بينما قد تسبب لك معرفتك بأنك على وشك الإصابة بمرض هام بعض القلق والأسى، وقد تعكر عليك صفو حياتك إن كنت من المؤهبين للوسوسة، إلا أن الأطباء متفقون على أن الفائدة التي تجنيها من هذه المعرفة تفوق السلبيات، لأنها تمنحك فرصة لإزالة شبح المرض وأضراره عنك، فالاستعداد لمرض ما لا يعني أنك مصاب، أو أنه لا بد لك من أن تصاب به.
اقــرأ أيضاً
* حالة ما قبل ارتفاع الضغط Prehypertension
بعد أن غيّر الأطباء تعريفهم للحد الأعلى للضغط الطبيعي، فأصبح 120 بدل 140 مِم زئبق، يُعتقد أن ما يقرب من ثلث البالغين حول العالم اليوم مصابون بحالة ما قبل ارتفاع الضغط، دون أن يكون معظمهم على علم بذلك، وأن الكثيرين منهم (خاصة الذين يقرب ضغطهم الانقباضي من 140) سينتهي الأمر بهم إلى ارتفاع الضغط الصريح مع تقدم أعمارهم.
ومن العوامل التي تؤهب لهذه الحالة:
- البدانة.
- قلة الحركة.
- الإصابة بالسكري.
- إصابة بعض أفراد العائلة المقربين بارتفاع الضغط.
- الانتماء إلى بعض الأصول والعرقيات.
- ارتفاع الكولسترول.
وكما هو معروف، كثيرا ما يؤدي ارتفاع الضغط إلى النوبات القلبية أو قصور القلب أو السكتة الدماغية أو القصور الكلوي.
إلا أن علينا أن ننبه إلى أمور هامة بخصوص تشخيص ارتفاع الضغط:
- قراءة واحدة هي عادة غير كافية، وكثيرا ما يرتفع الضغط إذا كان الإنسان في حالة متوفزة (كما يحدث أحيانا عند التخوف من قياس الطبيب للضغط في المرة الأولى، ما يدعى "تناذر الثوب الأبيض")، أو إذا كان المرء مرهقا ولم يأخذ قسطه الكافي من النوم، أو بعد التمارين الرياضية مباشرة، أو بعد وجبة طعام كبيرة، أو بعد شرب القهوة أو التدخين.. إلخ.
- عليك قبل قياس ضغطك، خاصة في المرة الأولى، أن ترتاح على الكرسي أو تضطجع على السرير، لمدة 5 دقايق على الأقل، وأن تضع ذراعك التي عليها كفة مقياس الضغط بمستوى القلب (الصدر).
- ينبغي أن يكون الشخص الذي يقيس الضغط متمرسا في هذا الفحص، وأن يقيس الضغط مرتين على الأقل.. ولا بأس أن تتحقق أنت من صحة القياس (إن شككت به) بواسطة جهاز قياس ضغط بيتي.
ولكن.. إن أنت أخذت كل هذه الاحتياطات، وتبين أنك بالفعل مصاب بحالة ما قبل ارتفاع الضغط.. ماذا يمكنك أن تفعل لتتقي خطر الإصابة بالمرض؟
1- اخسر من وزنك
لقد ثبت أن خسارة 5-10 % من الوزن كفيلة بإنقاص كل من ضغطك الانقباضي (الأعلى) والانبساطي (الأسفل) بمعدل 5 نقاط!
ولمساعدتك على تحقيق هذا الهدف:
- تجنب الحلويات والأطعمة ذات الحريرات الفارغة، مثل الخبز الأبيض.
- ركز على الخضار والفواكه والحبوب الكاملة وبعض البروتينات من السمك والدجاج وبعض الشحوم الوحيدة والمتعددة اللااشباع الموجودة في زيت الزيتون والزيوت النباتية الأخرى والمكسرات.
- تجنب الملح.
2- امتنع عن التدخين
فقد ثبت أن النيكوتين يفقدك مرونة جدران الشرايين ويسرع في تصلبها، وإذا لم تكن مدخنا، فابتعد عن أجواء التدخين قدر الإمكان.
3- الجأ إلى التمارين الرياضية
فأي نوع وقدر من التمارين (وأبسطها المشي) سيساعدك على تخفيض ضغطك، وإذا كنت من الذين يشكون ضيق الوقت، فقد ثبت أن تقسيم التمارين إلى فعاليات حركيّة قصيرة (مثل المشي 10 دقائق بين فترة وأخرى مثلا) يؤدي إلى أفضل النتائج بالنسبة لتخفيض الضغط.
4- تجنب التوتر
سواء كان المصدر علاقاتك العائلية أو عملك، وتساعد الرياضة، واستخدام طرق الاسترخاء (مثل التنفس العميق والتأمل ورياضة اليوغا) على الوصول لهذا الهدف، كما يستوجب عليك أن تأخذ قسطا كافيا من النوم.
5- راقب ضغطك
وذلك بشراء جهاز لقياس الضغط والتعلم على استخدامه، ويحسن أن تقيس ضغطك مرتين في اليوم، وأن تتابع تطور قيمتيه العليا والدنيا مع طبيبك.
6 - لا تتسرع في أخذ الدواء
فما لم تكن مؤهبا لمرض قلبي أو وعائي، ستكفي نصائح تغيير أسلوب الحياة التي عرضناها في تجنب وقوعك فريسة ارتفاع الضغط، إن أنت طبقتها بحزم وجدية.