بصرف النظر عن الإتيكيت؛ فإن التجشؤ يمكن أن يكون ممتعًا وحتى مضحكًا، خاصةً إذا كانت هناك مسابقة تجشؤ بين الأشقاء، ولكن إذا كنت من الأقلية من الأشخاص الذين لا يستطيعون التجشؤ فإن هذه الوظيفة الجسدية الأساسية غير معروفة بالنسبة لك، وقد تكون مساعدتك على التجشؤ هو الاستخدام الجديد للبوتكس.
ولكن لماذا لا يستطيع البعض أن يتجشأ؟ وكيف يمكن أن يساعد البوتكس في هذه العملية؟ تابع القراءة لتعرف أكثر.
لماذا لا يستطيع بعض الناس التجشؤ؟
يُعد الخلل في عمل العضلة الحَلقية البلعومية (Retrograde cricopharyngeus dysfunction) اضطرابًا هضميًا يؤثر على الجزء العلوي من المريء، ولا يستطيع الأشخاص المصابون بخلل العضلة الحلقية البلعومية أن يقوموا بعملية التجشؤ، ومن الممكن ألا يتمكنوا أيضًا من التقيؤ. قد تسبب هذه المشكلات:
- ألمًا في المعدة.
- شعورًا بالامتلاء.
- غازات زائدة في البطن.
ما مدى شيوع الخلل في عمل العضلة الحلقية البلعومية؟
لم يحدد الأطباء الخلل في عمل العضلة الحلقية البلعومية إلا في عام 2019، لذلك لا توجد دراسات كبيرة حتى الآن حول مدى شيوعه. نشر الباحثون فقط مقالات مراجعة تصف المرض وبعض الدراسات عنه. ومع ذلك، فإن حقيقة كونها اكتشافًا حديثًا قد تشير إلى أن هذا الخلل غير شائع، أو أن العديد من الأشخاص المصابين بهذه الحالة لديهم أعراض أخف ولا يسعون إلى العلاج. يمكن أن يكون الخلل في العضلة الحلقية البلعومية موجودًا عند الأطفال والبالغين، ومع ذلك ركزت معظم الأبحاث حتى الآن على البالغين.
أعراض الخلل في العضلة الحلقية البلعومية
الأعراض الرئيسية للخلل في العضلة الحلقية البلعومية هي عدم القدرة على التجشؤ أبدًا، وهناك بعض الأعراض الأخرى التي قد يعاني منها الشخص، وتشمل:
- أصوات بطنية عالية، مثل الغرغرة.
- الغازات أو انتفاخ البطن.
- ألمًا أو انزعاجًا في البطن.
- شعورًا بالامتلاء أو الألم في الحَلق أو الصدر.
- عدم القدرة على التقيؤ لدى بعض الأشخاص.
تشخيص الخلل في العضلة الحلقية البلعومية
لا يوجد اختبار تشخيصي معتمد للخلل في العضلة الحلقية البلعومية. ومع ذلك، يوصي بعض الباحثين بمعالجة أعراض الحالة كما لو كانت ناتجة عن ذلك. إذا نجح العلاج، فقد يؤكَّد التشخيص. قد يقوم الأطباء أيضًا بإجراء اختبارات أخرى لاستبعاد أسباب أخرى. ومع ذلك، إذا لم يتمكن الشخص من التجشؤ أبدًا، فإن الخلل RCPD هو السبب المحتمل.
التجشؤ هو الاستخدام الجديد للبوتكس
العلاج الأساسي للخلل في العضلة الحلقية البلعومية هو حقن البوتكس، ويمكن لسم البوتولينوم -السم الموجود في البوتكس- أن يشل العضلات بجرعات صغيرة جدًا. قد يمنع حقْن البوتكس في العضلة الحلقية البلعومية الشدَّ أو الانغلاق في الأوقات التي لا ينبغي لها ذلك، مما يسمح للشخص بالتجشؤ.
نظرًا لأن فاعلية البوتكس تتلاشى بعد عدة أشهر، يحتاج هؤلاء الأشخاص عادةً إلى علاجات حقن متكررة، ومع ذلك تشير العديد من الدراسات إلى أن الفوائد يمكن أن تستمر غالبًا لفترة أطول، وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى علاجات أكثر انتظامًا بينما قد لا يحتاجها آخرون.
لا يعرف الباحثون سبب ذلك، ولكن وعلى الرغم من أن البوتكس هو علاج غير معتمد نظاميًا من الهيئات الصحية في أمريكا (Off-label treatment) لعلاج الخلل في العضلة الحلقية البلعومية؛ فإنه يبدو آمنًا وفعالًا.
نهايةً، في دراسة أجريت عام 2022 على 85 شخصًا خضعوا للعلاج بالبوتكس لعلاج الخلل في العضلة الحلقية البلعومية استجاب للعلاج 88.2٪، وكان التأثير الجانبي الأكثر شيوعًا في الدراسة هو صعوبة البلع الخفيفة والمؤقتة، والتي اختفت من تلقاء نفسها. وقد أثر هذا الأثر الجانبي على 30.6٪ من المشاركين، لذا ننصح الأشخاص المصابين بالخلل في العضلة الحلقية البلعومية إلى مناقشة الفوائد والمخاطر المحتملة لعلاج البوتكس للتجشؤ مع أخصائي أمراض الجهاز الهضمي.