يذخر عالمنا الذي نعيش فيه بالعديد والعديد من الألوان، وما لا يعرفه الكثير منا أن تلك الألوان المختلفة تؤثر علينا بشكل أكبر مما قد نتخيل. حيث إنها قادرة على تغيير المزاج والحالة النفسية والسلوكيات وحتى النظام الغذائي. لذا يجب أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار قبل تغيير ألوان حوائط البيت أو المكتب، واختيار الملابس الملائمة للخروج، وحتى تحضير وجبات الطعام.
* المشاعر
يعزز اللون الأخضر من المشاعر الإيجابية إلى حد كبير، كما أنه في الوقت ذاته يقلل من المشاعر السلبية، ويعتقد بأن اللونين الأبيض والوردي يمتلكان التأثير ذاته، لكن الباحثين لا يزالون يقومون بدراسة هذا الأمر. على الجانب الآخر نجد أن اللون الأحمر يعزز المشاعر السلبية مثل تلك المرتبطة بالفشل والخطر.
اقرأ أيضاً:
10 نصائح لتغيير مزاجك السيىء
8 خطوات من أجل حياة صحية
* الساعة البيولوجية
اكتشف العلماء أن الضوء الأزرق الساطع يساعد في إعادة تنظيم الساعة البيولوجية لأجسامنا. حيث أوضحت الدراسات أن اللون الأزرق له تأثير إيجابي كبير على العادات البدنية والنفسية والسلوكية التي نمر بها كل 24 ساعة، لذا يعول بعض الباحثين على ذلك الأمر للمساعدة في علاج الاكتئاب والمشاكل المزاجية الأخرى.
* الذاكرة
تؤثر الألوان كثيرا على القدرة على التذكر؛ فإذا كان هناك الكثير من اللون الأحمر فيما حولنا، ستميل الذاكرة إلى استحضار الكلمات السلبية. على النقيض من ذلك، إذا غلب اللون الأخضر على الموجودات من حولنا ستميل لتذكر الكلمات الإيجابية.
* العلاقات الأسرية
إن طلاء جدران البيت باللون الوردي أو الأخضر أو الأبيض يساعد على شعور أفراد الأسرة بالسعادة أثناء تواجدهم فيه. حيث إن تلك الألوان تساعد على التركيز على تعبيرات الوجه السعيدة للأخرين، وفي الوقت ذاته تجعل من الصعب تعرف تعبيرات الوجه الحزينة. الأمر الذي من شأنه نشر السعادة بين أفراد الأسرة داخل البيت الواحد.
اقرأ أيضاً:
الأسر المضطربة
* الطعام
إن لون الطبق الذي نتناول فيه الطعام من شأنه التأثير على كمية الطعام التي نتناولها. والسر في ذلك هو تضاد الألوان، فكلما زاد التضاد بين لون الطعام الذي نتناوله ولون الطبق الذي نأكل فيه، سنقوم بملئه بكمية أقل من الطعام. ففي دراسة أجريت لتقصي ذلك الأمر، وجد أن المشاركين في الدراسة يقومون بملء أطباقهم بالمعكرونة بالـ"صوص" الأبيض أكثر بنسبة 30%، وذلك عند إعطائهم أطباقا بيضاء بدلا من أطباق حمراء اللون.
* الإبداع
إن اللون الأخضر من شأنه المساعدة على تدفق الأفكار الإبداعية، حيث إنه يرتبط بالتفكير الإبداعي. فلدى مقارنة تأثير ألوان الأبيض والرمادي والأحمر والأزرق والأخضر على الحالة الإبداعية، وجد أن الأخضر يساعد على أداء أفضل في تلك الأنشطة المتعلقة بالكلمات وبالصور. لذا فإن اللون الأخضر هو الخيار الأول لحوائط أماكن العمل كالمكاتب.
* ردود الفعل
يؤثر اللون الأحمر على العديد من ردود الفعل، حيث إن رؤيته تجعلها أسرع وأقوى بسبب أن المخ يراه كعلامة على وجود خطر مما يحفز الجسم للدفاع أو الهجوم، وقد يساعد هذا الأمر في ممارسة بعض الرياضات مثل رفع الأثقال بسبب الحاجة إلى دفعات قوية متتالية. لذا يستخدم الأحمر في صالات ممارسة التمارين الرياضية كمحفز لأداء رياضي أفضل؛ بينما قد يصبح مدعاة للتشتيت أثناء ممارسة رياضات أخرى كتلك التي تتطلب الإبداع أو حركات معقدة.
* التمارين الرياضية
إن ممارسة التمارين الرياضية في بيئة تزدان باللون الأخضر، تكسب الشعور بالسعادة وتقلل من الإحساس بالتعب والإرهاق، لذا نجد أن الأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية في أماكن مفتوحة ذات مساحات خضراء ينعمون بشعور أفضل. كما أن تواجد مساحات خضراء قرب المسكن يحسن من الصحة النفسية.
* الشهية
يميل الأطفال إلى تناول طعامهم أكثر إذا احتوت أطباقهم على ألوان مختلفة؛ لذا ينصح بتقديم أطباق من الخضر والفاكهة للأطفال تحوي العديد من الألوان، وذلك لتشجيعهم على تناولها. وفي الوقت ذاته فإن تنوع الألوان في أطباق الأطفال يعني تنوع العناصر الغذائية المقدمة إليهم، مما يساعد على نموهم بشكل سليم.
اقرأ أيضاً:
حقن البوتكس لعلاج الصداع النصفي
* الصداع النصفي
ينصح بتجنب الضوء حال الإصابة بالصداع النصفي، إذ إن الموجات الطولية لألوان الضوء المختلفة كالأزرق والأحمر تزيد من سوء حالة الصداع النصفي. يستثنى من ذلك اللون الأخضر، حيث إن الضوء الأخضر يساعد على تقليل الشعور بآلام الصداع النصفي. لذا ينصح باستخدام مصابيح خاصة خضراء اللون أو نظارات شمسية خاصة لعزل اللون الخضر للمصابين بالصداع النصفي.
المصادر:
How Colors Can Affect You
The Surprising Effect of Color on Your Mind and Mood