ما هو الديسك أو الغضروف؟ وما هو الانزلاق الغضروفي؟
الديسك هي واحدة من الكلمات الشائعة في مجتمعاتنا، خصوصاً في الفئة العمرية ما بين 30 و50 عامًا، حيث تزداد المعاناة من آلام أسفل الظهر، وعادة ما تقفز إلى أذهاننا هذه الكلمة مع أول إحساس بآلام في هذه المنطقة. الديسك هو قرص متين من ألياف الكولاجين المترابطة، وبداخله مادة هلامية لينة وضَعها الخالق ما بين الفقرات العظمية الصلبة لامتصاص الصدمات والسماح بحركة محدودة ما بين الفقرات.
هذا هو المعنى العلمي لمصطلح الديسك ، لكن شاع استخدام المصطلح في المجتمع للدلالة على مرض الانزلاق الغضروفي. الانزلاق الغضروفي، وهو بالقَطع مرض شائع جداً، ما هو إلا فتق حدث في ألياف الكولاجين التي تشكل الغلاف الخارجي للغضروف بين الفقرات، ألا وهو الديسك ، مما يؤدي إلى تسرب المادة اللزجة من داخله فتضغط على الأعصاب المغذية للأطراف، والتي تمر خلف الغضروف مباشرة، مما يصيب المريض بالآلام الشديدة.
هل كل آلام أسفل الظهر تعني الإصابة بالانزلاق الغضروفي أو الديسك ؟
بالقطع لا، في مرحلة ما من حياتهم؛ يصاب نحو 90% من البشر بآلام أسفل الظهر، ولكن فقط 2-3% من هؤلاء يكون سبب الألم هو الانزلاق الغضروفي (الديسك). بكلمات أخرى؛ على الأقل في 97% من الحالات المصابة بآلام أسفل الظهر لا يكون السبب هو الانزلاق الغضروفي. فما هي الأسباب الأخرى لآلام الظهر؟
1. الشد العضلي
أكثر أسباب آلام الظهر شيوعاً على الإطلاق هو الشد أو التشنج العضلي، وهو يعني الإصابة بتمزق محدود في الألياف العضلية والأربطة التي تحيط بالعمود الفقري، ويؤدي إلى ألم مفاجئ وشديد، أكثر مما قد يعتقد البعض، ولكن هذا الألم لا ينتشر إلى الأطراف، وغير مصحوب بآلام الساق كالتي قد تحدث مع الانزلاق الغضروفي. ومن أسباب الشد العضلي القيام بمجهود بدني شديد غير معتاد عليه، مثل الجلوس أو التمدد في وضع خاطئ لفترت طويلة، وحمل أو دفع شيء ثقيل بصورة خاطئة، أو القيادة لفترات طويلة.
عوامل الخطورة
الشد العضلي هو حالة حادة، ويزول عادة في فترة تقل عن أربعة أسابيع، ولهذا لا ينصح الأطباء عادة بإجراء أشعة للفقرات إلا بعد أربعة أسابيع من العلاج المحافظ، وفي بعض الحالات وعند عدم معالجة الأسباب قد تطول آلام الشد العضلي ويصبح مزمناً.
- زيادة الوزن تضاعف احتمال هذه الإصابة.
- ضعف عضلات الظهر نتيجة قلة ممارسة الرياضة.
- كما يزيد التوتر النفسي واضطراب النوم من احتماليته.
2. تناول بعض العقاقير
تعتبر بعض العقاقير والأدوية الشائعة الاستخدام من الأسباب المنتشرة لآلام الظهر لأنها قد تؤدي إلى التهاب العضلات والأربطة، ونذكر منها بعض أدوية ارتفاع دهون الدم، وأدوية تخفيض الكوليسترول (الستاتينات)، والمنشطات الجنسية، ودائماً ننصح بعدم تناول أي دواء إلا بعد استشارة الطبيب.
3. التهابات وتآكل مفصل الحوض
من الأسباب الأخرى الشائعة، والتي قد تكون غير مشهورة، وتحتاج لفحص سريري دقيق لتشخيصها، هي وجود التهابات وتآكل في مفصل الحوض، وعادة ما تكون في جانب واحد، وتصاحبها آلام في أعلى الفخذ، وهي في الأغلب تكون بسبب زيادة الوزن مع المجهود البدني الشاق، ونادراً ما تكون بسبب التهاب المفاصل الروماتيزمي.
4. أسباب أخرى
هناك أمراض أخرى أقل شيوعاً تسبب آلام أسفل الظهر، نذكر منها انضغاط الفقرات نتيجة هشاشة العظام، والالتهابات الروماتيزمية في الفقرات، والحمى المالطية، وأورام العمود الفقري، وتدرن الفقرات (السل)، وتوسع الشريان الأورطي، والكثير من الأمراض الأخرى التي لا يتسع المقال لذكرها.
متى ينبغي زيارة أخصائي جراحة الأعصاب؟
ينصح برؤية طبيب مختص عند الشعور بآلام الظهر في الحالات الآتية:
- لو استمرت الآلام أكثر من شهر.
- لو صاحبها ألم أثناء النوم.
- لو صاحبتها حمى.
- أعراض تغير الإحساس في الأطراف السفلية (تنميل أو فقد للإحساس أو الشعور بكهرباء تسري في الساق).
- ضعف الحركة بالأطراف السفلية.
آلام الظهر من الأعراض المنتشرة بشدة في مجتمعاتنا، وتتنوع أسبابها ما بين الشد العضلي، والانزلاق الغضروفي، وغيرهما، ولكنها في الأغلب الأعم أسباب حميدة من السهل علاجها، والسيطرة عليها تحت رعاية طبيبك العام. وننصحك باستشارة طبيب مختص إذا استمرت الآلام أكثر من شهر، أو صاحبها ألم أثناء النوم، أو حمى، أو أعراض تغير الإحساس، أو تنميل مع ضعف الحركة بالأطراف السفلية.