توصلت دراسة جديدة إلى أن المرضى البالغين المصابين بالتهاب الزائدة الدودية تزداد احتمالية أن يكون سرطان الزائدة الدودية هو السبب وراء إصابتهم بالالتهاب. ونتائج هذه الدراسة مهمة بشكل خاص، وذلك لأنه غالباً ما يُعالَج التهاب الزائدة الدودية الحاد من طريق استخدام المضادات الحيوية بدلاً من اللجوء إلى الخيار الجراحي. لهذا، إن هذه الفئة من المرضى تحتاج إلى المتابعة من كثب لتجنب أو لاكتشاف أي مضاعفات خطرة فيما بعد، ومن ضمنها السرطان. ونشرت النتائج في مجلة الكلية الأميركية للجراحين.
تفاصيل الدراسة:
أجرت مؤلفة الدراسة الرئيسية ميشيل سي سالازار، من جامعة نيوهافن، وزملاؤها تحليلاً بأثر رجعي لقاعدة البيانات الوطنية للسرطان، وهذه القاعدة تضمّ بيانات لأكثر من 70 من مرضى السرطان في الولايات المتحدة. واستخرج الباحثون بيانات عن مرضى تبلغ أعمارهم 18 عاماً فأكثر، شُخِّصَت إصابتهم بسرطان القولون الأيمن بين عامي 2004 و2017، وخضعوا لعملية استئصال الزائدة الدودية، وقسّموا هذه المجموعة إلى مرضى يعانون من أورام سرطانية وأولئك الذين يعانون من أنواع أخرى من سرطان الزائدة الدودية. كذلك أُخذ العمر بالحسبان، ووجدوا أن:
- من بين 387،867 مريضاً مصاباً بسرطان القولون الأيمن، كان 19570 (5٪) مصابين بسرطان الزائدة الدودية، وكان 5628 من هؤلاء المرضى (29٪) مصابين بالورم السرطاني Carcinoid tumor.
- حدثت هذه الزيادة في الاحتمالات في جميع الفئات العمرية، ولكنها كانت أكثر حدة بين المرضى الذين تراوح أعمارهم بين 40 و49 عاماً، حيث زادت من 10٪ في عام 2004 إلى 18٪ في عام 2017.
- كذلك ارتفعت احتمالات الإصابة بالورم السرطاني، مقارنةً بسرطانات الزائدة الدودية الأخرى، خلال هذه الفترة. وحدثت أكبر زيادة في احتمالية الإصابة بالسرطان لدى المرضى الذين تقلّ أعمارهم عن 40 عاماً، من 24٪ في عام 2004 إلى 45٪ في عام 2017.
آراء الباحثين:
- قال مصطفى رؤوف، وهو جراح أورام وأستاذ مساعد في جراحة الأورام في مركز سيتي أوف هوب الشامل للسرطان في كاليفورنيا: "أهم نتيجة، أنه بين عامي 2004 و2017 زاد عدد حالات سرطان الزائدة الدودية، وما يقرب من ربعها كان من النوع السرطاني carcinoid tumors، ولا سيما لدى الأفراد الذين تقلّ أعمارهم عن 50 عاماً". وأضاف: "غالباً يندفع الناس، وحتى الجراحون، لعلاج التهاب الزائدة الدودية الحاد من طريق استخدام المضادات الحيوية لتجنّب اللجوء إلى الحل الجراحي، وأحد الجوانب السلبية لهذه الاستراتيجية التي لا تحظى بالتقدير الكافي، أنه يمكن تفويت سرطان الزائدة الدودية إذا لم تُزَل الزائدة الدودية".
- وقال ريتشارد هوين، جراح الأورام في مركز سايدمان للسرطان في كليفلاند: "النتائج في هذه الدراسة سبب آخر للتفكير قبل اللجوء للعلاج بالمضادات الحيوية بدل الجراحة، وهذه الدراسة مهمة لأنها تكشف عن مخاطر محتملة لتأجيل استئصال الزائدة الدودية في المرضى البالغين الذين يعانون من أمراض الزائدة الدودية. وأضاف هوين: "مع تحسن فحوصاتنا المرضية لسرطانات الزائدة الدودية، نكتسب فهماً أفضل لهذه الأورام وكيفية إدارة هؤلاء المرضى بشكل أفضل، ويجب أن تجعل النتائج الجراحين أكثر تشكيكاً في الأسباب الخبيثة وراء التهاب الزائدة الدودية الحاد لدى البالغين، وخاصة أولئك الذين تقلّ أعمارهم عن 40 عاماً، ومن الضروري إجراء تنظير القولون واستئصال الزائدة الدودية في المرضى البالغين المصابين بالتهاب الزائدة الدودية".
- ذكر جريجوري بوتا أن "أورام الزائدة الدودية لا تُرى عادةً في أثناء تنظير القولون؛ ولا يُنصح بفحص تنظير القولون للمرضى الأصغر سناً تحت سنّ الـ 40، وهناك إدارة جراحية أقلّ لالتهاب الزائدة الدودية. وبالتالي، إن سبب الزيادة في الحدوث لا يرجع إلى زيادة الكشف من طريق التحري والمراقبة.
ويتشارك الباحثون والخبراء المستقلون مخاوفهم من أنه نظراً لأن الجراحة توفر التشخيص النهائي الوحيد لسرطان الزائدة الدودية، فقد يكون هناك تأخير في تشخيص السرطان بين المرضى الذين يُعالَجون بطريقة غير جراحية. وينصحون المرضى على أساس العمر، بمعنى المرضى كبار السن الذين يكونون أقلّ عرضة للإصابة بسرطان الزائدة الدودية وأكثر خطراً لحدوث مضاعفات من الجراحة، بالتفكير في العلاج بالمضادات الحيوية، والمرضى الأصغر سنًاً والأصحاء، والذين هم أكثر عرضة لتحمّل عملية جراحية، وقد يرغبون في استبعاد السرطان من خلال إجراء العملية. ويجب مراعاة خصائص التهاب الزائدة الدودية عند اتخاذ القرار .
* المصدر
Cancer of the Appendix on the Rise in Younger Patients With Appendicitis