صحــــتك
26 نوفمبر 2019

أشعر بفقدان الثقة والرفض من الآخرين

السلام عليكم ورحمة الله.. أردت أن أسأل طبيب نفسي عما أجد.. أشعر كثيراً بفقدان الثقة في الآخرين، أو بالرفض منهم، وأن الرفض حتماً سيقع عاجلا أم آجلاً.. كلما تعرفت على صديقة أو اثنتين، تبدو العلاقة مزهرة في البداية، تكون سعيدة بالتعرف علي، بل يبدي لي الكثيرين الرغبة في إنشاء علاقة وصداقة فيما بيننا.. تكون الأمور جيدة، لكن أفكاري بأن هذا لن يستمر تكون ضاغطة جداً.. وبالفعل نتهي علاقاتي بهذه الطريقة.. ما العمل؟
أشعر بفقدان الثقة والرفض من الآخرين
أهلا وسهلا بك يا هدى،
لقد تحدثنا كثيراً قبل ذلك عما أسميناه أصوات الأمس، وأصوات الأمس هي أصوات تتردد بداخلنا وتأخذ صداها وأبعادها داخلنا فتملؤنا تماماً فلا تسمح لأي أمر مخالف عن صداها أن تمر، وإن مر لتكراره أو لرونقه ما تلبث أن تزيد من صداها حتى يطرد بالخارج فلا يبقى سواها، وتؤكد وجودها المرة تلو الأخرى حتى لا يكون هناك مجال للشك فيها مهما رأينا من بريق مختلف.



وهذا ما حدث ويحدث وسيحدث معك يا هدى إن لم تنتبهي أولا أنها مجرد صدى لأصوات قديمة، وصدقتها فقط لأنها تكررت على مدار عمرك بأشكالها المختلفة في علاقات ثابتة أو مختلفة، فنحن البشر يتشكل بداخلنا عالم داخلي عميق جداً لا نتمكن من معرفة عمقه، وقد لا نصدق مدى أثره علينا من أول لقطات لنا في تلك الحياة، وفي أول محضن لنا بين أمنا وأبونا؛ حيث تتشكل رؤيتنا عن أنفسنا فنراها كما استقبلنا ممن حولنا وترجمنا تصرفاتهم.

وتتشكل رؤيتنا للحياة وللعلاقات كذلك من خلال ما وصل لنا بالتصرفات والكلام والخبرات ممن حولنا؛ فمثلا حين كانت أمي لا تتحمل طلباتي منها وأنا صغيرة صدقت أني مرفوضة، أو حين كان ينهرني أبي حين يكون مضغوطاً صدقت أني مرفوضة، وحين تتراكم تلك الأحداث نصبح حساسين جداً لدرجة أننا قد نترجم نظرات، ولغة جسد، وكلاما لرفض دون أن يكون ذلك صحيحاً بالضرورة، ولأننا سنكتم تلك المشاعر المزعجة المرهقة فلن نسمح لأنفسنا أن نختبر حقيقة ما وصل لنا فتتأكد بداخلنا أكثر، ويكون حينها قد صدقنا أننا مرفوضون؛ فتغلق على أنفسنا دائرة لعينة تظل تنهش في داخلنا بلا هوادة، والأسوأ من ذلك أننا وجدنا أن البشر يملكون حدساً داخلياً كلهم جميعا يتفاوتون فيما بينهم بالطبع في القوة، ومساحات الحدس، ولكننا جميعا نملك حدساً يقول لنا أمراً لا يعترف به من أمامنا، وكلما سمعناه وصدق هو عليه بتصرفاته كلما صدقناه أكثر وتبعنا ما يقول.

وأوضح لك فأقول: أنك حين تتصرفين مع من حولك وأنت تعتقدين من داخلك أنك لا تستحقين قرب هؤلاء الاشخاص، أو أنك لست جديرة بصداقتهم؛ سيحدث أمران أولهما.. أنهم سيشعرون بذلك، وهذا شعور مزعج للآخرين قد لا يسمونه تماماً، ولكن سيشعرون وكأن هناك أمرا غير مريح فلا يرغبون في القرب، والثاني من عندك أنت حيث ستبدئين حين يحدث الاقتراب ويأخذ بعدا أعمق ترتبكين، وتتصرفين تصرفات تستدعي منهم فعلاً الرفض، أو تتصرفين تصرفات قبل القرب منهم تجعلهم ينزعجون نفسياً دون أن تدري؛ وحين يحدث ذلك تتأكد بداخلك فكرة أنك مرفوضة، وهكذا.



وقد لا تحتاجين أن تتعرفي على حقيقة تلك الأصوات التي ترهقك تحديداً من أين جاءت؟ أو لماذا يحدث ذلك معك؟ لأن الرد على مثل تلك الأسئلة لن يفيد كثيراً، ولكن الأهم هو ألا تدعي تلك الأصوات تنال منك كما فعلت طوال الوقت الفائت، وتبدئي في التدرب على ممارسة أنك تستحقين الاقتراب من الأشخاص الجيدة الطيبة، وأنك ستقررين ألا تسجني نفسك في هذا السجن الذي أدخلوك فيه أيا من كانوا هم قديماً دون عمد منهم، وهذا يتطلب جهدا ومثابرة وشجاعة، فلا تبخلي على نفسك بهذا إن أردت النجاة فعلا مما تعانيه، ولا بأس من طلب المساعدة المتخصصة إن صعب عليك ذلك يا بنتي.
آخر تعديل بتاريخ
26 نوفمبر 2019
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.