توصلت دراسة جديدة إلى أن نوبات الصداع النصفي التي تتعرض لها النساء خلال فترة الحيض قد تكون لانخفاض مستوى الأستروجين خلال الدورة الشهرية الذي يؤدي إلى زيادة في نوع من البروتينات يسمى ببتيد CGRP، ويزيد من التعرض لهذه النوبات.
عرف الخبراء منذ عقود أن انخفاض هرمون الأستروجين مرتبط بظهور نوبات الصداع النصفي المرتبطة بالدورة الشهرية عند النساء، ومع ذلك، ظلت الآليات الكامنة وراء هذه العلاقة غير واضحة، لكن توصلت دراسة جديدة إلى أنه مع تقلب مستويات الهرمونات خلال الدورة الشهرية ترتفع وتنخفض أيضاً مستويات نوع من البروتينات (ببتيد CGRP) المرتبط بالصداع النصفي، فأثناء انخفاض مستوى هرمون الأستروجين الذي يحدث في بداية الدورة الشهرية، تزيد مستويات هذا الببتيد المرتبط بجينات الكالسيتونين CGRP، وقد تُقَدِّم هذه الدراسة التجريبية دليلاً مهماً فيما يتعلق بالسبب وراء دوث نوبات الصداع النصفي أثناء الدورة الشهرية، ولماذا تنخفض وتيرتها بعد انقطاع الطمث.
كيف أجريت الدراسة؟
تألفت مجموعة الدراسة من 180 امرأة ممن عانين على الأقل من ثلاث نوبات صداع نصفي خلال الشهر السابق للدراسة، وقسم الباحثون المشاركين بالتساوي إلى ثلاث مجموعات:
- النساء اللواتي يتمتعن بدورة شهرية منتظمة.
- النساء اللواتي يتناولن موانع الحمل.
- النساء اللواتي مررن بمرحلة انقطاع الطمث.
وتمت مشاركة مجموعة أخرى من النساء، كمجموعة تحكّم، ممن تتطابق أعمارهنّ مع مجموعات الدراسة، ولم يُصَبن بالصداع النصفي .
ولتقييم مستويات الببتيد المرتبط بجينات الكالسيتونين، قام الباحثون بتحليل عينات الدم والدموع المأخوذة من المشاركات في الدراسة، وأخذوا عينات من المشاركات خلال دورات الحيض أثناء فترات الحيض والإباضة عندما تكون مستويات الهرمون في أدنى مستوياتها وأعلاها على التوالي.
أما بالنسبة للنساء اللاتي يستخدمن أدوية منع الحمل، فقد قام الباحثون بجمع عينات الدم والدموع في اليوم الرابع تقريباً من الفترات الخالية من تناول الدواء، وجمعت العينات مرة أخرى خلال الأيام 7-14 من تناول الدواء، وتم أخذ العينات مرة واحدة فقط لدى النساء بعد انقطاع الطمث في يوم عشوائي.
ما نتائج الدراسة؟
كان مستوى الببتيد المرتبط بجينات الكالسيتونين لدى النساء المصابات بالصداع النصفي عالياً بشكل ملحوظ في دمهن أثناء الحيض (5.95 بيكوغرام في الميلتر)، وأكثر بكثير من النساء اللواتي لم يصبن بالصداع النصفي (4.61 بيكوغرام في الميلتر).
أما في فترة الإباضة، وهي الوقت الذي تكون فيه مستويات هرمون الأستروجين في أعلى درجاتها، فقد لوحظ انخفاض مستويات الببتيد المرتبط بجينات الكالسيتونين لديهن بما يتماشى مع توقف نوبات الصداع النصفي بعد الحيض.
وكانت هذه الأنماط صحيحة أيضاً في عينات الدموع، فقد بلغ مستوى الببتيد المرتبط بجينات الكالسيتونين 1.20 بيكوغرام في الميلتر عند النساء المصابات بالصداع النصفي، بينما كان مستوى هذا الببتيد لدى النساء غير المصابات بالصداع النصفي 0.4 بيكوغرام في الميلتر.
لم تظهر على المشاركات اللواتي تناولن موانع الحمل، والنساء بعد انقطاع الطمث، زيادة في مستويات الببتيد المرتبط بجينات الكالسيتونين، سواء عانَيْن من الصداع النصفي أم لا، على الرغم من أن بعض النساء في هاتين المجموعتين قد تعرضن لنوبات الصداع النصفي.
فوائد الدراسة
1 - ربما تستفيد بعض النساء اللواتي يعانين من الصداع النفسي خلال الدورة الشهرية من استخدام أدوية تثبط انتاج ببتيد CGRP.
2 - ربما يقلل استخدام حبوب منع الحمل الأستروجينية بشكل مستمر دون انقطاع من حدوث نوبات الصداع النصفي أثناء الدورة الدموية، لأن هذه الحبوب التي تحتوي على الأستروجين تمنع انخفاض مستوياته في الدم.، وبالتالي تمنع انتاج الببتيد CGRP الذي يرتبط بحدوث نوبات الصداع النصفي.
المصدر:
https://www.medicalnewstoday.com/articles/migraine-why-do-attacks-often-occur-during-menstruation