* ظهور سلالات مقاومة لخط الدفاع الأخير
مؤخراً تم اكتشاف إصابة امرأة من بنسلفانيا عمرها 49 عاماً بسلالة من بكتريا الإي كولاي E.coli التي اكتسبت خصائص جينية جعلتها تقاوم أغلب المضادات الحيوية المعروفة، وآخرها المضاد الحيوي المعروف باسم الكوليستين، والذي كان يمثل ملاذاً أخيراً في العلاج ضد هذه السلالات من البكتريا المعدية التي تمثل كابوساً للأطباء والعلماء.
تمثل الإي كولاي نوعاً من البكتريا المتعايشة التي تتواجد بشكل طبيعي في الأمعاء البشرية، بل إنها تساعد الجسم على إنتاج فيتامين ك vitamin K، ومنع الإصابة ببعض البكتريا الضارة، لكن بعض السلالات تتسبب في العديد من الأمراض، خاصة عدوى المسالك البولية والنزلات المعوية والالتهاب السحائي.
لكن مقاومة الكوليستين لا تقتصر على الإي كولاي، فقد وجد العلماء أن الجين المسبب لمقاومة الكوليستين، والمعروف بـ (إم إس آر 1/MSR1) يتواجد أيضاً في مجموعة من البكتريا المعوية Enterobacteriaceae، التي تتسبب في مدى واسع من الأمراض المعدية من بينها عدوى المجاري البولية، والإصابة بالنزلات المعوية الحادة، وقد يتسبب بعضها في التهابات رئوية؛ خاصة في المرضى الذين يعانون من نقص في المناعة كالمرضى المصابين بالسرطان، أو الذين يتعاطون بعض الأدوية المثبطة للمناعة، والمرضى الذين يقيمون في المستشفيات لفترات ممتدة.
لذلك ظهر مصطلح الجراثيم الفائقة أو الرهيبة superbugs ليصف هذه السلالات من البكتريا التي يمكنها أن تقاوم تأثير العديد من المضادات الحيوية، كما اصطلح الأطباء على استخدام تعبير "البكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة" لوصف هذه السلالات، حيث يصاب بهذه السلالات قرابة مليوني شخص في الولايات المتحدة وحدها طبقاً لإحصائيات مركز منع ومكافحة الأمراض CDC، وتتسبب في وفاة قرابة 23000 شخص سنوياً.
تمثل هذه السلالات معضلة كبيرة في العلاج بالنسبة للأطباء، فطبقاً لتوماس فريدن مدير مركز منع ومكافحة الأمراض "صارت خزانة الدواء فارغة بالنسبة لبعض المرضى، وقد تمثل هذه المشكلة نهاية الطريق للمضادات الحيوية ما لم نتصرف على وجه السرعة".
* ماذا علينا أن نفعل لنحمي العالم من خطر البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية؟
من المدهش أن بداية الحل تبدأ من جانب أفراد المجتمع، وهذه مجموعة من النصائح التي يمكن أن تساهم بها في تجنب ظهور هذه السلالات المؤذية لك ولغيرك:
- الاستخدام المتكرر وغير السليم للمضادات الحيوية يمثل عاملاً رئيسياً في ظهور هذه السلالات المقاومة للمضادات الحيوية، لذلك فإن ترشيد استخدام هذه الأدوية في الحالات المطلوبة فقط يمثل الخطوة الرئيسية في حمايتك وحماية غيرك من ظهور هذه السلالات.
- لا يجب استخدام المضادات الحيوية في حالات العدوى الفيروسية كحالات البرد والانفلونزا.
- لا تطالب طبيبك بالمضادات الحيوية إذا قال الطبيب أنه لا داعي لها.
- يجب تناول جرعات المضادات الحيوية طبقاً لأوامر الطبيب والوصفة الطبية، كما أن عليك استكمال دورة العلاج كاملة، فلا تتوقف عن تعاطي الدواء عند اختفاء الأعراض.
- لا تعط المضادات الحيوية لشخص آخر، ولا تأخذ المضادات الحيوية التي تم وصفها لشخص آخر.
- تأكد أن طبيبك قد غسل يديه جيداً قبل تنفيذ أي إجراء مثل إدخال القساطر الوريدية أو البولية.
- اغسل الأيدي جيداً بالماء الجاري والصابون، هذا النشاط البسيط يمثل واحداً من أهم الأنشطة في مكافحة العدوى.
يمكن أن تساعد هذه الإجراءات وغيرها في وقف التطور السريع لسلالات البكتريا في حربها مع البشر، وربما يساهم هذا في توفير الوقت اللازم لتطوير أسلحة جديدة يمكن للجنس البشري أن يستعد بها في هذه المواجهة طويلة الأمد.
اقرأ أيضاً:
أميركا ترصد أول حالة بكتيريا مقاومة لمضادات الملاذ الأخير
6 إجراءات للتعامل السليم مع المضادات الحيوية
مقاومة المضادات الحيوية.. الإنسان يدمر دواءه
* المصادر:
http://www.medscape.com/viewarticle/863896?src=soc_fb_160526-pm_mscpedt_news_uro
http://www.healthline.com/health/antibiotics/how-you-can-help-prevent-resistance
http://www.webmd.com/news/20150417/superbugs-what-they-are
http://www.cdc.gov/features/antibioticresistance/