مخاطر زراعة الغضروف مع الدكتور كارثيكراج كوبركاني

حول زراعة الغضروف وما يرافق ذلك من تفاصيل مهمة، يتحدث الدكتور كارثيكراج كوبركاني، أخصائي جراحة العظام في مستشفى ميدكير رويال التخصصي، في هذا الحوار عن كل ما يهمك معرفته عن جراحة زراعة الغضروف.

ما هي عملية زرع الخلايا الغضروفية ومتى يجب الخضوع لها؟

استبدال الغضروف هو علاج جراحي يستبدل الغضروف التالف بغضروف جديد، وفي هذه الجراحة يتم إصلاح تلف الغضروف باستخدام خلايا غضروفية إما من أنسجة جسم المريض نفسه (طعم ذاتي)، أو نسيج الغضروف من متبرع. ويُوصى عادةً بعلاج زراعة الغضروف للمصابين الأصغر سناً والأفراد النشطين الذين تعرضوا لإصابة واحدة.

ويُنظر إلى هذه الجراحة على أنها بديل قابل للتطبيق لتأخير الإصابة بالتهاب المفاصل أو تجنب الحاجة إلى الخضوع لعملية استبدال كامل للركبة. وعادةً ما يكون هذا النوع من الجراحة (أي زراعة الغضروف) هو الخيار الأخير لحالة الفقدان الغضروفي المؤلم لدى المرضى الصغار مثل الرياضيين.

في البداية نحاول تجنيب المريض إجراء عملية استبدال الغضروف من خلال توجيهه إلى استشارة جراح عظمية متخصص في الإصابات الرياضية بعد فترة وجيزة من تعرّضه للإصابة الأولى، وبعد اتباع بروتوكول تدريبي وتأهيلي مناسب قبل ممارسته الأنشطة الرياضية، ولكن في حال لم تكن تلك الإجراءات فعّالة وكانت الإصابة تتسبب في منع المريض من أداء أنشطته اليومية المعتادة التي تزداد صعوبة مع مرور الوقت، عندئذ نضطر إلى إخضاعه لمثل هذا النوع من العمليات الجراحية (أي زراعة الغضروف).

هل يمكن زراعة الغضروف؟

بالتأكيد، إذا كانت اللياقة البدنية والصحة العامة للمصاب جيدة، فإنه يمكن للبالغين النشطين حتى سن الـ 40 عاماً إجراء عمليات زراعة الغضروف بنجاح. ويمكن تنفيذ الجراحة بنجاح من خلال الاختيار الصحيح للمريض وإخضاعه لفحوصات وتقييمات ما قبل العملية الجراحية بالاعتماد على طرائق تصوير دقيقة ومتطورة. ولا يحتوي الغضروف على أوعية دموية، مما يجعل زراعة الغضاريف لا تنطوي على مخاطر تتعلق بالاستجابة المناعية، على عكس زراعة الأعضاء والخلايا الأخرى.

هل من الممكن إعادة بناء الغضاريف؟

طبعاً. عادةً، تكون بعض الإجراءات الجراحية ضرورية لتجديد الغضروف، لأن الغضروف لديه قدرة محدودة على الشفاء الذاتي لافتقاره إلى إمدادات الدم. وبالتالي، من أجل إصلاح الغضروف المفصلي بشكل فعال، غالباً ما تكون هناك حاجة لاستخدام مكونات اصطناعية. إن إجراءات تجديد الغضروف ليست مناسبة لجميع المصابين، إذ تُعتبر هذه الإجراءات مثالية للأفراد النشطين الشباب الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً والذين تعرّضوا لإصابة مهمة وكبيرة في الغضروف. 

اقرأ أيضاً

ما هو تنظير المفصل؟ وما هي فوائده؟

هل ينصح بعملية زراعة الغضروف؟ وما هي نسبة نجاح عملية الغضروف؟

عندما يسمع الأفراد لأول مرة عن عملية زراعة الغضروف، فإنهم يعتقدون أنها ستعمل على استعادة الغضروف المفقود في الركبة المصابة بهشاشة العظام، لكن هذا ليس هو الحال، وليس أيضاً الهدف الأساسي للعلاج. إن جراحة زراعة الغضروف تناسب بشكل أفضل فئة الشباب ومتوسطي العمر الذين تعرضوا لإصابة في غضروف الركبة في جزء غير حامل للوزن من الركبة، مثل الجزء الداخلي أو الخارجي.

تاريخياً، كان يتم تجاهل هذه الإصابات في الغالب. وفي معظم الأحيان لم تكن المساعدة الفعالة متوفرة، وكان الأفراد يضطرون إلى تحمل الألم والإحساس بعدم الراحة إلى أن يتقدموا في السن بما فيه الكفاية ليصبحوا مؤهلين للخضوع لجراحة استبدال الركبة.

ويمكن إجراء عملية زراعة الغضروف من خلال أخذ غضروف من ركبة المريض ذاته (الطعم الذاتي)، أو من خلال استخدام غضروف متطابق من متبرع. ويعتمد النجاح العام والتعافي الوظيفي الجيد على حجم الإصابات وعمر المريض والأمراض المصاحبة الأخرى ومدة الإصابة.

وتتراوح معدلات النجاح الإجمالية ما بين 70-85٪. وتتكلل العملية الجراحية بالنجاح التام حين يخضع اختيار المريض المناسب لتقييم دقيق من خلال التحاليل والصور المفصّلة، مما يجعل من الضروري استشارة أخصائي في جراحة العظام ويحمل شهادة تخصص فرعي في تنظير المفاصل والجراحات الرياضية.

ما هي الحالات التي لا تنصح فيها بعملية زراعة الغضروف؟

لا يُوصى بإجراء عملية زراعة الغضروف للمرضى كبار السن، نظراً لإصابة الركبة لديهم بالفعل بهشاشة العظام. عادةً ما يكون هذا النوع من عمليات الزراعة مناسباً للرياضيين الصغار أو المرضى النشطين الذين يعانون من إصابات خطيرة، ذلك أنه بمجرد زراعة الغضروف فإنه يندمج سريعاً ويتكيف مع نمو جسم المريض الشاب. إن عملية زراعة الغضروف قد لا تكون دائماً علاجاً مناسباً لالتهاب مفاصل الركبة، فإذا كان تلف الغضروف في الركبة متقدمًا جداً، ففي الغالب أن الأوان قد فات لعملية زراعة الغضروف.

كم من الوقت تستغرق عملية زراعة الغضروف؟

تتطلب إجراءات التنظير المفصلي الأكثر بساطة، مثل ترميم الغضروف (الإصلاح الجراحي للغضروف التالف والممزق) والكسر الدقيق، حوالي 45 إلى 60 دقيقة. بيد أن جراحات ترميم الغضروف مثل OATS (نظام الزراعة العظمي الغضروفي ذاتي المنشأ) وOCA (زراعة الطعم الغضروفي المفصلي من متبرع) وMACI (مصفوفة زرع الغضروف الذاتي)، تُعتبر جراحات مفتوحة تستغرق بشكل طبيعي حوالي ساعتين. وستحدد شدة الإصابة مقدار العمل الذي يجب القيام به.

كم يستغرق شفاء الغضروف؟

يمكن التعافي من بعض العمليات الجراحية الطفيفة التوغل، مثل ترميم الغضروف، بشكل كامل في أقل من 6 أسابيع. لكن جراحات ترميم الغضروف مثل OATS (نظام الزراعة العظمي الغضروفي ذاتي المنشأ) وOCA (زراعة الطعم الغضروفي المفصلي من متبرع) وMACI (مصفوفة زرع الغضروف الذاتي)، فقد تتطلب بشكل عام  بين 9 إلى 12 شهراً حتى يتكيف الطعم ويتماثل للشفاء.

ولكن يمكن للمرضى استئناف أنشطتهم اليومية بعد مرور شهرين تقريباً على العملية مع مراعاة أخذ الحيطة والحذر أثناء التحريك وتجنب الحركات المفاجئة القوية، ويعتبر دور العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل بعد العملية الجراحية والقائم على برنامج متابعة دقيق حاسماً للتعافي الوظيفي المبكر.

ما هي النصائح التي يمكن تقديمها لمن يخضع لعملية زراعة الغضروف ؟

• الحرص على الراحة وعدم حمل الأوزان الثقيلة على الأقدام.
• استشارة طبيبك حول المدة التي يجب أن تتجنب خلالها ممارسة التمارين الرياضية أو الأنشطة الشاقة.
• لا تنتظر حتى تؤدي الإصابات إلى تفاقم المشكلة.
• تجنب إهمال غضروف الركبة لأنه قد يؤدي إلى عواقب ومضاعفات خطيرة في حال استفحال تلفه.
• توجه لزيارة الطبيب فورياً في حال تعرضت لإصابة أو ألم في الركبة، إذ يمكن الوقاية من تضرر الركبة وتلفها في البداية من خلال العلاج الفيزيائي والتمارين البسيطة.