أنواع الإضافات الغذائية
دستور الأغذية العالمي المعتمد لدى منظمة الصحة العالمية والفاو قسّم الإضافات الغذائية إلى خمسة أنواع هي:
- مواد حافظة، وهي مواد كيميائية تضاف إلى الأغذية بغرض تثبيط ومنع نمو الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا، الفطور، الخمائر، وكذلك منع تزنخ الأغذية.
- أغذية مضافة إلى الغذاء لزيادة قيمته الغذائية مثل إضافة الفيتامينات والأملاح والبروتينات للأغذية.
- مواد منكِّهة، مثل المُحليات الطبيعية أو الصناعية.
- مواد ملونة، وهي مواد ملونة طبيعية أو صناعية، وتضاف إلى الأغذية أو المشروبات لإعطاء اللون الجذاب للمستهلك.
- مواد تضاف لتحسين قوام المادة الغذائية، وهي مواد تُستخدم لتكوين مستحلبات، وكذلك تمنع انفصال المواد الغذائية.
بمرور الزمن وتقدم التقنيات والأجهزة المَعملية، اكتشف العلماء بعض الآثار الضارة للإفراط في استخدام هذه المواد، ما حتم أن يتم استخدامها وفق مقاييس معينة لا يُسمح بتجاوزها حتى لا تسبب أضرارًا صحية قد تصل إلى مرحلة خلق البيئة المناسبة لنشوء الخلايا السرطانية.
ما هي بنزوات الصوديوم ؟
مركب بنزوات الصوديوم هو الملح الصوديومي لحمض البنزويك، وهو عبارة عن مسحوق أبيض ينتج عن طريق تفاعل هيدروكسيد الصوديوم مع حمض البنزويك، والصورة الفعالة منه هو الحمض، ولكنه يضاف في صورة بنزوات الصوديوم لأنه أكثر قابلية للذوبان من الحمض بـنحو 200 مرة، وبعد إضافته للأغذية يتحول إلى الحمض، ويؤثر على الميكروبات في صورته الحمضية، ويبلغ الإنتاج السنوي منه حوالي 600 ألف طن، ويحمل الرقمَ E211 في نظام ترقيم المواد المضافة الخاص بالاتحاد الأوروبي، كما أنه يوجد طبيعيًا في بعض النباتات مثل التوت البري، والخوخ، والبرقوق، والقرفة، والقرنفل والتفاح.
استخدامات بنزوات الصوديوم في الصناعات المختلفة
بصرف النظر عن استخدامه في الأطعمة والمشروبات المصنعة، تضاف بنزوات الصوديوم أيضًا إلى بعض الأدوية ومستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية والمنتجات الصناعية.
-
الأطعمة والمشروبات
تمنع بنزوات الصوديوم نمو البكتيريا والعفن والميكروبات الأخرى التي يحتمل أن تكون ضارة في الطعام، وبالتالي تمنع التلف. إنه فعال بشكل خاص في الأطعمة الحمضية، لذلك يشيع استخدامه في هذه الأطعمة، مثل الصودا وعصير الليمون المعبأ والمخللات والجيلي وتتبيلة السلطة وصلصة الصويا والتوابل الأخرى.
-
الأدوية
تُستخدم بنزوات الصوديوم كمادة حافظة في بعض الأدوية، خاصة في الأدوية السائلة مثل شراب السعال. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون مادةَ تشحيم في تصنيع الأقراص، ويجعل الأقراص شفافة وسلسة، ما يساعدها على التحلل بسرعة بعد ابتلاعها.
-
استخدامات أخرى
يشيع استخدام بنزوات الصوديوم كمادة حافظة في مستحضرات التجميل ومواد العناية الشخصية، مثل منتجات الشعر ومناديل الأطفال ومعجون الأسنان وغسول الفم. كما أن له استخدامات صناعية، وأحد أكبر تطبيقاته هو منع التآكل، كما هو الحال في المبردات لمحركات السيارات.
مشكلات صحية محتملة عند استهلاك بنزوات الصوديوم
يشعر بعض الناس بالقلق بشكل عام من جميع الإضافات الكيميائية، بما في ذلك بنزوات الصوديوم، وتشير الدراسات الأولية إلى أن مادة بنزوات الصوديوم يمكن أن تؤدي إلى هذه المخاطر:
-
قد تتحول إلى مادة مسرطنة
ذكرت دراسة علمية حديثة احتواء بعض المشروبات الصناعية على كميات من مركب البنزين الحَلَقي، الذي ثبتت تأثيراته المسرطنة في حدوث مرض اللوكيميا وأورام خبيثة أخرى في الدم. أجريت اختبارات علمية على 230 مشروبًا متوفرًا في الأسواق الإنكليزية والفرنسية؛ واكتشف الباحثون وجود تركيز ملحوظ من مركب البنزين وصل في بعضها إلى 8 أجزاء/مليون في بعض أنواع هذه المشروبات.
حسب ما ذكره تقرير وكالة المقاييس الغذائية Food Standards Agency في بريطانيا، تسمح القوانين الصحية الإنجليزية بوجود جزء واحد/مليون فقط كحد أعلى من هذا المركب في مياه الشرب، ويعتقد بوجود تركيز مرتفع من مركب البنزين الحلَقي نتيجة حدوث تفاعل بين مادة بنزوات الصوديوم مع حمض الأسكوربيك (الفيتامين ج).
وينتشر وجود حمض الأسكوربيك مع بنزوات الصوديوم في تركيب العديد من المشروبات الصناعية المحتوية على غاز، والخالية منه التي لها نكهة ثمار الحمضيات مثل البرتقال أو الليمون أو المانجو. ممكن أن تؤدي العوامل الأخرى، بما في ذلك التعرض للحرارة والضوء، وكذلك فترات التخزين الطويلة، إلى زيادة مستويات البنزين.
-
مخاوف صحية محتملة أخرى
قيَّمت الدراسات الأولية المخاطر المحتملة الأخرى لبنزوات الصوديوم، والتي تشمل:
- الالتهاب: تشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن بنزوات الصوديوم يمكن أن تنشط مسارات الالتهاب العام في الجسم بما يتناسب مع الكمية المستهلكة، وهذا يشمل الحالة الالتهابية التي تعزز تطور السرطان.
- اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD): ربطت دراسة لطلاب الجامعات وجود اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مع زيادة تناول بنزوات الصوديوم في المشروبات، وتم ربط المادة المضافة أيضًا بحدوث مرض ADHD عند الأطفال في بعض الدراسات.
- التحكم في الشهية: في دراسة مخبرية لخلايا الفئران، أدى التعرض لبنزوات الصوديوم إلى تقليل إفراز هرمون اللبتين، وهو هرمون مثبط للشهية، وكان الانخفاض 49-70٪.
- الإجهاد التأكسدي: تشير دراسات مخبرية إلى أنه كلما زاد تركيز بنزوات الصوديوم، يتم تكوين المزيد من الجذور الحرة، ويمكن أن تدمر الجذور الحرة خلاياك، وتزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
- الحساسية: قد تعاني نسبة صغيرة من الأشخاص من ردود فعل تحسسية، مثل الحكة والتورم، بعد تناول الأطعمة أو استخدام منتجات العناية الشخصية التي تحتوي على بنزوات الصوديوم.
فوائد طبية محتملة لبنزوات الصوديوم
في الجرعات الكبيرة، قد تساعد بنزوات الصوديوم في علاج بعض الحالات الطبية، إذ تقلل هذه المادة الكيميائية من مستويات الدم المرتفعة من نفايات الأمونيا، كما هو الحال عند الأشخاص المصابين بأمراض الكبد أو اضطرابات دورة اليوريا الموروثة، وهي حالات تحد من إفراز الأمونيا عن طريق البول.
الحدود الآمنة من بنزوات الصوديوم
- تسمح إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) بتركيز يصل إلى 0.1٪ من بنزوات الصوديوم بالوزن في الأطعمة والمشروبات، وفي حالة استخدامه، يجب إدراجه في قائمة المكونات.
- لا تتراكم بنزوات الصوديوم داخل الجسم، لكن تقوم عملية التمثيل الغذائي بإفرازه في البول خلال 24 ساعة، ما يساهم في سلامته.
- حددت منظمة الصحة العالمية مستوى المدخول اليومي المقبول (ADI) لبنزوات الصوديوم إلى 0-5 مجم لكل كجم من وزن الجسم، ولا يتجاوز الناس عمومًا هذا المستوى اليومي المقبول في النظام الغذائي العادي.
في الختام, تعتبر بنزوات الصوديوم آمنة، ولا يتجاوز الأشخاص عمومًا تناول 5 مجم منها لكل كجم من وزن الجسم، على الرغم من أن بعض الأفراد قد يكونون أكثر حساسية. تم ربط تناول هذه المادة المضافة بزيادة مخاطر بعض المشكلات الصحية مثل الالتهاب واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والسمنة، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث. وعلى كل حال، من الحكمة دائمًا تقليل تناول الأطعمة المصنَّعة، واختيار منتجات العناية الشخصية التي تحتوي على عدد أقل من الإضافات الصناعية، وتناول مزيد من المكونات الطبيعية.