أخاف من البشر
أهلاً وسهلاً بك
الخوف من الناس، والخوف من خسارتهم في حقيقته العميقة غالبا ما يكون خوفا من حكمهم عليك؛ كيف سيرونك؟ وكيف سيقيمون رأيك في مناقشاتهم؟ وكيف سيصمونك بصفات لا تحبها؟
والبشر من حولك يشبهونك تماما؛ فهم قد يخطئون، وقد يفشلون، حتى من تراه أنت ناجحا، أو متميزاً، أو ذا مكانة؛ فالبشر يخطئون ويفشلون وهذه طبيعتهم! لكن الفرق فيما بينهم يكون في كيفية استقبالهم لأخطائهم، وكيفية تعاملهم مع فشلهم في أمور الدراسة، أو العمل، أو العلاقات، أو غيره، وهنا تكمن حقيقة الأمر، هنا تظهر آثار ما تربوا عليه، وآثار خبراتهم في الحياة، وآثار طريقة تفكيرهم التي قد تجعلهم في حالة تقوقع وقلق وخوف، أو في مساحة من المرونة التي تمكنهم من قبول الخطأ، والفشل، ليقوموا بالمهمة الأصح وهي "التعلم"، و"التقييم المحايد" ليتجنبوا ما حدث في ما سيأتي، لينضجوا ويخطوا بأيديهم طريقهم للتعامل مع أنفسهم بطريقة صحية.
إذن المشكلة تنبع من داخلك، ورغم تقديري الشديد لمخاوفك؛ التي عاشرتها منذ سنوات طوال، ورغم أنك لست وحدك المسؤول عن نمو تلك المخاوف بداخلك، وضعف ثقتك في نفسك؛ إلا أنك تستطيع أن تغير هذا حين تصدق أن الخوف الذي تأتنس به منذ سنوات لك يد في تكبيره وتضخيمه بطريقة تفكير غير سليمة؛ وهذا هو دورك الآن بلا تسويف.
أقترح عليك أن تقوم بواجب يومي كبداية مع نفسك:
1. اكتب عشر أشياء تنجح في عملها تختلف كل يوم مهما كان مكانها وحجمها.
2. اعمل تمرينا ذهنيا تجلس فيه في مكان هادئ ليساعدك على التركيز؛ وتتخيل فيه وجود ناس تعرفهم وتتحدث معهم وتضع موضوعا للحديث، وتتخيل نفسك مستخدما كل حواسك؛ فترى نفسك ماذا ترتدي، وتشم الرائحة التي تضعها، أو يضعها الآخرون، وتسمع أصوات المكان داخليا، وخارجيا، وترى الألون، إلخ، وكلما شعرت بقلق.
اخرج من التمرين وتذكر أمرا يبهجك ويريحك، ثم تنفس تنفسا صحيا تأخذ فيه نفسا عميقا بهدوء شديد من أنفك، ثم تخرجه بهدوء شديد من فمك، ثم تعود للتمرين لتكمله، وحين تشعر بقلق تخرج مرة ثانية ثم تقوم بنفس الخطوات، حتى تكمل الموقف بالشكل الذي يرضيك وتحبه، وأعلم تمام العلم أن هذا التدريب ليس سهلا، ولكنني أعلم كذلك أنه ليس مستحيلا، وأنك حين تأخذه مأخذ الجد يؤتي ثماره ولو بعد حين بتكراره والدأب على القيام به.
دمت بخير، وننتظر متابعتك.