الدكتور أحمد أبو جمال هو استشاري في الأمراض الروماتيزمية في مستشفى قرقاش في دبي بالإمارات العربية المتحدة، وأستاذ في أمراض المفاصل والروماتيزم بجامعة الأزهر، وله خبرة تتجاوز عشرين عاماً في علاج آلام المفاصل، يتحدث في حوار خاص لموقع صحتك عن أمراض الروماتيزم.
حدثنا بداية عن أمراض الروماتيزم وأعراضها
تشمل أمراض المفاصل كل ما يتعلق بآلام الجهاز الحركي المفصلي، وتندرج تحت مسمى أمراض الروماتيزم. ويُعد الألم من أبرز أعراض الروماتيزم الذي قد يرافقه تورم وتيبس في المفاصل، خاصة بعد فترة من السكون وعدم الحركة، وهو من العلامات البارزة التي تشير إلى وجود مرض روماتيزمي.
حدّثنا عن أسباب أمراض الروماتيزم ؟
أسباب الأمراض الروماتيزمية متنوعة وعديدة، تشمل التهابات المفاصل المناعية المجهولة السبب، إذ يهاجم الجهاز المناعي أنسجة الجسم، خاصة النسيج الضام، بما فيها المفاصل. كما تشمل أسبابًا أخرى متعلقة بالاحتكاك وخشونة الغضاريف مثل الضمور أو التآكل في المفاصل، وهناك أسباب أخرى متعلقة بترسب الأملاح والبلورات كالتهاب المفاصل البلوري ومرض النقرس.
ما هي أنواع الأمراض الروماتيزمية؟
تتضمن أنواعها أمراض المناعة الذاتية مثل الروماتويد المفصلي، وصدفية المفاصل، ومرض الذئبة الحمراء، وأيضاً تتضمن أمراضًا تتعلق بترسب الأملاح في المفاصل كالنقرس، وأمراض تآكل المفاصل الناتجة عن تقدم العمر كخشونة الركبتين والعمود الفقري ومفاصل اليدين والقدمين، كما يمكن تقسيمها بحسب العمر فتكون روماتيزم الأطفال أو الكبار، وكذلك تقسّم بحسب درجتها التي يمكن أن تكون حادة أو مزمنة.
هل مرض الروماتيزم خطير؟
تعتبر خطورة الأمراض الروماتزمية متفاوتة، إذ يمكن تصنيف بعضها كبسيط وهو الأغلب مثل أمراض خشونة المفاصل، في حين أن البعض الآخر قد يؤدي إلى التهابات مناعية في الأوعية الدموية قد تسبب جلطات دموية مثل متلازمة أضداد الشحوم الفوسفورية.
ما الفرق بين أمراض الروماتيزم ومرض التهاب المفاصل؟
الفرق بين أمراض الروماتيزم والتهاب المفاصل هو أن التهاب المفاصل يُعد عرَضاً من أعراض الأمراض الروماتزمية وليس مرضاً في حد ذاته.
كيف يمكن علاج روماتيزم المفاصل عند النساء؟
شيوع الأمراض الروماتزمية أعلى لدى النساء مقارنة بالرجال، مثل الروماتويد المفصلي وصَدفية المفاصل، بينما يعد النقرس أكثر شيوعاً بين الرجال، وتشمل العلاجات الكثير من البروتوكولات التي يتم تطبيقها بحسب المرض مثل مضادات الالتهاب وعلاجات تعديل سلوك جهاز المناعة إلى الأدوية الذكية الحديثة التي تتحكم في مسارات محددة أو إنزيمات في الجهاز المناعي كالعلاجات البيولوجية التي تقاوم تأثير TNF على المناعة، وكذلك بعض الإنترلوكين 23 والنترلوكين17 و12 و6 و1.
ما هي أبرز أعراض أمراض الروماتيزم في الأرجل؟
يُعد التهاب مفصل الركبة وخشونة الركبتين من أشهر أعراض الروماتيزم الذي يصيب الطرف السفلي، ويتميز بحدوث الألم مع الحركة وثني المفصل، خاصة مع استعمال الدرج والجلوس على الأرض ووضعية السجود في الصلاة، وقد يكون مصاحبًا بتورم وارتفاع طفيف في حرارة المفصل.
ما هي أعراض مرض الروماتويد؟ وكيف يمكن علاجها؟
الروماتويد (التهاب المفاصل الروماتويدي) هو مرض مناعي ذاتي يهاجِم فيه الجهاز المناعي المفاصل، مما يسبب التهابات وألمًا وتلفًا في الأنسجة الضامة.
تشمل أعراضه:
- ألم المفاصل: الشعور بألم مستمر في المفاصل المتأثرة خاصة مفاصل اليدين.
- تورم المفاصل: ظهور انتفاخ في المفاصل المتضررة، وخاصة في اليدين والمعصمين.
- تصلب وتيبس المفاصل: يحدث عادةً في الصباح أو بعد فترات من عدم الحركة، وقد يستمر لساعات.
- الإرهاق: الشعور بالتعب الشديد والإجهاد العام.
- تشوه المفاصل: قد تحدث في الحالات المتقدمة مع عدم الالتزام بالعلاج، إذ يمكن أن يؤدي المرض إلى تشوه المفاصل وفقدان وظيفتها.
يشتمل العلاج الدوائي:
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: NSAIDs), أدوية مضادة للروماتيزم المعدِّلة للمرض) DMARDs): مثل الميثوتريكسات التي تساعد في تقليل تقدم المرض).
- العلاجات البيولوجية: أدوية تستهدف أجزاء معينة من الجهاز المناعي للتقليل من التهابات المفاصل.
- العلاج الطبيعي: يساعد في تحسين حركة المفاصل وتقوية العضلات المحيطة بها.
- النظام الغذائي: تناول نظام غذائي متوازن يحتوي على مضادات الأكسدة والأطعمة المضادة.
ما هي أبرز أعراض الروماتيزم الصَّدَفي؟
- ألم وتورم المفاصل: الشعور بألم في المفاصل المتضررة مع تورم، ويكون الألم شبيهاً بألم التهاب المفاصل الروماتويدي، ولكن غالباً ما تتأثر المفاصل الكبيرة مثل الركبتين والكاحلين، إضافة إلى المفاصل الصغيرة مثل تلك التي في الأصابع وأصابع القدم، مع تصلب وتيبس المفاصل، خاصة في الصباح أو بعد فترات من الراحة. قد يستمر التصلب لعدة ساعات.
- آلام الظهر والعمود الفقري: بعض المرضى قد يعانون من ألم وتصلب في العمود الفقري (التهاب الفقار)، مما يحد من حركته.
- تورم الأصابع (ظاهرة النقانق): واحدة من أبرز علامات الروماتيزم الصدفي هي تورم كامل في الأصابع أو أصابع القدم التي تأخذ شكلاً يشبه النقانق.
- مشكلات في الأظافر: انفصال الأظافر عن الجلد (انحلال الأظافر)، ظهور حفر صغيرة على سطح الأظافر، سماكة وتشوه الأظافر.
- بقع جلدية صدفية حمراء متقشرة: غالباً على المرفقين والركبتين وفروة الرأس. هذه البقع تمثل أعراض الصدفية الجلدية، وغالباً ما تكون مرتبطة بالتهاب المفاصل الصدفي.
- التهاب الأوتار والأربطة: التهابات في الأوتار والأربطة المتصلة بالعظام، مما يؤدي إلى آلام في الكعب أو أخمص القدم.
- احمرار العينين: قد يحدث أن بعض المرضى قد يعانون من التهاب العينين (التهاب القزحية) والذي يسبب احمراراً وألماً في العين، كذلك قد تحدث التهابات وتقرحات التهابية مناعية في الأمعاء مثل مرض كرونز.
هل يمكن للاختبارات الجينية المبكرة في أمراض الروماتيزم أن تسهم في العلاج؟
أهمية الكشف المبكر في الأمراض الروماتزمية تكمن في أنه يساعد على تغيير مسار المرض، إذ إن العلاجات البيولوجية الحديثة قادرة على تقليل نشاط هذه الأمراض بشكل كبير، مما يمكّن المرضى من عيش حياة طبيعية دون مضاعفات. وسائل التشخيص الحديثة تشمل التحاليل الخاصة بالأجسام المضادة التي قد تكشف عن المرض قبل ظهوره سريرياً، بالإضافة إلى الموجات الصوتية والرنين المغناطيسي، فقد أثبتت الدراسات فعالية هذه الوسائل في الكشف المبكر والدقيق لجميع مراحل المرض.
هل يمكن علاج أمراض الروماتيزم نهائياً وكيف؟
تختلف إمكانية الشفاء من الأمراض الروماتزمية حسب النوع، فبعض هذه الأمراض قابلة للشفاء والأخرى ليست كذلك، خاصة المتعلقة بالمناعة الذاتية التي تُعتبر أمراضًا مزمنة، إذ لا يمكن ضبط سلوك الجهاز المناعي بشكل كبير.
ما النصائح التي يمكنك تقديمها للوقاية من التهاب المفاصل الروماتيزمي؟
تشمل بعض النصائح غير الدوائية التي تساعد في تخفيف شدة المرض ما يلي:
- استشارة طبيب المفاصل والروماتيزم: يجب استشارة الطبيب مبكراً لأن التشخيص المبكر له دور كبير في تقليل شدة ومضاعفات المرض.
- ضبط الوزن ومعالجة السمنة الزائدة: فقد أثبتت الدراسات أن زيادة كتلة الدهون في الجسم تصاحبها زيادة في نشاط الالتهاب في المفاصل وارتفاع في معدل النشاط الروماتيزمي. لذا، فإن تجنب السمنة له تأثير إيجابي في التخفيف من أمراض التهاب المفاصل وخشونة الركبتين.
- الامتناع عن التدخين: يرتبط الامتناع عن التدخين بتقليل النشاط الروماتيزمي والوقاية من بعض الأمراض الروماتزمية، إذ يؤدي التدخين إلى تسارع تآكل المفاصل لدى مرضى الروماتويد، والصدفية، والذئبة الحمراء، وفقاً لما أثبتته الدراسات العلمية. حتى التدخين بمعدلات قليلة، أو التعرض للتدخين السلبي كذلك له تأثير سلبي على المفاصل.
- ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد الرياضة في الحفاظ على الكتلة العضلية، وهو أمر ذو أهمية كبيرة، إذ إن العلاقة وثيقة بين النشاط العضلي وصحة المفاصل.
- التغذية المتكاملة: للعناصر الغذائية المتكاملة دور كبير في تقليل الالتهابات والنشاط الروماتيزمي، إذ تُظهر بعض الأنظمة الغذائية مثل الحمية المضادة للالتهابات، والتي تحتوي على الألياف، والحبوب الكاملة، والقليلة السعرات والسكريات، تأثيراً إيجابياً في تقليل الالتهاب والنشاط الروماتيزمي.
