لا يشعر المرء بنبضات القلب في الأحوال العادية، لكن إذا تسرع القلب (أو أبطأ) خارج الحدود الطبيعية، أو إذا أصبحت نبضاته غير منتظمة، "ترجم" الإنسان اضطراب نظم قلبه هذا بحس الخفقان، وكثيرا ما ينتشر هذا الإحساس من الصدر إلى الرقبة أو الحنجرة.
ومعظم اضطرابات نظم القلب التي تسبب الخفقان، غير خطرة أو مؤذية، ويمكن تفسيرها بنبضات شاذة حصلت من انفعالات نفسية أو جهد جسمي غير عادي، أو حصلت من تناول أطعمة أو أشربة تنبه القلب، مثل تلك التي تحتوي الكافيين.. لكن بعض أسباب الخفقان، تعود لآفات جسمية هامة تحتاج لرعاية طبية.
ورغم أن معظم حالات الخفقان لا تدعو للقلق، إلا أن القلة منها قد يسبب قصور العضلة القلبية، أو السكتة الدماغية، أو حتى توقف القلب.
* أسباب الخفقان غير المرضية
1- لعل أهم أسباب الخفقان وأكثرها شيوعاً هي الأزمات النفسية، التي تحصل من الشعور الزائد بالقلق أو الغضب أو الخوف والهلع أو حتى الفرح المفرط، وقد يكون هذا هو التفسير الطبي للمقولة الشائعة "نط قلبي لما...".
2- الجهد الجسمي غير الطبيعي، ومعنى هذا الجهد الذي لم يعتد الإنسان عليه، فكما هو معروف ما هو مرهق للبعض، قد يكون عادياً لمحترفي الرياضة، ويشمل الجهد الجسمي عدم أخذ القسط الكافي من الراحة والنوم.
3- بعض الاضطرابات الهرمونية الطبيعية التي تحدث في فترة الحيض، أو خلال الحمل، أو قبيل أو خلال مرحلة الأياس (سن اليأس).
4- بعض المركبات الكيميائية التي يتناولها الناس بشكل عادي في شرابهم وطعامهم، والتي لها تأثير مباشر على أعصاب القلب، مثل الكافيين (المتواجد في القهوة والشاي والشوكولاتة) والكحول وبعض المخدرات (مثل الحشيش والكوكايين)، والنيترات والغلوتامات أحادية الصوديوم MSG، ويدخل ضمن هذه المركبات النيكوتين الذي يستهلك أثناء التدخين.
ومرة أخرى، يختلف مدى تأثير هذه المركبات على نظم القلب من شخص لآخر.
* أسباب الخفقان المرضية
1- هناك أمراض جهازية عامة قد تسبب تسرع أو اضطراب نظم القلب، نذكر منها آفات الغدة الدرقية (خاصة فرط نشاطها)، وداء السكري (خاصة عند انخفاض تركيز السكر في الدم)، والحمى (لأي سبب)، وانخفاض أو ارتفاع ضغط الدم، والجفاف، وفقر الدم، واضطرابات شوارد الدم، وبعض الأورام والسرطانات.
2- هناك أدوية تشمل تأثيراتها الجانبية اضطراب نظم القلب، نذكر منها: الأدوية المضادة لاحتقان الأنف، والمنشطة للغدة الدرقية، والموسعة للقصبات الرئوية، والمخفضة للوزن، وحتى بعض الفيتامينات.
3- قد يتحسس الإنسان، في حالات نادرة، لبعض الأطعمة، خاصة منها الغنية بالسكريات والشحوم، ما يدعو لإصابته باضطراب النظم القلبي.
4- ولعل أهم الآفات المرضية التي تدعو لاضطراب النظم هي أمراض القلب نفسه بأنواعها، وأهمها: أمراض الشرايين الإكليلية (بما فيها النوبات القلبية)، وأمراض الدسامات القلبية، واعتلال عضلة القلب، وبعض آفات القلب الولادية، واعتلال جملة القلب العصبية (اختلال كهربائية القلب).