نشرت دراسة طريفة تبين أن تدريباً رياضياً سهلاً يساعد على ضبط ارتفاع ضغط الدم عند الكبار. يركز هذا التدريب على تقوية عضلات التنفس باستخدام جهاز صغير يصنع مقاومة أمام دخول الهواء إلى الرئتين في أثناء عملية الشهيق، يمكن زيادة المقاومة تدريجياً لتقوية عضلات التنفس. نشرت هذه الدراسة في المجلة الطبية الأمريكية المعتمدة JAMA.
كيف أجريت الدراسة؟
أجريت الدراسة التطوعية على 36 شخصاً تراوح أعمارهم بين 50-79 سنة، ولديهم ارتفاع بسيط في ضغط الدم. استخدم 18 منهم جهاز تدريب مقاومة الشهيق في أثناء التنفس 30 مرة في اليوم، 6 أيام في الأسبوع، لمدة 6 أسابيع. بينما لم يطبق الآخرون أية تدريبات تنفسية خلال فترة الدراسة. جرت المقارنة بين الفئتَين من حيث قياسات ضغط الدم، وتأثير التدريب بإنتاج مادة أوكسيد النيتروجين NO المهمة في توسيع الشرايين بشكل عام، وكذلك قياس CRP في الدم الذي يدل على نشاط التفاعل الالتهابي في الجسم بشكل عام.
جهاز تدريب مقاومة الشهيق في أثناء التنفس.
ما نتائج الدراسة؟
- استخدام جهاز مقاومة الشهيق ضمن ظروف الدراسة كان سهلاً وسليماً ولم يسبب أية مضاعفات أو أعراض مهمة، وكان التزام المتطوعين استخدام الجهاز عند 95 بالمئة من المشاركين، ما يشير إلى سهولة تطبيقه.
- انخفض ضغط الدم الانقباضي (الأعلى) من معدل وسطي بلغ 135 إلى 126 في فئة المتطوعين الذين استخدموا جهاز تدريب التنفس، بينما لم يتغير مستوى ضغط الدم عند الذين لم يقوموا بهذا التدريب التنفسي، وكان هذا الفارق بين الفئتين مهماً إحصائياً.
- لم يتغير ضغط الدم الانبساطي (الأدنى) بشكل مهم عند الذين استخدموا التدريب أو لم يستخدموه.
- وأظهر تسجيل قياس ضغط الدم على مدى 24 ساعة انخفاضاً مهماً في ضغط الدم الانقباضي (الأعلى) عند الذين استخدموا جهاز تدريب التنفس، مقارنة بالذين لم يقوموا بهذا التدريب.
- أظهرت دراسات إنتاج مادة أوكسيد النيتروجين NO أن الذين طبّقوا تمرين التنفس ارتفعت لديهم مستويات هذه المادة المهمة في توسيع شرايين الجسم أكثر من الذين لم يقوموا بهذا التدريب.
- انخفض مستوى CRP في الدم عند الذين أجروا تدريب التنفس أكثر من الذين لم يقوموا بهذا التدريب.
- لم يلاحظ فرق مهم في قياسات مرونة الشرايين بين الفئتَين في هذه الدراسة.
استعمال جهاز تدريب التنفس
ما استنتاجات الدراسة؟
كانت نتائج الدراسة مفاجأة سارة للباحثين، لأنها أظهرت أن تدريباً بسيطاً لإجراء الشهيق لتقوية عضلات التنفس 30 مرة في اليوم، أدى إلى تخفيض ضغط الدم الانقباضي، وإلى تحسّن مؤشرات توسيع الشرايين، وتقليل التفاعل الالتهابي في الجسم بشكل عام، عند الكبار ممن تراوح أعمارهم بين 50 إلى 79 سنة. تطبيق هذا التمرين سهل جداً ولا يسبب مضاعفات تذكر. وربما يساعد هذا التمرين، إضافة إلى الحمية قليلة الملح، والغذاء الصحي، والتمارين الرياضية اليومية، وتخفيض الوزن... على ضبط مستوى ضغط الدم في الحالات البسيطة والمتوسطة من ارتفاع ضغط الدم.
المصدر: