لن يختفي فيروس كورونا (COVID-19) في أي وقت قريب بحسب الخبراء، بل هناك متحوِّر جديد قد يكون مثيراً للقلق وهو المتحوّر EG-5، والذي يُسمّى بشكل غير رسمي "المتحوّر إيريس"، ويمكن أن يكون مسؤولًا عن الارتفاعات الأخيرة في الحالات في جميع أنحاء العالَم، إذْ بدأت ملاحظة انتشاره تحديدًا في أمريكا.
يبدو أن هذه السلالة الجديدة من فيروس كورونا تكتسب زخَمًا، لكنْ كُن مطمئنًّا إلى أنّ هذا لا يعني أنها ستُسبب عدوى أسوأ مِن المتحوِّرات السابقة الأخرى، كما يقول ديفيد سينيمو، خبير الأمراض المُعْدية والأستاذ المشارك في الطب وطب الأطفال في كلية روتجرز نيو جيرسي الطبية بأمريكا.
يُعتبر المتحوّر EG.5 متحولًا فرعيًا من فيروس كورونا السابق أومايكرون (Omicron)، ويبدو أنه يسبب الآن أكبر نسبة من الإصابات الجديدة وفقًا لتقديرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية في أمريكا، وقد وجِد أن 17.3% من مجمل إصابات كورونا فقط ناتجة عن المتحور EG.5، وهي نسبة لا تثير القلق حتى هذه اللحظة.
يتضمّن المتحوّر EG.5 مجموعة فرعية من المتحوِّرات الأخرى المسماة EG.5.1، والتي أُطلِق عليها بشكل غير رسمي اسم "إيريس Eris"، ويقول الخبراء إنه يُعتبر أحَد المتغيرات الفرعية الأسرع نموًّا في جميع أنحاء العالَم، وعلى الأرجح قد يكون بسبب حدوث طَفرة أكثر فعالية في العدوى، مما يتسبّب في سرعة الانتشار مقارنة بالمتحورات الفرعية الأخرى.
ما هو EG.5 أو المتحور "Eris"؟
المتحوّر EG.5 هو أحد أشكال فيروس كورونا الجديد SARS CoV-2، والذي يبدو أنه يُسيطر الآن على أغلب حالات الإصابة بمرض كوفيد 19 في الولايات المتحدة.
يقول الخبراء إنّ المتحوّر EG.5 هو مِن سلالة XBB، والتي تطورت أصلًا مِن سلالة Omicron نفسها. لذا، فإن فيروس كورونا يستمر بالتطور وإخراج طفرات جديدة، ويُعتبر المتحوّر EG.5 أحدث طفراته.
ما مدى عدوى وانتشار المتحوّر "EG.5"؟
إذا حَكَمنا على انتشار الفيروس من خلال المعدّلات المرتفعة للأشخاص الذين لديهم هذا المتحوّر، فقد يكون أكثر عدوى قليلًا من السلالات السابقة، لكنْ يَصعُب مقارنة انتشاره بالمتحوّرات الأخرى، لأن المستشفيات لا تقوم عادة بإحصاء عدد المرضى المصابين بالمتحوّرات الأخرى كل على حدة، فقد يكون هناك عدد أكبر من الأشخاص مصابين بمتحوّرات أخرى، لكننا لا نُحصيها أو نُدركها.
أين ينتشر المتحوّر إيريس الجديد؟
تم الإبلاغ عن انتشار المتحوّر الجديد من فيروس كورونا في 51 دولة حتى الآن، حَسب منظمة الصحة العالمية، بما فيها الولايات المتحدة التي بدأ ظهور الحالات فيها، بالإضافة إلى الصين وجمهورية كوريا والمملكة المتحدة وإسبانيا واليابان وفرنسا والبرتغال وسنغافورة وأستراليا وكندا.
هل علينا أن نقلق بشأن المتحوّر الجديد "إيريس"؟
أَطلقت منظمة الصحة العالمية (WHO) على المتحوّر الجديد EG.5 اسماً مثيرًا للإعجاب، وهو "إيريس"، لكن الخبراء يقولون إنّ هذا المتحور لا يبدو مختلفًا تمامًا عن المتغيرات المتداوَلة، أي أننا لم نَشهَد زيادة واضحة في شدّة العدوى، كما أضافوا أنّ هذه السلالة حتى لو أصبحتْ هي المهيمِنة فهذا لا يعني أنها ستُسبّب عدوى أسوأ.
كيف يمكن التمييز بين المتحوّر EG.5 ومتحوّرات كورونا الأخرى؟
الإجابة المختصرة هي أن المتحوّر EG.5 لا يمكن تمييزه سريريًا عن أي شكل آخر من أشكال فيروسات SARS-CoV-2، بمعنى أن هذه السلالة الجديدة من كورونا تبدو مشابهة جدًّا لأنواع الطفرات الفرعية الأخرى من نوع Omicron (أوميكرون) من حيث أعراض المرض الذي تسببه.
كما يبدو أن أعراض المرض الذي يسببه المتحوّر EG.5 هي نفس أعراض سلالات كورونا السابقة، لذا نحتاج إلى مختبر أبحاث مختص بالفيروسات لتمييز هذا الشكل عن أنواع عدوى فيروسات كورونا الأخرى، لكن اختبارات كورونا القياسية تَظهر إيجابية مع جميع طفرات هذا الفيروس.
ما أعراض الإصابة بالمتحوّر الجديد "EG.5"؟
في الوقت الحالي، لا يبدو أن أعراض الإصابة بالمتحور EG.5، أو ما يطلق عليه اسم إيريس، تختلف عن السلالات السابقة، وتشمل هذه الأعراض: التهابَ الحَلق، وسَيلان الأنف، والسعال، وعدوى الجهاز التنفسي العلوي، والحُمّى.
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أمريكا (CDC)، فإن الأعراض الأكثر شيوعاً لكوفيد 19 ما تزال:
- حُمى أو قشعريرة.
- سُعال.
- ضيق أو صعوبة في التنفس.
- تعب عام.
- آلام في العضلات أو الجسم.
- صداع.
- فقدان لحاسة التذوق أو الشمّ.
- احتقان أو سَيلان الأنف.
- الغثيان أو القيء.
- إسهال.
هل يوجد لقاح لمتحوّر كورونا الجديد "إي جي 5"؟
يقول الخبراء إن اللقاح الذي سيتم استخدامه هذا الخريف يشمل جميع المتغيرات الفرعية من نوع XBB، إذْ إنّ فيروس EG.5 أو Eris هو واحد من عدة متحورات فرعية وثيقة الصلة بالمتحوّر أومايكرون Omicron التي كانت تتنافس على الهيمنة في الأشهر الأخيرة، وهي من سلالات XBB.
على الرغم من عدم وجود لقاح محدَّد يَستهدف هذا المتحوّر الفرعي، فإن اللقاحات الحالية ستظلّ تمنع الإصابة الشديدة بسبب أي من المتحورات، وتقلل حالات دخول المستشفى أو العناية المركّزة.
كيف يمكننا وقاية أنفسنا من الإصابة بالمتحوّر الجديد؟
كما هو الحال في المتغيرات السابقة، فمِن المحتمَل أن تكون العدوى شديدة لدى كِبار السنّ، أو الذين يعانون من أمراض مزمنة، أو أمراض مناعية. لذلك، لا يزال اللقاح أفضل وسيلة لحماية أنفسنا من موجات كورونا الحالية والمستقبلية، ومن المهم على الجميع تلقّي جميع جرعات لقاح كوفيد-19.
كما أن منظمة الصحة العالمية طَمأنَت الناس بأنها على اطّلاع مستمر على تأثير المتحورّات على عمل اللقاح، وفي سَعي حَثيث ودائم لتطوير وتغيير تركيبات اللقاح.
يوصي الخبراء في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بضرورة غَسل الأيدي، والابتعاد عن الآخرين، وعَزل نفسك قدر الإمكان إذا كنت تعاني من أي أعراض تنفسية.
تطمينات:
يقول الخبراء والأطباء إنه حتى لو تسبّب المتحوّر الجديد بحدوث انتشار واسع، وسبّب ارتفاعًا كبيرًا في الإصابات، فليس من المتوقّع أن تكون هناك حالات من المرض الشديد، أو تزايد في عدد الوفيات كما شَهدنا في المتحوّرات القوية السابقة، مثل ألفا ودلتا.
كما أن معظم الناس على وَجه الأرض قد تلقّوا اللقاح، أو أصيبوا بالفيروس مرة واحدة على الأقل، فأصبحت لدَيهم مناعة جماعية، فالذاكرة المناعية تجعل الجهاز المناعي يتحكّم في العدوى، ويسيطر عليها بشكل أفضل وأكثر كفاءة.
الخلاصة:
سيستمر ظهور طفرات ومتغيرات جديدة من فيروسات كورونا، فهذه هي الطريقة التي يعمل بها تطور الفيروس، ولكن من غير المرجَّح أن تسبّب هذه الطفرات مشكلات كبيرة أو خطيرة مثل المتغيرات السابقة بسبب مستوى المَناعة المرتفع الذي تحقَّق لدَى سكان العالَم، مما يَحميهم من المرض الشديد، بالإضافة إلى ذلك فإنّ مضادات الفيروسات -مثل دواء باكسلوفيد- تعمل بشكل جيد للغاية، بغضّ النظر عن ظهور هذه المتحوّرات الجديدة.
يقول الأطباء أيضًا إن المتحوّر الجديد "إيريس" مثله مثل جميع سلالات فيروس كورونا الأخرى من حيث شدة العدوى، فإذا قمتَ بإجراء فحص كورونا وثَبتَتْ إصابتك بمرض كوفيد-19، فيُرجى منك محاولة الحدّ من انتقال هذا الفيروس بعدم الذهاب إلى العمل أو المدرسة، أما إذا كنت غير قادر على البقاء في المنزل، وكنت مصابًا بفيروس كورونا، فيرجى ارتداء الكِمامة عند الخروج من المنزل.
المصدر:
COVID-19 Variant EG.5 Is Spreading Fast—Experts Explain What You Need to Know
