسكنات الألم لعلاج الصداع أكثر من مرتين أسبوعيًا.
- احتياجك إلى أكثر من الجرعة الموصى بها من علاجات تخفيف الألم المتاحة دون وصفة طبية لتسكين الصداع.
- تغير نمط الصداع لديك.
- تفاقم حالة الصداع لديك.
* أسباب الصداع الارتدادي
يحدث الصداع الارتدادي عندما يتم استخدام مسكنات الألم لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر، مما يؤدي إلى تفاقم الصداع المزمن. ومن المعروف أن بعض الأدوية مثل أدوية التريبتان والأفيونيات والإرجوت تتسبب بحدوث صداع مسكنات الألم. لهذا، يجب استخدام أدوية تخفيف الآلام (بما في ذلك الباراسيتامول أو العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات مثل الإيبوبروفين) بمفردها أو في أي مجموعة لمدة 10 أيام على الأقل في الشهر أو أكثر.
والآلية الأساسية المؤدية إلى هذه الحالة لا تزال غير معروفة. تم الإبلاغ عن العديد من العوامل مثل الاستعداد الوراثي أو العوامل السلوكية/ البيئية لتحفيز هذا الصداع والحفاظ عليه.
ويُعتقد أن الأطفال الذين لديهم استعداد للإصابة بالصداع لديهم حساسية كبيرة للألم عند استخدام الأدوية بشكل متكرر وهذا يزيد من قابليتهم للإصابة بالصداع الارتدادي. ووفقًا للدراسات، تختلف مخاطر الإصابة بصداع مسكنات الألم، باختلاف العلاجات:
- أعلى نسبة حدوث مع المواد الأفيونية وأدوية التريبتان.
- متوسط نسبة حدوث مع الباراسيتامول والأسبرين.
- أدنى نسبة حدوث مع الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين.
* علاج الصداع الارتدادي
أولاً - وقف استخدام الدواء
عند التوقف عن الدواء، من المتوقع أن تتفاقم حالة الصداع قبل التحسن. وقد يمثل إدمان الأدوية عامل خطورة بالنسبة للأدوية التي تؤدي إلى صداع ارتدادي، وقد تصاب بأعراض انسحاب مثل العصبية أو الفتور أو الغثيان أو القيء أو الأرق أو الإمساك. وتستمر هذه الأعراض عادة من يومين إلى 10 أيام، ولكن يمكن أن تستمر لعدة أسابيع.وقد يصف الطبيب طرق علاج مختلفة للمساعدة في تسكين ألم الصداع والآثار الجانبية المرتبطة بهذه الأدوية. ويعرف هذا بالعلاج الجسري أو الانتقالي، وقد تشمل طرق العلاج الأدوية اللاستيرويديّة المضادة للالتهابات أو الستيرويدات القشرية أو ثنائي هيدروأرغوتامين، وغالبًا ما تُعطى أدوية الأرجوت عبر الوريد (الوريدية).
ومن الأفضل في بعض الأحيان أن تكون في بيئة مُراقبة عند التوقف عن تناول المسكنات. قد يوصى بالإقامة في المستشفى لمدة قصيرة في حالة عدم القدرة على التوقف عن استخدام المسكنات بنفسك. أو إصابتك بالاكتئاب أو القلق أو تناولك جرعات عالية من الأدوية التي تحتوي على المواد الأفيونية أو البوتالبيتال المهدئ.
ثانيا - الأدوية الوقائية
أثناء أو بعد الانسحاب، قد يصف طبيبك الأدوية الوقائية اليومية التالية:- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل أميتريبتيلين أو نورتريبتيلين (باميلور).
- مضادات التشنج مثل ديفالبرويكس (ديباكوت)، أو توبيراميت (توباماكس، كوديكسي إكس آر، تروكيندي إكس آر) أو جابابنتين (جراليزا، نيورونتين).
- حاصرات بيتا مثل بروبرانول (إندرال، إينوبران إكس إل).
- حاصرات قناة الكالسيوم، مثل فيراباميل (كالان، فيريلان، وغيرهما).
ويمكن لهذه الأدوية أن تساعد في السيطرة على الألم دون خطر حدوث الصداع الارتدادي. إذا كنت حذرًا، فقد تكون قادرًا على تناول الدواء المحدد على وجه الخصوص للألم أثناء نوبات الصداع في المستقبل. تأكّد من تناول الأدوية كما هو موصوف طبيًّا.
ثالثا - العلاج السلوكي المعرفي
ستتعلم أثناء هذا العلاج الكلامي طرقًا للتعامل مع حالة الصداع. وستتعود أيضًا في العلاج السلوكي المعرفي على عادات نمط حياة صحي وتحتفظ بيوميات متابعة للصداع.* هل هناك أعشاب أو مكملات للصداع الارتدادي؟
لا توجد دراسات كثيرة تدعم الطب البديل. لكن قد يساعد العلاج بالإبر الصينية، وهو يستخدم أبرا رفيعة للمساعدة على إفراز المسكنات الطبيعية والمواد الكيميائية الأخرى في الجهاز العصبي المركزي.كما يُعلِّمك الارتجاع البيولوجي كيفية السيطرة على بعض استجابات الجسم التي تقلل من الشعور بالألم. ويبدو أن بعض المكملات الغذائية - بما في ذلك المغنيسيوم والأقحوان وعشب الآرام - تساعد على الوقاية من بعض أنواع الصداع أو علاجها، ولكن ليس هناك دعم علمي قوي لتلك الادعاءات. إذا كنت تفكر في استخدام المكملات الغذائية، فاستشر الطبيب. فقد تتداخل بعض المكملات الغذائية مع الأدوية الأخرى التي تتناولها أو تكون لها آثار ضارة أخرى.
** وللمساعدة في الوقاية من حالات الصداع الارتدادي:
من المستحسن أن يتبع المرضى قاعدة "يومين في الأسبوع"، أي عدم تناول أي من المسكنات أو أدوية التريبتان لأكثر من يومين في الأسبوع. ويجب اعتبار أي مريض يعاني من صداع متكرر أو نوبات صداع نصفي مرشحًا محتملاً للأدوية الوقائية بدلاً من تشجيعه على تناول المزيد والمزيد من مسكنات الألم أو غيرها من الأدوية المسببة للصداع الارتدادي.ويتم تناول الأدوية الوقائية على أساس يومي. وقد يحتاج بعض المرضى إلى أدوية وقائية لسنوات عديدة؛ قد يطلبها الآخرون لفترة قصيرة نسبيًا مثل ستة أشهر. ولقد ثبت أن العديد من الأدوية مثل مضادات الاختلاج ومضادات الاكتئاب ومضادات فرط ضغط الدم ومضادات الهيستامين من الأدوية الوقائية الفعالة ضد الآلام.
* المصدر
Medication overuse headache
What is Medication Overuse?