باديء ذي بدء يمكنني أن أؤكد لكم أن أكثر من 80% من حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد (كوفيد 19) لا تحتاج إلى أية أدوية باستثناء تناول السوائل الدافئة والمسكنات البسيطة مثل الباراسيتامول، لأن معظم حالات الإصابة به هي حالات خفيفة إلى متوسطة.
* علاج الحالات الشديدة من كورونا الجديد
أما الحالات الشديدة من المرض تتطلب دخول المستشفى لتحسين الحالة العامة للمريض، وإعطاء الأكسجين والسوائل لمنع التجفاف، وقد تصل إلى وضع المريض على أجهزة التنفس الصناعي.تحدث الحالات الشديدة من المرض عند كبار السن، والأشخاص الذين لديهم أمراض مرافقة كداء السكري وأمراض القلب والرئة والكبد والكليتين.
وللأسف الشديد لم تعطِ مضادات الفيروسات المعروفة فائدة تذكر في تحسين تلك الحالات، باستثناء مضاد الفيروسات الياباني favipiravir or Avigan الذي أظهر بعض الفائدة في تحسين حالات التهاب الرئة عند بعض المصابين.
لكن دواء هيدروكسي الكلوروكين Hydroxychloroquine الرخيص الثمن، والذي يستعمل منذ عام 1955 لمعالجة الملاريا قد أظهر فائدة مشهودة، دعت وزارة الصحة الأمريكية لإعلان اعتماده اليوم كخط علاجي أول للتصدي لوباء كورونا الجديد.
* ما هو دواء الهيدروكسي كلوروكين
يستعمل هيدروكسي كلوروكين (المركب الأكثر تحملا من والده: الكلوروكين) لمعالجة الملاريا، كما أنه يتمتع بتأثيرات معدِّلة للمناعة جعلته مفيداً في معالجة بعض أمراض المناعية الذاتية، كالذئبة الحمامية الجهازية، والداء الرثواني.* دراسات تؤكد فعالية الهيدروكسي كلوروكين
في دراسة أجراها البرفيسور ديديه راؤول في مرسيليا فرنسا على عينة من 25 مريض أظهر هذا الدواء قدرة على إنقاص حمل الفيروسات بشكل كبير بعد 6 أيام من المعالجة، مقارنة مع عينة من المرضى لم يتلقوا العلاج في مدينة نيس وأفينون.وقد لاحظ الأطباء الصينيون فائدة هذ الدواء منذ الأسابيع الأولى لظهور المرض في مقاطعة وهان لصينية.
كما أظهرت الدراسة الفرنسية المذكورة أعلاه أن النتائج الممكن الحصول عليها من هذا الدواء قد ارتفعت عند مشاركته مع المضاد الحيوي المسمى ازيثرومايسين.
* ما هي آلية عمل هذا الدواء؟
لكن بأية آلية التي يُحدث هذا الدواء تأثيراته على فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19)؟
1. يثبط الخطوات المعتمدة على معامل الحموضة pH، والضرورية لدخول الفيروس للخلية ولاستنساخ الفيروس.2. يثبط إنتاج وتحرر السيتوكينات السامة المؤذية بشدة للرئتين والعضلة القلبية، مثل العامل المدمر للورم ألفا TNF alpha، والانترلوكينات IL، والمسؤولة عن التفاعلات الالتهابية المؤذية عند مرضى الحالات الشديدة من كورونا الجديد.