يكون كبار السن أكثر عرضة للإصابة بكسر الورك، لأن العظام تزداد ضعفًا مع تقدم العمر. ويُعرف ذلك الضعف باسم
هشاشة العظام. ويعد أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بكسر الورك لدى كبار السن هو زيادة احتمال التعثر والسقوط نتيجة تعدد الأدوية وضعف الإبصار ومشكلات التوازن.
وتتطلب جميع حالات كسر الورك تقريبًا الإصلاح أو الاستبدال الجراحي، متبوعًا بعلاج فيزيائي لعدة أشهر. وقد يساعد على الوقاية من حدوث كسر الورك اتباع خطوات الحفاظ على كثافة العظام والوقاية من السقوط.
تشمل علامات وأعراض كسر الورك ما يلي:
- عدم القدرة على الحركة فور السقوط.
- ألم شديد حاد في الورك أو المنطقة الإربية.
- عدم القدرة على حمل وزن الجسم على الطرف الذي به الورك المصاب.
- تيبس الورك والمنطقة المحيطة به وتكدمهما وتورمهما.
- قصر الساق في الجانب الذي به الورك المصاب.
- التفاف القدم إلى الخارج في الطرف الذي به الورك المصاب.
يمكن أن يؤدي التصادم الشديد، مثل ذاك الناتج عن حادث تصادم سيارة، إلى كسر الورك لدى أي شخص من أي عمر. أما في حالة كبار السن، فغالبًا ما ينتج كسر الورك عن السقوط البسيط من وضعية الوقوف. وأما الأشخاص الذين يعانون من ضعف شديد في العظام، فقد يحدث كسر الورك بمجرد الوقوف على إحدى الساقين وثنيها بشكل مفاجئ.
-
ما هي مخاطر حدوث كسر الورك؟
هناك مجموعة من العوامل التي قد تزيد من مخاطر كسر الورك، والتي تشمل:
يزداد معدل كسور الورك بشكل كبير مع تقدم العمر. فمع تقدم العمر، تنخفض كثافة العظام والكتلة العضلية على حد سواء. وقد يسبب كبر السن أيضًا مشكلات في الإبصار والتوازن، إلى جانب رد الفعل البطيء لتجنب السقوط عند الشعور بعدم الثبات. ومع قلة النشاط، يكون ضعف العضلات أكبر أثناء التقدم بالعمر. ويمكن لكل هذه العوامل مجتمعة أن تزيد مخاطر حدوث كسر الورك.
تفقد النساء كثافة العظام بوتيرة أسرع مقارنة بالرجال، حيث يؤدي انخفاض مستويات الإستروجين الذي يحدث مع بلوغ سن اليأس إلى تسارع عملية فقدان صلابة العظام وزيادة مخاطر حدوث كسر الورك. ومع ذلك، من الممكن أن تصل كثافة العظام لدى الرجال المسنين إلى مستويات منخفضة بشكل خطير.
تعد هشاشة العظام أقوى عوامل الخطورة بالنسبة لكسر الورك. ولكن هناك حالات مرضية أخرى قد تسبب هشاشة العظام؛ ومن بينها اضطرابات الغدد الصماء، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية، والاضطرابات المعوية التي قد تحد من امتصاص فيتامين د والكالسيوم.
تتسبب أدوية الكورتيزون، مثل بريدنيزون، في إضعاف العظام عند تناولها لفترة طويلة. وفي بعض الحالات، يؤدي استخدام أدوية معينة إلى الشعور بدوخة وزيادة احتمال السقوط.
إذا افتقر نظامك الغذائي إلى الكالسيوم وفيتامين د في صغرك، فهذا يخفض من الكتلة العظمية، ويزيد من مخاطر الإصابة بكسور في فترة لاحقة من حياتك. وتؤدي اضطرابات الأكل الحادة، مثل فقدان الشهية العصبي والنهم، إلى الإضرار بالهيكل العظمي من خلال حرمان الجسم من المغذيات الأساسية التي يحتاجها لبناء العظام.
تساعد
التمارين الرياضية، مثل المشي، على تقوية العظام والعضلات، وتقلل من احتمالات السقوط والكسور. إذا كنت لا تؤدي هذه التمارين بشكل منتظم، فقد تكون عظامك أقل كثافة وقوة.
-
التدخين وتناول المشروبات الكحولية
يعيق
التدخين وشرب الكحوليات العمليات الطبيعية لبناء العظام وإعادة تشكيلها، مما ينتج عنه فقدان صلابة العظام.
يعد كسر الورك من الإصابات الخطيرة التي تحد من اعتمادك على نفسك، وتؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة، ولذلك يسمى كسر الورك بكسر الوفاة. كثيرمن البالغين الذين عاشوا حياتهم معتمدين على أنفسهم قبل إصابتهم بكسر في الورك، لا يزالون يتلقون الرعاية الطبية لأكثر من عام بعد إصابتهم.
إذا تسبب كسر الورك في عدم قدرتك على الحركة لفترة طويلة من الوقت، فقد تصاب بواحدة أو أكثر من المضاعفات التالية:- جلطات دموية في الساقين أو الرئتين.
- تقرح الجلد بسبب الاستلقاء الطويل في الفراش.
- عدوى جرثومية في المسالك البولية.
- الالتهابات الرئوية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الذين تعرضوا لكسر الورك مرة تزداد لديهم مخاطر الإصابة بالكسر مرة أخرى بشكل ملحوظ.
غالبًا ما يستطيع الطبيب تحديد ما إذا كنت مصابًا بكسر في الورك معتمدًا على الأعراض التي لديك، ومن خلال ملاحظة الوضع غير الطبيعي للورك والساق. وتؤكد الأشعة السينية إن كان لديك كسر، وتُظهر مكانه بالضبط في عظامك.
وإذا لم تظهر الأشعة السينية أي كسر، ولكنك لا تزال تشعر بألم في الورك، فقد يطلب الطبيب إجراء تصوير مقطعي محوسب (CT) أو تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للبحث عن أي كسر دقيق للغاية.
وتحدث أغلب كسور الورك في مكان من اثنين على طول عظم الفخذ. وهذان المكانان هما:- منطقة عنق عظم الفخذ.. يوجد عنق عظم الفخذ في الجزء العلوي من عظم الفخذ أسفل رأس عظمة الفخذ مباشرة.
- منطقة ما بين المدورين.. تقع هذه المنطقة أدنى قليلاً من مفصل الورك ذاته، في الجزء العلوي الناتئ من عظم الفخذ.
غالبًا ما تشمل علاجات كسر الورك الجراحة وإعادة التأهيل وتناول الأدوية.
يعتمد نوع العلملية التي سُتجرى لك بشكل عام على مكان الكسر في العظم ونوعه ومدى شدته وعمرك وحالتك الصحية العامة. وقد تتضمن خيارات الجراحة ما يلي:
قد يُدخل الجراحون مسامير معدنية في العظام لتثبيتها معًا لحين شفاء الكسر. وفي بعض الحالات، تكون المسامير مثبتة على شريحة معدنية تمتد إلى نهاية عظم الفخذ. وهناك خيار آخر، ألا وهو إدخال قضيب معدني قوي في نخاع عظم الفخذ. ثم يُمرر مسمار خلال الجزء العلوي من القضيب لينفذ من عنق عظم الفخذ، وصولاً إلى الجزء الكروي من مفصل الورك.
-
الاستبدال الجزئي لمفصل الورك
في حالة عدم اتساق أطراف العظم المكسور أو تضررها، فقد يستأصل الطبيب رأس عظم الفخذ وعنقه، ويثبت بديلاً معدنيًا (رأساً صناعيًا لعظم الفخذ). ويُسمى هذا الإجراء بالاستبدال الجزئي للورك.
-
الاستبدال الكلي لمفصل الورك
يعني الاستبدال الكلي لمفصل الورك استبدال الجزء العلوي من عظم الفخذ والتجويف في عظم الحوض بأجزاء معدنية صناعية تُسمى المفصل الصناعي. وقد يكون الاستبدال الكلي للورك خيارًا جيدًا في حالة التهاب المفصل، أو تعرضك لإصابة سابقة أدت إلى تلف المفصل بشكل أثر على قدرته الوظيفية حتى قبل حدوث الكسر.
وفي حالة تضرر إمداد الدم إلى رأس عظم الفخذ (الجزء الكروي من مفصل الورك) في كسر الورك، فمن غير المرجح أن يُشفى العظم بشكل سليم. وهذا ما يحدث غالبًا لدى كبار السن ممن لديهم كسور في عنق عظم الفخذ. لذا قد يوصي الأطباء بالاستبدال الجزئي أو الكلي للورك لهذا النوع من الإصابات.
سوف يساعدك فريق الرعاية على النهوض من الفراش والتحرك في اليوم الأول بعد الجراحة. وسوف تتلقى علاجًا فيزيائيًا يُركز في البداية على مجموعة من تمارين الحركة والتقوية. عند الخروج من المستشفى، قد تحتاج للذهاب إلى أحد مراكز الرعاية الممتدة، وذلك حسب نوع الجراحة التي أُجريت لك ومدى توفر المساعدة في المنزل.
وفي هذا المركز أو المنزل، يمكنك التعاون مع معالج فيزيائي لتتعلم أساليب الاعتماد على النفس في أوجه الحياة اليومية، مثل استخدام المرحاض والاستحمام وارتداء الملابس والطبخ. وسوف يحدد المعالج الفيزيائي ما إذا كنت في حاجة إلى مشاية أو كرسي متحرك، لمساعدتك على استعادة قدرتك على الحركة والاعتماد على النفس.
قد تساعد الأدوية المعزّزة لكثافة العظام، التي تُسمى
الفوسفونات الثنائية، على الحد من مخاطر تكرار حدوث كسر الورك. وتؤخذ معظم هذه الأدوية عن طريق الفم، وقد تكون مصحوبة بآثار جانبية قد يصعب احتمالها؛ وتشمل الغثيان وآلام المعدة والتهاب المريء. إذا عانيت من هذه المشكلات، فقد تحتاج إلى تناول نوع من الفوسفونات الثنائية يؤخذ عن طريق الحقن الوريدي (IV).
ولكن، قد يسبب العلاج بالأدوية ثنائية الفوسفونات على المدى الطويل بمشكلة نادرة الحدوث؛ وفيها يتشقق عظم الفخذ العلوي، ولكنه في الغالب لا ينكسر بالكامل. فضلاً عن أن هذا الدواء من الممكن أن يؤثر في عظم الفك. ويعد نخر عظام الفك حالة نادرة تحدث بعد خلع الأسنان يموت فيها جزء من عظم الفك وتتدهور حالته.