ما هي الفثالات؟
عند صناعة البلاستيك، تضاف إليه مواد ملدنة تزيد من ليونته وتجعله أكثر نعومة، ومن بين المواد الملدنة تحتل الفثالات المركز الأول من المواد الملدنة التي تضاف إلى البلاستيك. وبسبب رخصها ومميزاتها الأخرى، تدخل الفثالات في الكثير من الصناعات مثل المذيبات، مستحضرات التجميل، العطور والصناعات الزخرفية.ومن المحتمل أن تكون الفثالات موجودة ومنتشرة في كل مكان أكثر مما ندركه. وباختصار، في عالم اليوم، بالكاد يمكن مقابلة شخص لا يتعرض للفثالات. وللأسف، ثبت أنها تسبب اضطرابات الغدد الصماء.
ووجد الباحثون أن أربعة أنواع من الفثالات لها تأثيرات قوية بالصحة، هي:
- ثنائي (2-إيثيل هكسيل) فثالات (DEHP).
- أحادي-2-إيثيل-5-كاربوكسي بنتيل تريفثالات (MECPTP)، وهذا النوع مصدر قلق كبير، وهو يستخدم بشكل متزايد في الصناعات كبديل للنوع الأول المذكور أعلاه، الذي تم حضره في بعض المنتجات.
- أحادي بنزيل فثالات (MBzP).
- وثنائي بيوتيل فثالات (DBP).
تأثير تعرّض الحامل للفثالات وارتفاع ضغط الدم
ركزت هذه الدراسة على تأثير تعرض الحوامل لخمسة عشر نوعاً من الفثالات الملدنة. وبمتابعة عينات البول من 892 امرأة حامل يبلغ متوسط أعمارهن 27 سنة ومتوسط كتلة الجسم 26.9 كجم/م2، وجدت جميع الفثالات الخمسة عشر التي قيسَت في 86٪ من عيّنات البول. لكن هذا لا يعني أنّ عيّنات البول الباقية لا تحتوي على الفثالات، بل وجد أن جميع العينات الباقية تحتوي على نوع واحد أو أكثر من تلك الفثالات.
وقال الباحثون المشرفون على هذه الدراسة إن النتائج لهذه الدراسة أظهرت أن المستويات المرتفعة من الفثالات ارتبطت بارتفاع ضغط الدم في أثناء الحمل، وأيضاً امتد ارتفاع ضغط الدم لمدة 72 شهراً بعد الولادة.
وهذا لا يعني أن خطر ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالتعرض للفثالات يقتصر على الحوامل فقط، بل أشار مؤلفو الدراسة إلى ما يأتي: "قد يكون للتعرض للفثالات في مراحل مبكرة من الحياة عواقب مدى الحياة على مسار ضغط الدم، ما قد يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة في وقت لاحق من الحياة، مثل ارتفاع ضغط الدم".
وكانت نسبة ارتفاع ضغط الدم حوالى 2.4 ملم زئبق زيادة في ضغط الدم الانقباضي والانبساطي في أثناء الولادة وبعدها. وعلى الرغم من أن الدراسة لا تثبت أن الفثالات تزيد من ضغط الدم، إلا أنها تدعم النصيحة للنساء الحوامل بتقليل التعرض للفثالات بصورة خاصة، وللبلاستيك عموماً، وفقاً للباحثين.
ما أهمية هذه الدراسة؟
على الرغم من أنه لا يمكن فعل الكثير على المستوى الفردي لتقليل خطر التعرض للفثالات، وأنه يجب أن توضع لوائح عالمية لحماية الناس من هذه المواد الكيميائية، إلا أنه يمكن تقليل التعرض لهذه المواد من طريق التحكم بالنظام الغذائي واستخدام مكنسة كهربائية مزودة بفلتر هواء جسيمات عالي الكفاءة.
عوائق الدراسة:
لم تستطع الدراسة حصر تعرّض الحوامل للفثالات من البلاستيك فقط، حيث توجد الفثالات أيضاً في النظام الغذائي ومنتجات العناية الشخصية. وأضاف الدكتور ناثانيال دينيكولا، خبير الصحة البيئية في الكلية الأميركية لأطباء التوليد وأمراض النساء: "إن استهلاك الأطعمة السريعة والأطعمة المعلبة قد يربك النتائج أيضاً، لأن محتوى هذه الأطعمة من الصوديوم يرتبط بارتفاع ضغط الدم". لكنه أضاف: "إن النتائج تؤكد أن الفثالات قد تكون أكثر وجوداً في كل مكان مما ندرك، وتقليلها، وخاصة في أثناء الحمل، يعد أحد أهم ضرورات الصحة العامة".