يعاني عُشر إلى خُمس سكان الوطن العربي حاليًا من أعراض حرقة المعدة أو الارتجاع المريئي بصورة مزمنة، وقد يلجأ معظم المرضى إلى تناول أدوية تعرف بمثبطات مضخة البروتون (proton pump inhibitors)، لفترات طويلة الأمد قد تمتد لسنوات سواء بوصفة طبية أو دون أن يصفها الطبيب.
وقد يشعر المريض بصعوبة التوقف عن تناول تلك الأدوية التي تساعده بالفعل على التخلص من أعراض الحرقة، وخاصة إذا لم يقم بأية تغييرات في نمط حياته أو نظام غذائه اليومي للتقليل من حدة وتكرار هذه الأعراض.
وقد تؤكد بعض شركات الأدوية أن مثبطات مضخة البروتون آمنة ومن النادر أن تسبب الآثار الجانبية، ولكن في حالات عديدة يشعر المريض بعودة الأعراض مرة أخرى حتى مع تناوله الدواء بانتظام.
وفي حالات أخرى يشتكي المريض من أعراض أخرى قد لا يتم الربط بينها وبين دواء المعدة إلا بعد استشارة الطبيب، ولذلك قد يتبادر إلى ذهن الكثير من المرضى هذا السؤال المنطقي: هل هناك مخاطر حقيقية قد يسببها تناول مثبطات مضخة البروتون لفترات طويلة؟
أظهرت دراسات متعددة أن تناول مثبطات مضخة البروتون لأكثر من شهرين قد يجعلك عرضة للإصابة بأحد الآثار الجانبية الآتية:
1- اضطراب عملية الهضم أو الإصابة بعسر هضم مزمن أو الشعور المستمر بالامتلاء والانتفاخ والإمساك.
تعمل مثبطات مضخة البروتون على كبح إفراز المعدة لأحماضها التي تسبب الشعور بحرقة المريء عند حدوث الارتجاع، وذلك لا يعد علاجًا لمشكلة المريء نفسها بالطبع، ولكنه مجرد محاولة للتقليل من الأعراض التي تسببها أحماض المعدة عن طريق تقليل إفرازها.
ولكن هذه الأحماض هي المسؤولة – في الوقت نفسه - عن عملية الهضم داخل المعدة وإفراز بعض الإنزيمات الضرورية، ولذلك فإن كبحها سيؤدي إلى تأخر عملية هضم الطعام مما يسبب عسر الهضم والشعور بالانتفاخ.
كذلك سيؤدي بقاء الطعام داخل المعدة لفترات أطول من اللازم إلى تخمره، وتكون الغازات التي تسبب بدورها الانتفاخ والشعور بالامتلاء وقد تصعد إلى المريء لتزيد من الشعور بالحرقة.
2- الإصابة بالأنيميا
وبعض الأعراض المصاحبة، مثل الإجهاد والدوار وصعوبة التنفس. يحدث ذلك بسبب انخفاض تركيز الأحماض داخل المعدة، مما يؤدي إلى سوء امتصاص الحديد وفيتامين ب 12، إذ يتطلب امتصاصها وسطًا شديد الحامضية، وهي ضمن العناصر الضرورية لتكوين الهيموجلوبين وكرات الدم الحمراء، لذلك يؤدي انخفاض نسبتها في الدم إلى الإصابة بالأنيميا.
3- الإصابة بهشاشة العظام وارتفاع مخاطر حدوث الكسور
وتعد النساء هي الفئة الأكثر عرضة لتلك المخاطر، وخاصة بعد انقطاع الطمث. وتشير بعض الدراسات إلى أن السبب في ذلك هو انخفاض نسبة الكالسيوم والماغنسيوم التي يتم امتصاصها داخل الجسم بسبب مثبطات مضخة البروتون.
وترجح دراسات أخرى أن مثبطات مضخة البروتون قد تعجل عملية فقد العظام للكالسيوم، وذلك كله يؤدي إلى انخفاض كثافة العظام ويجعلها أكثر عرضة للإصابة بالهشاشة والكسور.
بالإضافة إلى ذلك فإن انخفاض نسبة الماغنسيوم في الدم قد يؤدي أيضًا إلى الإصابة باضطراب ضربات القلب أو انخفاض ضغط الدم.
4- اضطرابات الجهاز الهضمي ويتضمن ذلك:
- الإصابة بالإسهال المزمن الذي لا يستجيب للأدوية المضادة للإسهال، ولكن في حالات كثيرة يمكن التحكم في الإسهال بتناول الأطعمة التي تحتوي على ألياف قابلة للذوبان مثل التفاح والشوفان والأرز.
- الإصابة بالتهاب القولون بسبب بكتيريا المطثية العسيرة (Clostridium difficile)، فتثبيط إفراز أحماض المعدة يسبب انخفاض درجة الحموضة داخل المعدة، مما يتيح الفرصة لتكاثر البكتيريا داخل الأمعاء.
5- الالتهاب الرئوي
يساعد انخفاض درجة الحموضة داخل المعدة البكتيريا على التكاثر ثم تنتقل هذه البكتيريا إلى الشعب الهوائية أثناء عملية البلع وخاصة مع الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي، ثم تتكاثر داخل الرئتين مما قد يؤدي إلى الالتهاب الرئوي.
ختامًا.. نقول إن فعالية مثبطات البروتون وأهميتها في علاج الحموضة ليست محل شك، ولكن يجب الانتباه إلى آثارها الجانبية الجادة المذكورة أعلاه، خصوصًا إذا كان العلاج بها سيستمر لفترات تتعدى الشهرين.
فمن الضروري في تلك الحالة استشارة الطبيب بشأن الأهداف المرجوة من العلاج بمثبطات البروتون، واتخاذ القرار العلاجي المناسب في ضوء موازنتها مع الآثار غير المرغوبة المحتملة.
اقرأ أيضا:
قرحة المعدة والاثني عشر (ملف)
عسر الهضم .. عرض لأمراض متعددة (ملف)
عسر الهضم.. مجموعة أعراض والسبب واحد
ارتجاع المريء.. مشكلة شائعة جدا (ملف)
المصادر:
Safety of the long-term use of proton pump inhibitors
Do PPIs have long-term side effects?
Long-Term Consequences of Chronic Proton Pump Inhibitor Use
وقد يشعر المريض بصعوبة التوقف عن تناول تلك الأدوية التي تساعده بالفعل على التخلص من أعراض الحرقة، وخاصة إذا لم يقم بأية تغييرات في نمط حياته أو نظام غذائه اليومي للتقليل من حدة وتكرار هذه الأعراض.
وقد تؤكد بعض شركات الأدوية أن مثبطات مضخة البروتون آمنة ومن النادر أن تسبب الآثار الجانبية، ولكن في حالات عديدة يشعر المريض بعودة الأعراض مرة أخرى حتى مع تناوله الدواء بانتظام.
وفي حالات أخرى يشتكي المريض من أعراض أخرى قد لا يتم الربط بينها وبين دواء المعدة إلا بعد استشارة الطبيب، ولذلك قد يتبادر إلى ذهن الكثير من المرضى هذا السؤال المنطقي: هل هناك مخاطر حقيقية قد يسببها تناول مثبطات مضخة البروتون لفترات طويلة؟
أظهرت دراسات متعددة أن تناول مثبطات مضخة البروتون لأكثر من شهرين قد يجعلك عرضة للإصابة بأحد الآثار الجانبية الآتية:
1- اضطراب عملية الهضم أو الإصابة بعسر هضم مزمن أو الشعور المستمر بالامتلاء والانتفاخ والإمساك.
تعمل مثبطات مضخة البروتون على كبح إفراز المعدة لأحماضها التي تسبب الشعور بحرقة المريء عند حدوث الارتجاع، وذلك لا يعد علاجًا لمشكلة المريء نفسها بالطبع، ولكنه مجرد محاولة للتقليل من الأعراض التي تسببها أحماض المعدة عن طريق تقليل إفرازها.
ولكن هذه الأحماض هي المسؤولة – في الوقت نفسه - عن عملية الهضم داخل المعدة وإفراز بعض الإنزيمات الضرورية، ولذلك فإن كبحها سيؤدي إلى تأخر عملية هضم الطعام مما يسبب عسر الهضم والشعور بالانتفاخ.
كذلك سيؤدي بقاء الطعام داخل المعدة لفترات أطول من اللازم إلى تخمره، وتكون الغازات التي تسبب بدورها الانتفاخ والشعور بالامتلاء وقد تصعد إلى المريء لتزيد من الشعور بالحرقة.
2- الإصابة بالأنيميا
وبعض الأعراض المصاحبة، مثل الإجهاد والدوار وصعوبة التنفس. يحدث ذلك بسبب انخفاض تركيز الأحماض داخل المعدة، مما يؤدي إلى سوء امتصاص الحديد وفيتامين ب 12، إذ يتطلب امتصاصها وسطًا شديد الحامضية، وهي ضمن العناصر الضرورية لتكوين الهيموجلوبين وكرات الدم الحمراء، لذلك يؤدي انخفاض نسبتها في الدم إلى الإصابة بالأنيميا.
3- الإصابة بهشاشة العظام وارتفاع مخاطر حدوث الكسور
وتعد النساء هي الفئة الأكثر عرضة لتلك المخاطر، وخاصة بعد انقطاع الطمث. وتشير بعض الدراسات إلى أن السبب في ذلك هو انخفاض نسبة الكالسيوم والماغنسيوم التي يتم امتصاصها داخل الجسم بسبب مثبطات مضخة البروتون.
وترجح دراسات أخرى أن مثبطات مضخة البروتون قد تعجل عملية فقد العظام للكالسيوم، وذلك كله يؤدي إلى انخفاض كثافة العظام ويجعلها أكثر عرضة للإصابة بالهشاشة والكسور.
بالإضافة إلى ذلك فإن انخفاض نسبة الماغنسيوم في الدم قد يؤدي أيضًا إلى الإصابة باضطراب ضربات القلب أو انخفاض ضغط الدم.
4- اضطرابات الجهاز الهضمي ويتضمن ذلك:
- الإصابة بالإسهال المزمن الذي لا يستجيب للأدوية المضادة للإسهال، ولكن في حالات كثيرة يمكن التحكم في الإسهال بتناول الأطعمة التي تحتوي على ألياف قابلة للذوبان مثل التفاح والشوفان والأرز.
- الإصابة بالتهاب القولون بسبب بكتيريا المطثية العسيرة (Clostridium difficile)، فتثبيط إفراز أحماض المعدة يسبب انخفاض درجة الحموضة داخل المعدة، مما يتيح الفرصة لتكاثر البكتيريا داخل الأمعاء.
5- الالتهاب الرئوي
يساعد انخفاض درجة الحموضة داخل المعدة البكتيريا على التكاثر ثم تنتقل هذه البكتيريا إلى الشعب الهوائية أثناء عملية البلع وخاصة مع الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي، ثم تتكاثر داخل الرئتين مما قد يؤدي إلى الالتهاب الرئوي.
ختامًا.. نقول إن فعالية مثبطات البروتون وأهميتها في علاج الحموضة ليست محل شك، ولكن يجب الانتباه إلى آثارها الجانبية الجادة المذكورة أعلاه، خصوصًا إذا كان العلاج بها سيستمر لفترات تتعدى الشهرين.
فمن الضروري في تلك الحالة استشارة الطبيب بشأن الأهداف المرجوة من العلاج بمثبطات البروتون، واتخاذ القرار العلاجي المناسب في ضوء موازنتها مع الآثار غير المرغوبة المحتملة.
اقرأ أيضا:
قرحة المعدة والاثني عشر (ملف)
عسر الهضم .. عرض لأمراض متعددة (ملف)
عسر الهضم.. مجموعة أعراض والسبب واحد
ارتجاع المريء.. مشكلة شائعة جدا (ملف)
المصادر:
Safety of the long-term use of proton pump inhibitors
Do PPIs have long-term side effects?
Long-Term Consequences of Chronic Proton Pump Inhibitor Use