صحــــتك

اضطرابات الأكل وسبُل العلاج في حوار مع د. فيكتوريا ماونتفورد

الدكتورة فيكتوريا ماونتفورد تتحدث عن اضطرابات الأكل
الدكتورة فيكتوريا ماونتفورد تتحدث عن اضطرابات الأكل

في حوار مع الدكتورة فيكتوريا ماونتفورد، تطرقنا إلى أسباب اضطرابات الأكل وكيفية تجنبها، وأهمية اتباع حمية غذائية صحية.

 

بدأت الدكتورة فيكتوريا ماونتفورد مشوارها المهني من المملكة المتحدة، حيث عملت طبيبة متخصصة في الطب النفسي السريري، وحصدت خبرة مرموقة تزيد عن 20 عاماً في علاج حالات اضطرابات الأكل ومخاوف شكل الجسد لدى الأفراد، وبعد أن حازت على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في علم النفس من "جامعة ريدينغ"، أكملت فيكتوريا تحصيلها العلمي حتى نالت شهادة الدكتوراه في علم النفس السريري من "جامعة كوليدج لندن".

 

وقبيل انتقالها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، عملت الدكتورة فيكتوريا في العيادات الخارجية المتخصصة التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، وقدمت استشاراتها المتخصصة في اضطرابات الأكل لكل من المرضى المقيمين والمرضى الزوار بالمملكة المتحدة. كما كرّست أيضاً قصارى جهودها لعلاج المصابين في اضطرابات الأكل في مستشفى "مودسلي" المرموق في العاصمة البريطانية لندن، وانضمت إلى الفريق المؤسس لخدمات "فريد" المتخصصة في التدخل المبكر لعلاج اضطرابات الأكل في المملكة المتحدة.

 

وبحلول العام 2019، انتقلت الدكتورة فيكتوريا للعيش في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث كرست جهودها لرفع مستوى الوعي وتعزيز فرص حصول المرضى على العلاج لكل من يعاني من اضطرابات الأكل من الشباب والبالغين. وتستفيد فيكتوريا من الممارسات القائمة على الأدلة لضمان حصول مرضاها على رعاية طبية نفسية من أرقى المستويات.

 

حدّثينا بداية عن أكثر ما ترتكزين عليه في عملك

أكثر الحالات التي أهتم بها والمتعلقة في اضطرابات الأكل ( مثل فقد الشهية، والشره المَرَضي، واضطراب نهم الطعام، واضطراب تجنب/تقييد تناول الطعام واضطرابات الأكل الأخرى) لدى الأطفال والمراهقين والبالغين، تتمثل في: اضطراب تشوه الجسم والمخاوف بشأن شكل الجسم، واضطرابات المزاج والقلق بما في ذلك الاكتئاب، والقلق العام، والقلق الصحي، والذعر، ومرض الكمالية وتدني احترام الذات.

 

 

ما هي أفضل سبل العلاج المتبعة في حالات اضطرابات الأكل ؟

في حالات اضطرابات الأكل نتبع شكلًا متخصصًا من العلاج، وهو العلاج السلوكي المعرفي (CBT) وCBT-ED، بهدف علاج الأفراد الذين يعانون من اضطرابات الأكل، بما في ذلك أولئك الذين يعانون من اضطراب تجنب/تقييد تناول الطعام، وكذلك علاج مودسلي لفقدان الشهية العصبي للبالغين (مانترا)، والعلاج الأسري لفقدان الشهية العصبي (FT-AN)، والعلاج السلوكي بالمخططات المعرفية (SFCBT) العلاج الأسري.

 

ما هي أهم الخطوات التي ينبغي علينا أن نهتم بها كأولوية لدى اتخاذ قرار اتباع حمية ما؟

حين نتخذ قرار البدء بحمية غذائية، فربما نتبع بكل حماس نظاماً غذائياً صارماً، وقواعد يصعب علينا الالتزام بها تتضمن على سبيل المثال عدم تناول الكربوهيدرات، لكن علينا هنا أن نفكر مليّاً في الصدمة التي نعرّض أجسامنا لها، إذ نضعها بين مطرقة الرغبة في التغيير وسندان الشعور بالحرمان، خاصة إنْ كنا قد سمحنا لأنفسنا بتناول كل ما لذ وطاب خلال الأشهر التي سبقت قرارنا باتباع الحمية.

 

ما أبرز التحديات التي قد تواجهنا؟

تتمثل التحديات التي تواجهنا عند اتباع مثل هذا النهج القاسي في تعويد أنفسنا على قاعدة إما كل شيء أو لا شيء. وفي حال قمنا بمخالفة هذه القاعدة بتناول بعض البطاطس المقلية مثلاً، فقد نوجه أصابع اللوم لأنفسنا ونظن أننا أفسدنا كل شيء، ونفكر في الاستسلام في الوقت الآني. وهكذا يزداد احتمال انتهاكنا للقاعدة كلما شعرنا بالجوع والحرمان نتيجة اتباع نظام غذائي صارم، الأمر الذي قد ينمّي مشاعر الفشل والإخفاق لدينا، ويجعلنا نفقد حماسنا وشغفنا للاستمرار في هذه الحمية الغذائية. ولسوء الحظ، يبدو أن الفشل هو المصير المحتوم لكل من يسلك هذا الطريق.

 

هل ممكن أن تؤثر الحمية على حالتنا النفسية؟

تؤثر الحمية الغذائية الصارمة سلباً على علاقاتنا وتواصلنا الاجتماعي، وتجعلنا نتحاشى رؤية الأصدقاء والعائلة كلما أمكن، مما يؤدي إلى شعور متزايد بالعزلة والانفصال عن دائرتنا الاجتماعية. هذه العزلة لا تؤثر فقط على حالتنا النفسية، بل قد تؤدي أيضًا إلى تقويض جهودنا في الحفاظ على نمط حياة صحي بشكل متوازن.

 

ما هي الأمور التي ينبغي علينا تجنبها لدى اتباع حمية غذائية؟

إن اتباعنا لحمية غذائية قد يعني إلى حد كبير اعتمادنا على معلومات النظام الغذائي التي قرأناها في المجلات، أو رأيناها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو سمعنا بها من الأصدقاء. وغالباً ما تكون النتائج التي نعوّل عليها غير واقعية، وهذا ما يجعلنا نقع في فخ المقارنات السلبية، ويوّلد لدينا شعوراً بالفشل. لذا؛ علينا بداية اتخاذ قرار حاسم بالتزامنا بالحمية، وتجنب كل ما يؤثر سلباً على قرارنا.

 

وتضيف: حين نتبع حمية غذائية، يبدأ وزننا بالانخفاض بشكل ملحوظ في البداية، وهذا ما يجعلها ممتعة ومحفزة للغاية. ولكن يجب ألا ننخدع وراء هذه البدايات، لأن بعض الذين لديهم "عقلية الحلول السريعة" ويركزون فقط على الأرقام الظاهرة في الميزان، دون اعتبار "المكاسب" الأخرى الأكثر استدامة مثل اللياقة البدنية أو الصحة، ما إن يبدأ معدل فقدان الوزن لديهم في التباطؤ، تتولد لديهم خيبة الأمل أو مشاعر الإحباط التي تدفعهم نحو التخلي عن الحمية الغذائية.

 

 

ما هو سر الحمية الغذائية الناجحة؟

إن مفتاح النجاح لخسارة وفقدان الوزن، في أي وقت من العام، يتمثل في إدخال تغيير مستدام على نمط حياتنا. لذا، كن مستعداً لمواجهة كافة الإخفاقات، وللتكيف مع مختلف الظروف غير المتوقعة، واحرص على اعتبار الحمية الغذائية بمثابة مشروع طويل الأمد، وتذكر دوماً أن السير بخطوات بطيئة وثابتة سيقودك حتماً نحو الفوز وتحقيق الأهداف، فقليل دائم خيرٌ من كثيرٍ منقطع.

 

وبالإضافة إلى سجلها الحافل بالخبرات السريرية، تواصل الدكتورة فيكتوريا إجراء أبحاثها الهادفة إلى تحسين العلاجات الفعالة وتطويرها، وتشارك النتائج التي توصلت إليها في المؤتمرات الدولية وفي المجلات، إذ تعكف بشكل منتظم على المشاركة في المؤتمرات التي تستضيفها مختلف دول العالم.

 

يضاف إلى أن مؤلفاتها منشورة على نطاق واسع، والتي تتمثل أبرزها في ثلاثة كتب تخصصية هي: "العلاج السلوكي المعرفي لاضطرابات الأكل: دليل العلاج الشامل" (2007)؛ وكتاب "تغلّب على اضطراب الأكل: دليل المساعدة الذاتية السلوكية المعرفية للمرضى البالغين ومقدمي الرعاية" (2010)؛ بالإضافة إلى كتاب "موجز العلاج السلوكي المعرفي للمرضى الذين لا يعانون من نقص الوزن: العلاج المعرفي السلوكي لاضطرابات الأكل" (2019). وحصدت الدكتورة فيكتوريا في العام 2020 جائزة الأكاديمية للطبيب المتميز في علاج اضطرابات الأكل.

آخر تعديل بتاريخ
17 سبتمبر 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.